*يبدو العنوان غريباً… أليس كذلك ؟!.. *ولكن ماذا نفعل إن كانت الكلمة عن شحنة دلاليك.. *فقد رُصدت شاحنة لا تحمل بضاعة غيرها… تجوب شوارع العاصمة.. *دلاليك من مختلف الأحجام… والأشكال… والمقاسات.. *وإن كانت بمعدل دلوكة لكل غناية فهذا يعني أن مئات الغنايات سيستلمن دلاليكهن.. *وسيقمن بتدشينها فوراً في أي مناسبة فرح؛ ولا يهم نوعها.. *زفافاً كانت… أم جرتقاً… أم ختاناً… أم تخريج روضة… أم (اختياراً صادف أهله).. *والأخيرة هذه ما سمعنا بها في أي دولة سوى السودان.. *وحتى في بلادنا لم نسمع بها إلا الآن ؛ حيث التعيينات السياسية ترتبط بالدلاليك.. *ومع الدلاليك الذبائح… والشربات….. وتلقي التهاني.. *واختفت من حياتنا نبرة (تكليف ، لا تشريف)…. فهو تشريف ونص وخمسة.. *وفوق ذلك ؛ أسفار… ونثريات… وفارهات… و(الذي منه !!).. *فالدلوكة – إذن – باتت معلماً من معالم زماننا هذا… لا تستقيم الحياة بدونها.. *ويرقص المبسوطون على إيقاعاتها بقدر ما تحتمل أرجلهم.. *ولم لا ؟!… فلا هموم عندهم ، ولا مشاكل ، ولا التزامات ، ولا (مسؤوليات).. *وكأنما هم الذين كان يعنيهم القذافي في (خطبة وداعه).. *وذلك حين صاح في أتباعه من أعلى القلعة (غنوا… وارقصوا… واستعدوا).. *والغريبة أنهم غنوا ورقصوا… ولكنهم لم يستعدوا.. *لم يستعدوا للخطر القادم نحو عاصمتهم إلى أن سقطت في أيدي الثوار.. *والآن مسؤولونا يغنون… ويرقصون؛ ولكنهم لا يستعدون.. *لا أحد منهم – إلا من رحم ربي – يستعد لخطر قادم من قِبل ثُغرة مسؤوليته.. *وتتكالب على عاصمتنا – وبلادنا – المصائب.. *وتتكالب عليها – أيضاً – الدلاليك ؛ دلوكة تنطح دلوكة.. *وتتوزع ما بين صالاتنا… وفضائياتنا… ومهرجاناتنا… وحفلات تخريج جامعاتنا.. *وتتكاثر في بلادنا المغنيات ذوات الدلاليك.. *وينافسهم المغنون – الشباب – تكاثراً حتى غدوا في كثرة مسؤولينا (الفرحانين).. *فالواحد منهم يفرح لحظة تعيينه… بالدلوكة.. *ولحظة رجوعه من الحج ، أو العمرة ، أو رحلة استشفاء… بالدلوكة.. *ولحظة إقامة حفل زواج لنجله ، أو كريمته… بالدلوكة.. *ولحظة دخوله هو نفسه القفص الذهبي – للمرة الثانية أو الثالثة أو الرابعة – بالدلوكة.. *وتتمخطر في شوارعنا شاحنات الدلاليك الضخمة.. *ولا أدري كم بلغ سعر الواحدة منها الآن مع تزايد الحاجة إلى (التهييص!!).. *علماً بأنه في مقابل المهيصين هؤلاء هناك (اللايصون).. *وهي حالة تجسيد جمعي لمسرحية سمير غانم (أخويا هايص… وانا لايص).. *وقبل أيام انتشر فيديو لحفل دلاليكي… فضائحي.. *فالعروس تتمايع في حفل ذي دلوكة ؛ ولا أجعص رقاصة في شارع الهرم.. *ويصعب علينا في أيامنا التمييز بين نوعين من الدلاليك : *الجلدية منها…. والبشرية !!!. صلاح الدين عووضة صحيفة الصيحة