أثارت جريمة قتل اللواء عبدالعزيز الفغم، الحارس الشخصي للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، ليل السبت/الأحد، حزنًا واسعًا في المملكة، وصدمة لا يزال تأثيرها مستمرًا، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي. وشغل القاتل – ويدعى ممدوح بن مشعل آل علي – السعوديين، في محاولة لمعرفة تفاصيل أكثر بشأن حياته وعلاقته باللواء الراحل. واختلفت الروايات بشأن العمل الذي كان يمارسه القاتل، حيث أكد فريق أنه كان مجرد موظف في شركة وكان فنيًا بها وظل في عمله مدة عام قبل أن يغادره، ومنهم من تداول معلومات بأنه كان فني طائرات، في حين أن الرواية الأكثر رواجًا أنه كان أحد موظفي نزاهة. وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة قال ناشطون إنها "الأدق" للقاتل ممدوح. نسب "عريق" يجمع الجاني والمجني عليه ورغم غياب معلومات مؤكدة بشأن المهنة التي مارسها القاتل ممدوح، إلا أن المعروف أنه نجل عضو مجلس الشورى السعودي سابقًا الدكتور مشعل آل علي – وهو كان عضوًا بمرتبة وزير وفق ناشطين – وعمته هي مشاعل طليقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز شقيق الملك سلمان. ويعود نسب "آل علي" إلى قبيلة شمر العريقة في المملكة، وقد كانوا من أمراء حائل قبل حكم آل رشيد. ويلتقي نسب القاتل ممدوح باللواء الفغم، حيث يعود نسب "الفغم" إلى قبيلة مطير التي تنحدر هي وشمر من الضياغم، أي أن الجاني والمجني عليه يرجعان إلى نسب واحد. وكتب حساب باسم أسرة آل علي: "#عبدالعزيز_بداح_الفغم و #ممدوح_مشعل_ال_علي في جوار ربٍ كريم رحيم يعفو ويغفر ويتجاوز، والأسرتان بينهما رابطة قربى قديمة يعرفها كبار السن، ولكلا الأسرتين تاريخ مشرف في خدمة هذا الوطن في دوله الأولى والثانية والثالثة، فنسأل الله أن يربط على قلوب الجميع ويحفظ دولتنا وقيادتها الحكيمة". الجريمة وأسبابها وأعلنت الشرطة السعودية أن دافع الجريمة هو خلاف شخصي بين الاثنين تطور بعد نقاش بينهما في منزل صديق لهما، وهو فيصل السبتي، ليخرج ممدوح بن مشعل آل علي ويعود بسلاح ناري ويطلق النار على اللواء الفغم، ما أدى إلى إصابته واثنين من الموجودين في المنزل، هما شقيق صاحب المنزل، وأحد العاملين من الجنسية الفلبينية. وجرى تداول صور من مسرح الجريمة داخل منزل فيصل السبتي، وهو صديق مشترك للاثنين، الجاني والمجني عليه. وكان لافتًا حجم التعاطف مع والد الجاني، خاصة أنه كان في مقدمة معزي والد الفغم وشارك في الصلاة على اللواء الراحل وتشييع جثمانه بالحرم المكي. وكتب سعود صالح المصيبيح، وهو مستشار أمني سابق في مكتب وزير الداخلية: "شارك في الصلاة على فقيد الوطن اللواء عبدالعزيز الفغم رحمه الله د.مشعل آل علي الذي قدم العزاء لوالد الفقيد وإخوانه، وكان د. مشعل برفقة معالي المستشار في الديوان الملكي د. سعد الشثري من جدة إلى مكة وتقبل الجميع ما قدره الله، وهذا يدل على تلاحم الأسرة السعودية". وكتب المغرد السعودي فيصل العبد الكريم: "كم هو عظيم هذا الرجل الذي تغلب على حزنه وصدمته بما حصل ومنذ البارحة حين قام بكتابة تغريدة جليلة وتجاوز فجيعته وحضر للصلاة على المغفور له بإذن الله #عبدالعزيز__بداح_الفغم وتقديم العزاء وأغلق باب الفتنة. الدكتور مشعل بن ممدوح آل علي رجل وطني وقدم موقفًا عظيمًا صعبًا على رجال غيره كثير".
