تصاعدت حدة التوتر بين تركيا وإسرائيل اليوم الأربعاء، حيث اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "طاغية يقتل أطفالا"، بعدما وصفه الأخير بأنه "دكتاتور"، واعتبر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن نتنياهو يريد صرف الأنظار عن تهم الفساد. وقال أردوغان خلال تجمع في أنقرة إن "اللص نتنياهو يُحاكم مع زوجته بقضايا السرقة والاستغلال، ثم يخرج ليقول دون خجل إن الصحفيين بتركيا في السجون.. نتنياهو، عد إلى رشدك، فأنت الظالم الذي يقتل الأطفال الفلسطينيين وهم بعمر سبع سنوات، ويعتقل النساء وآلاف الناس صغارا وكبارا في الزنازين". كما اتهم أردوغان نتنياهو بأنه يستهدفه في مواقع التواصل الاجتماعي بهدف الاستثمار في الانتخابات المرتقبة بدلا من منع الظلم الذي يتعرض له المسلمون، وتابع ساخرا أنه لن يقيم وزنا "لفدائي مواقع التواصل الاجتماعي هذا". وندد أردوغان بدخول جنود الاحتلال إلى الأماكن المقدسة بأحذيتهم العسكرية، وقال "نحن لم نظلم أي يهودي ولم نعتد على أي كنيس في تركيا، فلا تستفزونا لأننا نربأ بأنفسنا عن مثل هذه الممارسات، كما أننا سنحاسبكم أمام المجتمع الدولي". وأضاف الرئيس التركي "لن يستطيع أحد أن يُنسينا قضية القدس، ما دامت هذه الأمة قائمة على قدميها.. سيجدوننا أمامهم في كل اعتداء يتعرض له مسجدنا (الأقصى) المبارك، ولن نلتزم الصمت مع شعبنا حتى لو صمت الجميع". وأعلن أردوغان أنه أصدر توجيهات إلى وزير الخارجية الذي يواصل مداولاته مع المجتمع الدولي بشأن قضية القدس، مؤكدا أن بلاده لن ترضى بتدنيس المسجد الأقصى وقبة الصخرة بالأحذية. أما جاويش أوغلو فقال في تغريدة على تويتر إن "نتنياهو يسعى لتغيير الأجندة، في محاولة يائسة، للتستر على تهم الفساد والرشوة بحقه.. دعكم من الفلسطينيين، فإنه يمارس التمييز ضد مواطني إسرائيل أيضا ويؤجج الكراهية، هذا أمر يبعث على الأسى والخجل". وفي كلمة له بولاية أنطاليا جنوبي تركيا، قال جاويش أوغلو إن نتنياهو يهاجم أردوغان "لأن رئيسنا ينتقده بصفته صوت هذه الأمة ورئيس الجمهورية التركية ورئيس منظمة التعاون الإسلامي، أما رئيس الوزراء الإسرائيلي فإنه قيد الاستجواب في قضايا فساد ورشوة". كما اعتبر أن نتنياهو يهاجم تركيا والأماكن المقدسة بغية حشد الأصوات في الانتخابات المقبلة في إسرائيل، مستنكرا صمت المجتمع الدولي والعالم الإسلامي حيال "الغطرسة الإسرائيلية". وأضاف جاويش أوغلو "هناك 57 دولة منضوية في منظمة التعاون الإسلامي، لماذا يلتزمون الصمت؟ لأنه ليس لديهم قضية كهذه تشغلهم، لأنهم يخافون من إسرائيل والولايات المتحدة"، معتبرا أن تركيا هي أمل 1.8 مليار مسلم حول العالم. وفي السياق نفسه، قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي عمر جليك في مؤتمر صحفي بأنقرة "نتنياهو استخدم عبارة الدكتاتور بحق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وإنني أُعيد هذه الكلمة له فهو أكثر من يستحق هذه الصفة بين كل ساسة العالم". وأضاف جليك أنه "عندما يتفوه هذا العنصري الذي يميّز حتى بين مواطنيه بكلمة دكتاتور بحق رئيسنا بصورة مجحفة ولا أخلاقية، فهذا شرف لنا"، معتبرا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي مستاء من وصول أردوغان إلى السلطة في تركيا عبر انتخابات ديمقراطية، ودفاعه عن المظلومين في فلسطين. واعتبر جليك أن نتنياهو أدلى قبل أيام بتصريح قد يدوّن في سجل التصريحات الأكثر عنصرية، حيث قال إن "إسرائيل ليس لكل من يعيش فيها، بل هي بلد لليهود فقط".
