بعث الموسيقي الشهير محمد جاويش، عضو اتحاد الفنانين السودانيين برسالة إلى صحيفة (العريشة نت) بالإنابة عن السودانيين العالقين بمصر مفادها إلى الحبيب سراج النعيم. وقال : سأحاول أن أوجز وأختصر الموضوع لضيق المساحة، فمنذ معرفتي القديمة بك عهدتك وعهدت قلمك يكتب عن كل القضايا في شتى المناحي وأوجه الحياة، ولعلك تتابع قضية العالقين السودانيين بالخارج – وأنا منهم – وأخص هنا العالقين بالشقيقة مصر، والذين جاءوا إلى مصر للعلاج، وأنت تدري أن كل من يأتي للعلاج يأتي بميزانية محدودة لا تسمح له بإيجار سكن لفترة متابعته الطبية من مقابلات وفحوصات ومعيشة لوقت معلوم. وأضاف : إجتاحت العالم جائحة (كورونا)، وأقر وأعترف بأنها أربكت الشعوب والحكومات، ولكن لم تتعامل حكومة في العالم مع رعاياها بالخارج كما تعاملت حكومتنا السودانية وسفارتها بمصر معنا. ومضي : حال السودانيين الذين أتوا للعلاج لا يوصف، ويعجز القلم أن يترجم معاناتهم، وما آلوا إليه من أوضاع صعبة جداً، فهنالك المرضى من (النساء، الرجال، كبار سن والأطفال) الذين اضطروا إلى أخلاء سكنهم، وصاروا الآن في الشارع دون مأوي نسبة إلى أنهم عجزوا عن دفع قيمة الإيجار، وبالرغم عن ذلك قطعوا تذاكر عودتهم إلى السودان، إلا أن التدابير الاحترازية الوقائية والقرارات وقفت عائقا أمام عودتهم لأن الحكومة الانتقالية رافضت دخولهم إلى بلادهم مع العلم بأن هنالك مرضى توفاهم الله سبحانه وتعالى في المستشفيات لعدم امتلاكهم حق العلاج، ولم يستلموا الجثامين بسبب عدم تسديد المبالغ التي تطلبهم منهم المستشفيات، بالإضافة إلى أن هنالك مرضى لا يملكون قوت يومهم، ومرضى يستعملون أدوية مزمنة لم يستطيعوا شراءها، ولكن لا يفوتني أن أشكر بعض الخيرين من السودانيين والمصريين الذين وقفوا إلى جوارهم، وبالتالي أخي سراج أي حكومة مسؤولة ومحترمة قامت باجلاء رعاياها من الخارج بما فيها أضعف الدول، والتي لم تتأخر في إستقدام رعاياها، ولم ترض لهم الذل والمهانة إلا أن الحكومة الانتقالية السودانية تركت مواطنيها وراعاياها إلى ظروف أشد قسوة وإيلاما دون مراعاة إلى حقوق الإنسانية. وأردف : إذا كانت الحكومة الانتقالية السودانية تعلق فشلها في الإمكانيات، فالعالقين لا ذنب لهم، (أنا مالي ومالك لو ما عندك إمكانيات)، انتم حكومة وعلى الحكومة أن تكسر رقبتها، وتوفر لنا حجر صحي، وتعيدنا إلى بلادنا، ولا على كيفها، فنحن مواطنين سودانيين، ونحمل جوازات سودانية، لذلك لا نتحمل فشلها وضعفها، ووالله ما في حكومة في العالم اتعاملت مع رعاياها بهذه الصورة.