عاصم البنّا .. قام بما يمكننا تسميته محض تسميع مموسق لرائعة الفنان فضل المولى زنقار (عروس الروض ) و هي من غناء أربعينيات القرن الماضي و التي أخذها زنقار من ديوان احد كبار شعراء المهجر العرب ، الشاعر اللبناني ( الياس فرحات ) ، قدمها عاصم البنّا في مستهل البرنامج و كانت بمثابة اداء واجب ليس الا ، فلم نتبين من أداءه سوى إلقاء لكلمات القصيدة . هدى عربي مضت في ذات طريق التسميع المحض و تراجع مستوى أداءها هذا المساء و هي تقدم احدى اعظم اغنيات المناسبات في تاريخ فن الغناء السوداني الحديث . (قوم نادي عنان ) و هي من غناء العشرينيات و التي صاغها كلمة و لحناً خليل أفندي فرح و كانت بمثابة هديته لصديقه سليمان كشة بمناسبة زواجه في العام ١٩٢٥ . هدى عربي حافظت على هز أكتافها المعتاد و لكننا افتقدنا اداء هدى عربي المليء بالتطريب و الاحساس العالي و ليت هدى عربي استمعت الى الاغنية بصوت بادي محمد الطيب قبل تقديمها ، فحاج طه هو ترمومتر الحقيبة و مدرسة الأداء المبذولة لمجايليه و لاحقيه على حد سواء . مامون سوار الدهب .. قدم نفسه كفنان متمكن حقيقة هذا المساء ، حين تجلى حقيقة في تقديم رائعة الشاعر سيد عبدالعزيز ( في بنانك ازدهت الزهور ) . الا انه بدا جلياً معاناته في تنظيم تنفسه اثناء الغناء و مبالغته غير المبررة في الضغط على حنجرته لإخراج أصوات متنوعة دون تمييز . مامون سوارالدهب يجب ان يسرع بالالتحاق بمعهد الموسيقى او على اقل تقدير يجب عليه الاستعانة بمتخصصين في مجال الصوت لتطوير موهبته و الوصول الى بصمة صوته و لونيته الخاصة . فكثير من الواعدين اكتفوا بالجماهيرية و القبول بالحضور في الوسط الفني و غرتهم الإطلالة في مثل هذه البرامج و انتهوا الى مجرد فنانين عاديين يرددون اغنيات الغير دون مران او تطور . الفنان الكبير صلاح بن البادية قدم رائعة النعام آدم ( فاوضني بلا زعل ) و بدا جلياً اثر الإرهاق على صوته و الذي يستمع الى ذات الاغنية بصوت ابن البادية في سنوات سابقة سيجد اختلافًا كبيراً بين أداءه مساء اليوم و أداءه في السابق .