اعترف “ويليام جيريستنماير” مدير رحلات الفضاء المأهولة في ناسا بأن الوكالة لا تمتلك، حاليا، ميزانية بعثة مأهولة إلى المريخ. وجاء هذا الاعتراف المُحرج خلال اجتماع حضره جيريستنماير في المعهد الأمريكي للملاحة الجوية والفضائية، يوم الأربعاء 12 يوليو، حيث كشف فيه عن عدم مقدرة الوكالة حاليا تحديد تاريخ تنفيذ مثل هذه البعثات، بسبب نقص التمويل اللازم لذلك. وقال جيريستنماير خلال الاجتماع: “نعتقد أن أي مركبة مأهولة إلى المريخ ستزن على الأقل، دون وقود، حوالي 20 طنا، وهذا يمثل زيادة بنسبة 20 ضعفا عن أي روفر عادي نستخدمه في المهمات التقليدية الأخرى، ما يتطلب بالتأكيد ميزانيات ضخمة”. وألمح جيريستنماير إلى ان الوكالة قد تفكر عوضا عن ذلك في العودة إلى بعثات القمر المأهولة. الغريب في الأمر أن هذا الاعتراف يأتي بعد أيام من تعهد نائب الرئيس الأمريكي “مايك بنس” بدخول الولاياتالمتحدة عصرا جديدا للريادة في مجال الفضاء، عن طريق العودة إلى القمر واستكشاف سطح المريخ. وكان اسم بنس قد طُرح مؤخرا كمرشح لرئاسة هيئة استشارية حكومية تسمى “المجلس الوطني للفضاء”، كما قام بجولة داخل مركز كينيدي للفضاء، التابع لوكالة ناسا، للوقوف على مدى التقدم الذي أحرزته الوكالة في بناء المركبات التي ستتوجه إلى الفضاء السحيق (خارج المجموعة الشمسية للأرض)، والكبسولات التي بُنيت لإرسال رواد فضاء إلى مدار الأرض المنخفض في السنوات المقبلة. وقال بنس وقتها بحضور حشد مكون من حوالي 800 موظف من وكالة ناسا، ومجموعة من الخبراء في مجال علوم الفضاء: “ستعود أمتنا إلى القمر، وسنطأ بأقدامنا سطح المريخ، لقد فزنا في الماضي في سباق القمر”. كما أعاد إلى الأذهان البعثات الأمريكية “أبوللو” في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، والتي نجحت في إرسال الرواد إلى الفضاء، وكان أحدهم “باز ألدرين”، أول من وصل من البشر إلى سطح القمر.
