خلال الحملة الانتخابية للمرشح حينها للانتخابات الرئاسية الأميركية، بدت إمكانية فوز دونالد ترامب في مواجهة هيلاري كلينتون شبه مستحيلة. لكنّ الرجل المجنون، بتصريحاته الفاقعة والعنصرية، ومواقفه المخيفة، عرف كيف يصل إلى البيت الأبيض. ومع دخوله القصر الرئاسي، توجّهت الأنظار إلى مكان آخر. منذ اليوم الاول لتولّيه منصبه، أثيرت تساؤلات كثيرة حول زوجته ميلانيا ترامب. السيدة الأولى التي تبيّن، وفق إحصاءات جديدة لقناة CNN، أنها تتمتّع بشعبية أكبر من شعبية زوجها أو شعبية ابنته إيفانكا ترامب. منذ تسلّم ترامب مهام رئاسة جمهورية الولاياتالمتحدة، بدا أن دور ميلانيا ترامب سيكون هامشياً، فعند وصوله إلى البيت الأبيض نزل من سيارته ليصافح الرئيس السابق باراك أوباما وزوجته ميشيل، بينما بقيت ميلانيا ترامب في الخلف، تحاول اللحاق بزوجها. ثمّ تبيّن أن السيدة الأولى لن تأتي للسكن في البيت الأبيض قبل إنهاء ابنها بارون عامه الدراسي في نيويورك. هنا بدأت ابنة ترامب إيفانكا تلعب دور السيدة الأولى من خلال الظهور مع والدها في مناسبات عدة، ثمّ السفر معه في جولات خارجية. وبقيت ميلانيا ترامب في الظلّ. الظلّ الذي فضّلته ربما، خصوصاً أنها “لم تكن تتوقّع يوماً أن يفوز زوجها”، وفق ما أكدّ صديق مقرّب من عائلة ترامب لمجلة “فانيتي فير” الأميركية. وضعت إذاً ميلانيا في موقف لم تكن مهيّأة له. موقف أضعفته عوامل كثيرة: فهي ثاني سيدة أولى مولودة خارج أميركا عبر التاريخ، وهي السيدة الأولى الوحيدة التي ولدت وكبرت في بلد شيوعي هو سلوفينيا (كانت الدولة جزءاً من يوغوسلافيا)، هي أول سيدة أولى لا تنتقل مباشرة مع زوجها إلى البيت الأبيض، وهي أول سيدة أولى سبق وتصوّرت عارية على أغلفة مجلات، خلال عملها كعارضة أزياء. كما أنها أول سيدة أولى تكون الزوجة الثالثة للرئيس (تزوّج ترامب مرتين قبل ميلانيا). كل هذه العوامل وضعت السيدة الأولى في موقف ضعيف. وما زاد من مشاكلها هي لغتها الإنكليزية غير المتقنة، ومقارنتها منذ اللحظة الأولى بالسيدة الأولى القوية، ميشيل أوباما. دخلت ميلانيا إذاً البيت الأبيض بسلة انتقادات وبأعين مراقبة لها ولتصرفاتها. لكن الأسباب المذكورة أعلاه لم تكن وحدها التي أضعفت ميلانيا، بل إلى جانبها أسباب كثيرة أخرى مرتبطة بزوجها وشخصيّته: الهجوم الذي شنّه زوجها منذ حملته الانتخابية ضدّ المهاجرين، متجاهلاً أنّ زوجته في الأصل مهاجرة.. ثمّ الفيديو البشع والصادم الذي يتحدّث فيه ترامب عن تحرّشه بالسيدات. هذه العوامل، فسّرت بالنسبة للكثيرين تصرفات السيدة ترامب مع زوجها: ابتسامتها له خلال تسلّمه مهام الرئاسة، ثمّ عبوسها المباشر بعدما أدار وجهه. كما رفضها الإمساك بيد زوجها في أكثر من رحلة خارجية أو داخلية، بعد مدّ يده ليسيرا يداً بيد