*لا اُدعى إلى أي مهرجان في بلادي.. *ولا إلى أية احتفالية… أو احتفائية… أو حتى (حولية).. *ولم أمتط ظهر الطائرة الرئاسية إلى أي مكان قريب… دعك من روسيا.. *وحتى (كرام) الصحافيين استبعدوني لأصير من (اللئام).. *طيب (ليه) ؟!…. الإجابة : من غير (ليه).. *وهي إجابة مختزنة في الذاكرة منذ تلكم الرحلة (الأميرية) إلى الكويت.. *ولو كانت رحلة (مؤتمرية) لما حظيت بها أيضاً.. *ولحظي بها – عوضاً عنا – المدعوون دوماً إلى كل الذي ذكرناه آنفاً.. *فخلال وجودنا في المنتجع الفندقي الفخيم أتى من يسأل عنا.. *ليس من باب الاطمئنان والترحاب… وإنما من باب (الاستنكار).. *وكانت صيغة السؤال (ليه؟) لتجيء الإجابة (من غير ليه).. *فحكومة الكويت – صاحبة الدعوة – هي من يُوجه إليها السؤال… لا نحن.. *والغريبة أن (من باب) زيارتنا تلك دخلت الحكومة بعد ذلك.. *فخلال كلمتي في الديوانية قلت إن على الكويتيين – حكومةً وشعباً- نسيان الماضي.. *وعنيت بالماضي موقفنا (الرسمي) إزاء احتلال الكويت.. *وطرقت على وتر طيب معشرهم… ونبل أخلاقهم… وتساميهم فوق (الصغائر).. *والآن خلونا في موضوع كلمتنا… وهو مهرجان الأرز.. *وهو أيضاً لم اُدع له – للعلم- ولكني سأفرض نفسي عليه فرضاً… و(الكائن يكون).. *وما دعاني لهذا الفعل الذي يغاير طبعي وجود سودانيين فيه.. *مهرجان لبناني سنوي شهير يشارك فيه مطربون من السودان فهذا شيء مفرح.. *مفرح جداً أن يغني محمد النصري إلى جانب وليد توفيق.. *وتغني إنصاف فتحي مع نوال الزغبي… ونانسي عجاج بجوار نانسي عجرم.. *ولولا رؤيتي لملصقات المهرجان الدعائية لما صدقت.. *لما صدقت نفسي… ولا عينيَّ…… ولا اللبنانيين المعروفين بمواقفهم منا.. *وكدت أن أعتذر – في المقابل – عن موقفي منهم.. *أعتذر عن هجومي عليهم بسبب (فستق العبيد)… ورأي راغب علامة في نسائنا.. *وقديماً؛ اعتراضهم على انضمامنا لجامعة الدول العربية.. *رغم أنني أنا نفسي أعترض – كل يوم – على هذا الانضمام لأننا أحفاد تهارقا.. *كدت أن أعتذر- إذن – لولا رؤيتي لتهارقا هذا في الملصقات.. *وتساءلت عن علاقة هذا الفرعون النوبي العظيم بالأرز… ولبنان… ووليد توفيق.. *سيما وإنه ظهر (صغيراً) بجانب صورة لتوفيق (كبيرة).. *بل وبدا في حجم حذاء المطرب اللبناني هذا تقريباً… وتكاد تخاله (يدوس) عليه.. *ثم انتبهت إلى حقيقة مؤلمة… وموجعة… ومبكية.. *فالمهرجان ليس مهرجان الأرز كما ظننت… وإنما مهرجان البركل.. *ومطربونا السودانيون لم يُدعوا إلى لبنان.. *وإنما وليد توفيق هو الذي دُعي إلى السودان بغرض (تشريف) مهرجاننا.. *لنضع له تهارقا (تحت جزمته !!!). صلاح الدين عووضة صحيفة الصيحة