استمرارا لحالة الشد والجذب بين القاهرةوالخرطوم، قرر رئيس مجلس الوزراء السوداني بكرى حسن صالح تفعيل قرار سابق أوصى بحظر دخول كافة السلع الزراعية والمنتجات الحيوانية المصرية . ورغم أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد يوم الثلاثاء الماضي على أن مصر تلتزم بعدم التدخل في شؤون دول الجوار ، وعدم انتهاج “سياسات تآمرية” إلا أنه يبدو أن البشير لم يقتنع. السفير معصوم مرزوق مساعد وزير الخارجية الأسبق قال إن خطوات السودان تجاه القاهرة ليست بريئة وأن خلفها من يحركها. ويرى مرزوق أنه يجب تشكيل لجنة ثنائية من الدبلوماسيين تكون في حالة انعقاد دائما لبحث كافة المشاكل بين الطرفين على أن تكون بعيدة كل البعد عن أجواء الشحن الإعلامي. وأكد مرزوق على أن استمرار هذا الوضع ليس في مصلحة الطرفين خاصة مصر والظروف التي تمر بها، مشيرا إلى أن هذه الخلافات مرشحة للتصعيد حال التزام القاهرة الصمت أو التهاون بشأن هذه الأزمة. وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن التدهور الطردي في العلاقات قد تستغله بعض وسائل الإعلام الخارجية لينعكس على العلاقات بين الشعبين وهو ما ينذر بكارثة. وحول الدول التي تسعى للعب على العلاقات بين القاهرةوالخرطوم قال مرزوق إن أول هذه الدول هي إسرائيل وإثيوبيا وقطر، وبعض الأوساط داخل الحكومة السودانية تريد التهرب من مشاكلها الداخلية. عبدالرؤف الريدي سفير مصر الأسبق في واشنطن قال إن خطوة السودان الأخيرة ليست مفاجأة خاصة بعد تصريحات البشير الأخيرة. وأضاف الريدي ل”مصر العربية”، إن استمرار الحكومة السودانية في التصعيد خاصة بعد نفي الرئيس السيسي مزاعمها وتأكيده على حرص القاهرة على احترام الشعب السوداني، يؤكد على أن هناك أطراف خارجية لا تريد الاستقرار للقاهرة . وأشار السفير الأسبق، إلى أنه يجب أن تستمر القاهرة على نهجها بعدم الانجرار إلى ماتريده الأطراف الخارجية وأن تستمر في دبلوماسيتها الناعمة. في السياق قال سيد أبو زيد، مساعد وزير الخارجية الأسبق إن إصرار الخرطوم على هذا النهج يؤكد التخبط الذي وصل إليه البشير نتيجة تدهور سياساته الداخلية. وأضاف أبو زيد أن تصريحات وقرارت الخرطوم يجب أن تتعامل معها القاهرة بنفس المستوى مع الأخذ في الاعتبار عدم الانجرار لمستنقع التراشق الإعلامي. وتابع” أن الرئيس أكد استحالة التآمر ضد السودان، وهو ما يدلل على أن القاهرة تلتزم بنهجها المعروف وهو عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول”. وأكد أبو زيد أن علاقات الشعب المصري والسوداني أكبر من أي تصريحات أو تراشق إعلامي. وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن الحكومة السودانية اعتادت على مثل هذه الأمور حال اخفاقها داخليا، وهو ما يعد أمرا غير مقبول. أحمد إسماعيل
