إنتشرت صباح الثلاثاء قوات كثيفة من الشرطة وسط العاصمة السودانية الخرطوم، حيث طوقت ما يعرف بميدان أبو جنزير حيث كان في الماضي موقف للمواصلات العامة، وبحسب جولة لمحرر كوش نيوز في المنطقة المركزية للخرطوم شاهد أعداد كبير من الشرطة في معظم الشوارع التي تؤدي الى مركز المدينة. ويأتي الإنتشار الكثيف للشرطة بعد دعوات إنتشرت عبر وسائط التواصل الإجتماعي تدعو لحشد جماهيري الثلاثاء عند الواحدة ظهراً وسط الخرطوم ،دعا اليه تجمع يدعى "المهنيين السودانيين" وهو تجمع جديد وغير معروف القيادة، للمطالبة بتنحي الرئيس السوداني عمر البشير عبر مذكرة تسلم للقصر الجمهوري، وسط تأييد من بعض قوى المعارضة. وراهن نائب رئيس الحركة الشعبية – شمال ياسر عرمان على أن الثلاثاء سيكون يوما مميزا وأن الشعب سيكون على "موعد مع التاريخ"، وتستعيد الخرطوم عبق تاريخها وامجادها في اكتوبر 1964م وابريل 1985م، في إشارة الى الثورات التي حدثت وأطاحت بالحكم العسكري. ودعا في تصريح نشرته صحيفة (سودان تربيون)عضاء الحركة الشعبية وأصدقائها وجموع شعب السودان لدعم موكب المهنيين للمطالبة النظام ورئيسه بالتنحي وفتح الطريق لترتيبات انتقالية جديدة. ورفعت القوات الأمنية في السودان من يوم الأربعاء الماضي درجة الإستعداد والتأهب لمواجهة أثار الغضب الشعبي والتظاهرت التي إندلعت في العديد من المدن السودانية بسبب الأزمة الإقتصادية التي تشهدها البلاد من غلاء في الأسعار وشح في الخبز والمحروقات، وكانت أعنفها في مدينة عطبرة شمالي السودان فيما شملت مدن اخرى مثل مدني، وبورتسودان، دنقلا، والقضارف، فيما عاد الهدوء لمعظم مدن السودان وإنحسرت موجة الإحتجاجات منذ أمس "الإثنين". وفي إستطلاع لعدد من المواطنين وسط الخرطوم أجراه مراسل كوش نيوز عن توقعاتهم للمسيرة قالوا يستحيل أن يجتمع خمسة أفراد وسط الخرطوم مع هذا العدد الهائل من قوات الشرطة، وإمتعض البعض من تصرف الحكومة التي بات من الواضح أنها ستمنع المسيرة قبل قيامها وقال أحد المواطنين لكوش نيوز "كان يجب على السلطات أن تسمح للمسيرة بالقيام وتسليم المذكرة للقصر الرئاسي". وعند الساعة التاسعة من صباح الثلاثاء بحسب توقيت السودان يقول مراسل كوش نيوز "وسط الخرطوم يبدو شبه خالياً من حركة المواطنين المعتادة ،مع وجود غير مسبوق لقوى الأمن المختلفة". ويعاني السودان من أزمات في الخبز وشح في المحروقات التي تحظى بدعم حكومي كبير وكذلك صعوبة في الحصول على النقد من المصارف، مما شكل معاناة كبيرة للمواطنين، ودفع سكان العديد من المدن السودانية في تظاهرات وإحتجاجات ضد الغلاء في الأيام الماضية وتحولت بعض شعارات الإحتجاجات للمطالبة بتنحي الرئيس وحكومته.