هناك تحديات أمام ولاية شمال كردفان في مقدمتها قضايا مجتمعية بحتة، تتمثل في ختان الإناث والزواج المبكر كعادات ثبت علمياً وواقعاً أنها تسهم بصورة كبيرة في وفيات الأمهات وغيرها من الآثار الجانبية التي تحدث نتيجة جراء ممارسة هذه العادات الضارة بصحة الأم والطفل، وهنالك مشروع إزالة الأمية، وكذا عمليات زيادة الإنتاج والإنتاجية التي تمثل العنوان الأبرز للمرحلة الثانية لنفير النهضة (التنمية المستدامة). وجميع هذه القضايا وغيرها تعد التحديات الكبرى التي تواجه ولاية شمال كردفان التي شرعت الولاية في مجابهتها عبر جملة من الدراسات والمشروعات والمبادرات والإجراءات نتناولها في هذه المساحة. وكثيراً ما ردد والي شمال كردفان مولانا أحمد هارون في خطاباته الجماهيرية مقولة التعليم (صابونة الفقر) وبالتعليم تنهض الشعوب، وقال هارون أن لا نهضة لأمة إلا بالتعليم والعلم والاهتمام بالمساق العلمي والفني لبلوغ النهضة والتنمية المستدامة وإحداث الفارق في الإنتاج، قاطعاً بأن مسيرة التنمية ماضية تحقيقاً لطموحات شعب الولاية.. وفي هذا الصدد قال ل(الإنتباهة) وزير التربية والتعليم بشمال كردفان د. إسماعيل مكي إسماعيل إن حملة إزالة الأمية تشارك فيها بجانب وزارة التربية والتعليم والخدمة الوطنية منظمات المجتمع المدني والاتحادات والوزارات والمرأة وجميع فئات المجتمع، والاستفادة من 1456 مدرسة أساس و 180 مدرسة ثانوية، ودور المؤمنات لفتح فصول محو أمية وتعليم الكبار بها، لبلوغ الهدف خلو الولاية من الأمية بنهاية عام 2018، وأكد وزير التربية أن المناهج الخاصة بمحو الأمية وضعت وتشتمل على ثلاثة كتب (اللغة العربية والرياضيات والتربية الإسلامية)، مضيفاً أن نفير النهضة وضع العملية التعليمية بمختلف مراحلها في الأولوية لأهميتها في التنمية والنهضة. أما بخصوص زيادة الإنتاج والإنتاجية فقد دخل نفير النهضة بشمال كردفان مرحلة التنمية المستدامة، وقال والي شمال كردفان أحمد هارون إنهم يهدفون لزيادة الإنتاج والإنتاجية عبر مشروعات تنموية إنتاجية باستخدام أنماط إنتاجية حديثة تشمل كل سبل الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، وتعمير حزام الصمغ العربي والبستنة، بجانب إكساب قيمة إضافية لمنتجات الولاية، واستكمال الحلقات الإنتاجية بالتصنيع عبر الشركات، وأشار هارون إلى فتح باب الاستثمار لجهة الاستفادة من رؤوس الأموال الوطنية والأجنبية، مشيراً إلى أن تجربة (أبو حبل ونادك) تقف شاهداً على نجاح التجارب الاستثمارية عبر رأس المال الوطني والأجنبي، وذلك لإحداث الفارق في الإنتاج والتصنيع، وبالتالي تحسين دخل الفرد ورفع المستوى المعيشي لدى المواطن الذي يمثل الدور المحوري في التنمية لأنه المستفيد الأول من المرحلة القادمة مرحلة التنمية المستدامة، هذا وقد تعهد والي شمال كردفان بمواصلة مسيرة التنمية تحقيقاً للنهضة الشاملة بكل ربوع الولاية.. ويرى مراقبون أنه عقب رفع الحصار يمكن الاستفادة من التقانات الحديثة في الإنتاج التي تنتجها الدول الكبرى للنهوض بالاقتصاد الوطني، ويرون أن تشييد الطرق المسفلتة يمثل المحور الأساس في التنمية ونهضة شعب الولاية، مشيرين الى ما تتمتع به شمال كردفان من موارد طبيعية تزخر بها وامتلاكها كل مقومات الإنتاج بكامل حلقاته التي من شأنها أن تسهم في تنمية اقتصاد الولاية والبلاد عامة، وتنعكس في معاش المواطن بصورة إيجابية. وأخيراً استضافت مدينة الأبيض المؤتمر الثلاثين للجمعية السودانية لاختصاصيي أمراض النساء والولادة، وذلك لأهمية الأمر لتحقيق هدف خفض وفيات الأمهات، وأهمية المؤتمر تنبع من مشاركة المؤتمرين أهل الولاية في كيفية وضع خريطة لخفض وفيات الأمهات والأطفال ومحاربة العادات الضارة (ختان الإناث والزواج المبكر) التي أقرت الولاية بأنها أكثر الولايات تعاني من هذه العادات الضارة بصحة المجتمع، فهذه القضايا التي تعمل فيها الولاية من أجل تحقيق السلامة للمجتمع. وزير الصحة بشمال كردفان عبد الله حسين فكي قال إن الأبيض ستكون مركزاً إقليمياً وسياحة للعلاج، وذلك من خلال العمل الكبير الذي تقوم به قيادة الولاية من أجل نهضة الحقل الصحي لترقية الخدمات الطبية والعلاجية في جميع منافذ المؤسسات التي تقدم الخدمة للمواطن، وأضاف فكي أن هنالك خطة وبرنامجاً لتمليك كل قابلة جهاز موبايل ذكي لرصد ومتابعة أوضاع النساء الحمل منذ بداية الحمل وحتي الولادة، ومتابعة الطفل والأم بالريف. وفي الحالات الطارئة إرسال إسعاف وتوفيره بالمحليات لجهة سرعة التحرك والعلاج لخفض وفيات الأمهات بالولاية. وفي ذات السياق أشار اختصاصي النساء والتوليد أحمد عبد الكريم إلى خطورة عادة خفض الإناث ووصفها بعملية بتر وتشويه للأعضاء التناسلية للأناث، محذراً منها، مشيراً لمكاسب متعددة من انعقاد المؤتمر بالولاية، منها معدات وأجهزة طبية وعمليات تدريب للكوادر العاملة في الحقل الطبي، ودخول حضانة جديدة للأطفال حدثيي الولادة الخدمة. ومن جانبه قال استشاري جمعية أمراض النساء والتوليد خضر الأمين إن القابلة تمثل خط الدفاع الأول والمهم في تحقيق السلامة للأم، مطالباً بتوظيفها حتى تقوم عليها المحاسبية. فهذه هي التحديات الكبرى التي تواجه شمال كردفان، وبالفعل بدأت الولاية جادة في التصدي لها لبلوغ الأهداف التي يرمي لها أهل الولاية متمثلة في محاربة العادات الضارة وإزالة الأمية وتحقيق هدف زيادة الإنتاج والإنتاجية، لتحسين معاش المواطن تلبيةً لأشواق وأحلام شعب ولاية شمال كردفان.