(1) أكبر دليل على ترهل حكومة الوفاق الوطني, أن صحف الأمس اختلفت في عدد وزراء الحكومة الجديدة. صحيفة (السوداني) ذكرت أن الحكومة تتكون من (74) وزيراً, (31) وزيرًا اتحادياً و (43) وزير دولة. صحيفة (التيار) قالت إن الحكومة تتكون من (31) وزيراً و (42) وزير دولة… وذلك يعني أنها تتكون من (73) وزيراً. وذكرت صحيفة (اليوم التالي) في عنوانها الرئيس : (75 وزيراً في الحكومة الجديدة). صحيفة (الصيحة) عنوانها الأول كان (إعلان الحكومة من 76 وزيراً ووزير دولة). هذه الصحف تتحدث عن حكومة واحدة بأرقام مختلفة، فقد شكّلت كل صحيفة الحكومة الجديدة برقم يختلف عن أرقام الصحف الأخرى. (2) هذه الواقعة يمكن أن نطلق عليها (قصة قصيرة). كانت تبحث عن زوجها (المفقود) منذ سنوات بعيدة. وجدته أخيراً (وزيراً) في التشكيلة الجديدة للحكومة. يخيّل إلي أن أسهل شيء في السودان أن تصبح (وزيراً). في السودان حمل (البندقية) يمكن أن يجعلك (وزيراً). (3) كمال عمر وتراجي مصطفى يمكن أن يقولا لمبارك الفاضل بعد أن تم تعيينه وزيرًا للاستثمار …(إنت بتذاكر من ورانا؟)…فقد أصبح مبارك الفاضل وزيراً وهما لم يحصلا على درجات أرفع من (نواب برلمان) ، رغم تساويهم في درجة المعارضة. عادل إمام في مسرحية (مدرسة المشاغبين) ، عندما وجد سعيد صالح يجاوب على بعض الأسئلة التي لقنت إجاباتها لها من الطالب المجتهد أحمد زكي قال بهجت الأباصيري (عادل إمام) لمرسى الزناتي (سعيد صالح) : (الله إنت بتذاكر من ورانا ولّا إيه ؟). وأظن أن العبارة ممكن أن تقول بنفس الطريقة لمبارك الفاضل الذي كان يعارض مع المعارضة حتى اللحظات الأخيرة ثم جاء وشارك في الحكومة الجديدة كوزير للاستثمار. على ما يبدو أن الفاضل (بيذاكر) من وراء المعارضة. أو على الأقل (بيذاكر) من وراء كمال عمر وتراجي مصطفى وغازي صلاح الدين وحسن عثمان رزق. العبارة أيضاً يمكن أن تقال لحاتم السر وزير التجارة ولإبراهيم الميرغني وزير الدولة بوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات. (4) الزراعة والغابات والصناعة والثروة الحيوانية والاستثمار والتجارة والتعاون الدولي والسياحة والحياة البرية والإرشاد والأوقاف… وزارات أظنها جعلت خصيصاً للوفاق الوطني. (5) رئيس فرنسا الجديد إيمانويل ماكرون لو كان سودانياً فإنه في أفضل الأحوال لن يكون غير وزير دولة بوزارة الثروة الحيوانية إذا كان مشاركا في الحوار الوطني. (6) بعد الإعلان عن الحكومة الجديدة, كان يفترض أن أحدثكم عن الوزير (المفتاح الإنجليزي) الذي يعمل في كل الحكومات. لكن صراحة وجدت أني لو فعلت ذلك فسوف أحتاج إلى (ورشة حدادة) وليس عموداً صحفياً والسلام.. وذلك لكثرة (المفاتيح) المشاركة في حكومة الوفاق الوطني. محمد عبدالماجد
