بسم الله الرحمن الرحيم التاريخ: 25/رمضان /1441ه الموافق: له19مايو 2020م الرقم: أ س ع 20- ب 5 الحمد لله ربّ العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أمّا بعد: فقد تناقلت بعض وسائل الإعلام وتواترت الأخبار حول تورط بعض السودانيين كمرتزقة في قتال الفرقاء في ليبيا؛ وأصدرت دائرة البحوث في ليبيا بياناً تطالب من خلاله علماء السودان باتخاذ موقف من ذلك. ولمّا كان هذا النّبأ عظيماً وما يترتب عليه من الفساد والإفساد في الأرض جسيماً وضرره على السُودان وأمنه واستقراره وسمعته متعدياً،فإنّنا في الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدعاة إحقاقا للحق وإصلاحا للخلق وقياما بواجب الحسبة . نقول و بالله التوفيق : ♦أولاً: إنّ من أكبر الكبائر، ومن الموبقات، سفك الدم المعصوم قال تعالى:(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)) [النساء (93)] وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:((اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله! وما هنَّ؟ قال: الشرك بالله، والسِّحر، وقتل النفس التي حرَّم الله إلاَّ بالحقِّ، وأكل الرِّبا، وأكل مال اليتيم، والتولِّي يوم الزَّحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات )) متفق عليه، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (( سبابُ المسلم فسوق، وقتاله كفر )) متفق عليه وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لن يزال المؤمن في فُسحة من دينه ما لم يُصب دماً حراماً ))، وقال ابن عمر: (( إنَّ من وَرْطات الأمور التي لا مخرج لِمَن أوقع نفسَه فيها سفك الدم الحرام بغير حلِّه )) رواهما البخاري في صحيحه. وعن ابن عمر، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: (( مَن حَمَلَ علينا السِّلاحَ فليس منَّا )) متفق عليه. ♦ثانياً: إنّ المسلم الحق يجب عليه أن يعلم أنّ نفسه غالية يجب عليه ألّا يبذلها إلّا في راية واضحة المعالم ويحرم عليه الزّج بها في حروب غير مشروعة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم(ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة، أو يدعو إلى عصبة، أو ينصر عصبة، فقتل، فقتلة جاهلية، ومن خرج على أمتي، يضرب برها وفاجرها، ولا يتحاشى من مؤمنها، ولا يفي لذي عهد عهده، فليس مني ولست منه) رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ، فالقتال من أجل المال أو الجاه أو غير ذلك من حطام الدنيا لا يجوز أن تبذل فيه الأرواح رخيصة بثمن بخس. ♦ثالثاً: إذا تبين حرمة قتل النفس المسلمة وحرمة إزهاق الروح من أجل الدنيا فإنّنا ندعوا الحكومة السودانية ممثلة في المكون العسكري (الجيش والأمن والدّعم السريع). ومراعاةً لحق الإسلام وحق الجوار وحق حكومة شرعية ارتضاها الشعب الليبي لنفسه. أن تجري تحقيقاً عاجلاً في أمر ذهاب هؤلاء المرتزقة الذّين يقاتلون باسم السودان ، وأن تتخذ حيالهم القرار الحاسم والحازم الذي يكفُّهم ويردعهم فهم من البغاة المفسدين في الأرض وحكم الله فيهم في الكتاب مسطور وعند سائر أهل الملّة مشهور. قال تعالى:(إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) المائدة: (33) هذا ونسأل الله أن يصلح أحوالنا وأحوال إخواننا في ليبيا، وأن يبرم للإسلام والمسلمين في الأرض إبرام رشد، والحمد لله أولًا وأخيرًا، وصلى الله على نبيه وسلم تسليما كثيرًا. الأمانة العامّة الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدعاة (اسعاد)