تشهد العاصمة السودانية الخرطوم هذه الأيام انطلاقة الدورة الثالثة من مهرجان «ساما» الموسيقي الذي يهدف للترويج للموسيقى السودانية بمختلف أنماطها وتسليط الضوء عليها وربطها بما يدور في العالم من أشكال موسيقية متنوعة. وتجيء هذه الدورة تحت شعار «عندما تتحدث الطبول» بالتركيز على موسيقى غرب افريقيا. وتبدأ يوم غد الإثنين، أولى الحفلات الموسيقية المفتوحة، عبر حفل موسيقي تُحييه كلٌ من الكاميرونية سانزي فياني التي وصلت لنهائيات جوائز «آر إف آي ديسكفري» عامي 2010، و2015. ونابالوم وهي من بوركينا فاسو، وفازت ببطولة «إكس ثري» هذا العام وحاصلة على الجائزة الخاصة لسفير المغرب، في مهرجان «فاما» الموسيقي. وسيشهد الحفل تقديم نماذج موسيقى الجاز الافريقية. وتقول رندا حامد مديرة المهرجان إن نسخة هذا العام تشتمل على أهداف عديدة من بينها تعريف العالم بالعديد من أنماط وأنواع فن الموسيقى التي يزخر بها السودان، وهو «محاولة للإسهام في عكس صورةٍ مختلفةٍ عن السودان. وكذلك تعريف الجمهور السوداني، بأنواع جديدة من الموسيقى، وتحديداً لجيراننا في الدول العربية والافريقية مع إفراد مساحة جيدة لقضية مهمة وهي البيئة». وحسب القائمين على المهرجان فإن للفنون دور كبير ومهم في التعريف بالقضايا العامة وستتم هذا العام مناقشة وعرض قضايا البيئة عبر ورش العمل. وشهد المهرجان الأسبوع الماضي أولى فعاليات الدورة الثالثة من خلال ورشةٍ تدريبية بعنوان «استخدام الفنون في التوعية البيئية» قدّمها مرتضى عبد الكريم نمر، الناشط في مجال البيئة، وعضو الجمعية السودانية لحماية البيئة. وقدم عشرون من المبدعين الناشطين في مجال البيئة نماذج لأفكار وبرامج يمكنها الإسهام في هذا المجال وتم استعراض العديد من التجارب المحلية والإقليمية والدولية، وشهدت الفعاليات محاضرة قدّمها الدكتور علي الضو، أستاذ الفولكلور في معهد الدراسات الافريقية والآسيوية، وذلك بعنوان «الطبول والطقوس في السودان». وتستمر ورش العمل طوال فترة المهرجان، وشهد مركز الجنيد الثقافي ورشة الصوت والإضاءة وإدارة المسرح، وتقام ورشة الصوت والغناء، في مركز أزمان للإنتاج الإعلامي، يومي (24-25) من تشرين الأول/اكتوبر الحالي، وورشة الإيقاعات والرقص الافريقي، في مركز الجنيد، أيام (22-25). «ساما» التي تعني الارتقاء بالروح من خلال الموسيقى، أول مهرجان موسيقي عالمي إنطلق قبل عامين من السودان وركز في دورته الأولى على الموسيقى الصوفية بإشراك الطريقة البرهانية وبعض الفرق الأخرى، واستطاع المهرجان خلق تجربة جديدة استمتع من خلالها الجمهور بفن امتزجت فيه ايقاعات الصوفية والأخرى المختلفة. وشاركت في الدورة الأولى فرق عدة، منها الألمانية «فيز فوز» والفرقة التركية وفرقة انشاد الطريقة البرهانية وفرقة عقد الجلاد، وجذب المهرجان في تلك الدورة أكثر من 4000 ضيف. وركز المهرجان العام الماضي على الموسيقى السودانية والافريقية من خلال ايجاد الروابط المشتركة بينهما، بمشاركة فرق من كينيا وأوغندا والجزائر، والسودان. ولتحقيق ذلك تم دمج الموسيقى والمسرح في قالب واحد من خلال دراما موسيقية استمتع بها المشاهد في العرض الختامي عبر نماذج موسيقية فنية مبتكرة نفذت لأول مرة في السودان. ويعتبر المهرجان من المنصات التي تخلق فرصا أفضل لكل الفنانين في المشاركة والحضور ونقل الثقافات والإرث الإنساني، وتقول إدارة المهرجان إن أهميته تكمن في «استقطاب الفرق الموسيقية من دول العالم وبالتالي نستطيع التعرف عليهم من خلال موسيقاهم وفنونهم وحضاراتهم المختلفة باعتبار أن الموسيقى هي لغة الشعوب». وتضيف أن المهرجان يعد فرصة ذهبية للمواهب الوطنية والترويج للموسيقى بشقيها التقليدي والحديث، كما يساهم إضافة إلى التبادل الثقافي، في دعم وصقل الخبرات الناشئة من خلال ورش العمل والدورات التدريبة التي تعمل على المدى البعيد في خلق وتقديم مهارات فنية منافسة على مستوى الدول. ويقدم المهرجان عروضه في عدة أماكن في العاصمة منها المعهد الثقافي الألماني، والفرنسي، والاتحاد الأوروبي والمسرح القومي ومركز الفيصل الثقافي وتشارك هذا العام عدة فرق منها فرقة الكاميراتا، بقيادة دفع الله الحاج وفرقة طبول السودان وطبول النيل.