ما أفصح عنه وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور، أمام البرلمان “الأربعاء” في العلن وتحت أضواء كاميرات وسائل الاعلام المحلية والأجنبية قائلاً : لولا أن الأمر بلغ مبلغاً خطيراً بشأن عدم إيفاء البنك المركزي لإيجارات ورواتب البعثات الدبلوماسية في الخارج التي تأخرت لسبعة أشهر حتى وصلت 30 مليون دولار، وهي تعيش أوضاعاً مأساوية، لماتحدثت عنه في العلن . سيدي رئيس البرلمان أنا اليوم أدق ناقوس الخطر وأقول أن عدد من السفراء والدبلوماسيين طلبوا العودة إلى السودان بسبب الظروف التي يعيشونها وتعيشها أسرهم ” ! فضيحة كبرى صادمة كشفت عن (دولة حازم ) داخل (الدولة ) فكيف لوزارة مالية تدفع مستحقات البعثات للبنك المركزي الذي يخاطبه رئيس الجمهورية (عدة مرات ) والنائب الأول كذلك، ويتابع السيد وزير رئاسة الجمهورية بصورة يومية، ويأبى محافظ المركزي السداد !! للأسف هذا ليس له تفسير غير أن البنك المركزي يقف عاجزاً عن السداد بعد أن كان يغطي رأس هذا بطاقية ذاك، فانكشفت له جميع الرؤوس وأصبح (الشق أكبر من الرقعة ). والله أنني حزنت لوقفة غندور هذه منفجراً من الألم مستنجداً، والتي فسرت تماماً لماذا إستقال الرجُل قبل أشهر وتم إثناؤه عن الإستقالة، حتى بلغ به الأمر أن يخلع ثوب الدبلوماسية و يعلن عن العجز مدوياً على الملأ وهو يعلم أن أنفاسه تنفخ في عدة مايكرفونات دولية منصوبة أمامه عابرة حتى للحدود، وقد وصل “الحد” من اليأس نافضاً يديه كأنه يقول بوضوح اللهم قد بلغت فأشهد ” ومافارقه معاهو “.
