لن تكون مهمة المريخ سهلة وهو يبحث عن الفوز عندما يواجه الأهلي على ملعب مدينة شندي عند الثامنة مساء اليوم لحساب الجولة الحادية عشرة لمسابقة الدوري الممتاز، وعلى الرغم من أن الفرقة الحمراء أكملت تحضيراتها وسط أجواء معنوية رائعة غير أن المباراة تعد صعبة عطفا على قوة المنافس وكتيبته المدججة بالنجوم، وسيكون الفوز خيار مناسب للفرنسي غارزيتو الذي لم يتعرض للخسارة في الدوري حتى الآن وتعثر في مباراة واحدة أمام المريخ الفاشر بالقلعة الحمراء بخلاف ذلك حقق الفريق انتصارات متتالية وضعته على مقربة من صدارة الترتيب، وحال عاد بالنقاط مساء اليوم فسيكون على بعد الفوز في المباريات المؤجلة فقط ليظفر بالصدارة. وجاءت الاستعدادات متوافقة تماما مع صعوبة المرحلة وأهمية المباراة سيما بعد الطفرة الهائلة لفرقة النمور والتطور الواضح على مستوى الأداء والنتائج بعد التعاقد مع المدرب التونسي لطفي السليمي، غير أن رغبة الأحمر قد تشكل خطرا بالغا على النمور في مباراة اليوم. أجواء ما قبل المباراة يعيش المريخ فترة زاهية بعد أن حقق الفريق أهدافه تماما خلال الفترة الماضية وفي فترة قياسية حقق الأحمر الكثير ووصل لنهائيات كأس العرب وطوى الملف وتفرغ للبطولة الأفريقية ووصل لمرحلة مجموعات دور الستة عشر كما وصل الفريق للمرحلة التالية من مسابقة كأس السودان وطوي الملفين بنجاح أيضا ليتفرغ كليا لمباريات الدوري الممتاز، وجاءت مباراة ديربي صندوق دعم الطلاب لتعزز الثقة أكثر بعد أن حقق الفريق الفوز على غريمه الهلال بهدفين نظيفين ومثلت تلك المباراة تأشيرة أخرى لنجاح كبير، ومنحت المدرب فرصة تجهيز عدد كبير من اللاعبين لمباريات الممتاز والبطولة الأفريقية، أجواء الأحمر تبدو في غاية الهدوء والاستقرار والروح المعنوية في قمتها وسيكون الفوز بمثابة مرور نحو الصدارة كما أن الفريق سيكون قد تخطى عقبة كؤودا ومطبا صعبا، وسيؤدي المريخ مباراتين على ملعبه أمام حي الوادي ومريخ نيالا، ليكون وصوله لمعدل نقاط يقترب من الثلاثين سهلا ميسورا. المفاجآت واردة في تشكيلة المريخ في ظل ذخيرة متميزة من اللاعبين وخيارات وافرة في مختلف وظائف الملعب يدخل غارزيتو مباراة اليوم وستكون مشكلته الأولى في الاختيار والمفاضلة عطفا على الوفرة الكبيرة وجاهزية كل اللاعبين، وباستثناء عدد محدود من اللاعبين لا يتعدى عددهم خمسة تبدو حظوظ كل اللاعبين قائمة في المشاركة وفي حراسة المرمى يعد جمال سالم واحدا من ثوابت تشكيلة الفرنسي، بجانب كونلي أودنلامي الذي حجز مقعده مبكرا بتميزه وتألقه المتواصل، فيما يعد السماني الصاوي من الخيارات التي لا غنى عنها بجانب بكري المدينة، ويملك غارزيتو عديد اللاعبين القادرين على إنجاز المهمة مثل أحمد عبد الله ضفر، رمضان عجب، أمير كمال، عاشور الأدهم، محمد هاشم التكت، محمد عبد الرحمن وكليتشي أسونوا. * ترتيب غير جيد للأهلي شندي.. وعودة للطريق الصحيح مؤخراً بعد أن عانى الأهلي شندي الضياع خلال بداية الموسم وتقاذفت الفريق رياح التغيير وعدم الاستقرار الفني وخسر الفريق نقاطا سهلة على ملعبه وخارجه وأقصي من الدور الأول في الكونفدرالية استعاد الفريق توازنه مؤخرا وظفر بست نقاط وضعته في مركز جيد، غير أن الفريق ما يزال بعيدا عن الصدارة إذ يحتل النمور المركز الثامن برصيد 12 نقطة، والغريب أن النمور خسرت في 3 مباريات وتعادلت في مثلها وحققت الفوز في مثلها أيضا ولا يعد هجوم الأهلي شندي متميزا بعد أن اكتفى المهاجمون بإحراز 11 هدفا بمعدل يزيد قليلا عن الهدف الواحد في المباراة، بينما لا يعتبر خط دفاعه سيئا أيضا لكون شباكه استقبلت 7 أهداف بمعدل يقل عن الهدف الواحد في المباراة. وعلى الرغم من أن الفريق يملك ذخيرة جيدة من اللاعبين غير أن النتائج لم تتوافق مع خبراتهم ولا تميزهم، ولولا الصحوة المتأخرة للفريق وتحقيقه للفوز في مباراتين متتاليتين لكان النمور ضمن أندية الذيلية وهو وضع يعد مفاجئا للوسط الرياضي بعد أن رشح كثيرون الفريق للمزاحمة على الصدارة. * المريخ يبحث عن الصدارة وينتظر معركة تكسير العظام بين الهلال والفرسان قبل مباراة اليوم يحتل الأحمر المركز الثالث في الترتيب برصيد 19 نقطة وما يزال خط هجوم الفريق بعيدا عن التميز المعهود على الرغم من أن الفريق حقق الأهم ولكن بمعدل تهديفي لا يرتقي لمستوى قوة خط الهجوم وتميز نجومه إذ نال المريخ 11 هدفا بمعدل يزيد عن الهدف الواحد في المباراة، بينما يعد خط دفاعه الأفضل على الرغم من الهنات التي تصاحب الأداء غير المريخ يشارك الهلال في أفضلية الدفاع بعد أن اهتزت شباك الفريق بأربعة أهداف فقط، وسيقفز المريخ للمركز الأول مباشرة حال حقق الفوز في انتظار المعركة الطاحنة، المريخ لعب مباريات أقل من منافسيه وتنتظره مباراة مؤجلة على ملعبه أمام هلال الأبيض حال حقق الفوز فيها وفي مباراة اليوم فسيضمن الصدارة بصرف النظر عن نتائج المنافسين، وهو ما يسعى غارزيتو لتحقيقه اليوم. * المريخ يتفوق على النمور في المواجهات المباشرة قبل مباراة اليوم جمعت 12 مباريات المريخ بمضيفه الأهلي شندي بالقلعة الحمراء وبمدينة شندي، حقق المريخ الفوز في ثلاث مباريات، وخسر اثنتين وتعادل في واحدة، بينما خسر المريخ مباراة واحدة أمام النمور بالقلعة الحمراء وحقق انتصارات متتالية ولم يتعادلا مطلقا إلا في مباراة واحدة بمدينة شندي، وعاد المريخ الموسم الماضي بفوز عريض قوامه أربعة أهداف على الرغم من أن الفريق كان يعيش وضعا حرجا وفقد عددا كبيرا من نجومه الأساسيين غير أنه تمكن من العودة بالنقاط كاملة، ويعيش الفريق الآن وضعا مميزا، وتعد نقاط مباراة اليوم مهمة لدرجة كبيرة بالنسبة للفريقين معا, إذ يبحث المريخ عن الصدارة ويرغب الأهلي في التقدم أكثر في الروليت. * أجواء هادئة دائما وتنافس قوي في مواجهات المريخ والآرسنال على الرغم من قوة التنافس والبحث الدائم لنجوم الفريقين عن تحقيق الانتصارات غير أن أجواء المباريات التي تجمع المريخ أمام الأهلي في شندي أو القلعة الحمراء لم تعرف التوتر ولا الشحن الزائد وهو ما يفسر جمال الأداء الدائم فيها، إذ تبدو العلاقات خارج الملعب جيدة فيما لا يعكر صفو المباراة الإعلام ولا الجماهير ودائما ما تخرج المباراة نظيفة بعيدة عن التوتر والشحن الزائد على الرغم من أن الأداء في الملعب يكون قويا ومثيرا وجاذبا عطفا على تميز نجوم الفريقين وخبراتهم الكبيرة، وخرج الأحمر بفوز ثمين من النمور في عقر دارهم وتصافح نجوم الفريقين بعد نهاية المباراة بينما حقق الأهلاوية الفوز بالقلعة الحمراء وبهدفين نظيفين وخرج لاعبو الفريق وسط عاصفة من التصفيق من قبل جماهير المريخ وهو ما يعكس أن التنافس الشريف فقط هو الحاضر في المباريات التي تجمع الفريقين. * الخبرة حاضرة في مباراة جاذبة تضم تشكيلتا المريخ والأهلي عددا كبيرا من اللاعبين الذين يملكون خبرات وافرة في بطولة الدوري الممتاز، وستكون المواجهات الخاصة جاذبة بين سفاري ومساوي من جهة وكليتشي والعقرب من جهة أخرى، بينما سيكون صراع الوسط عنيفا بين عاشور الأدهم، التكت، رمضان عجب أمير كمال، عماري، مجاهد فاروق، خطاب فيصل ووالي الدين بوغبا، ويملك النمور مقدمة جيدة لم تعمل بكفاءتها التامة بعد، وفي حراسة المرمى سيواجه جال سالم موقفا ليس يسيرا بينما عاد الدعيع مؤخرا ليصطدم ببكري المدينة وكليتشي الهداف الأول وصاحب الأرقام القياسية في مسابقة الدوري الممتاز وهو وضع يجعل المباراة تحظى باهتمام كبير لكونها تمثل قمة لمباريات الأسبوع. الخرطوم – حافظ محمد أحمد
