روت لي إحدى الأخوات عن حادثة في السنوات الأولى للإنقاذ مع الشهيدين الوزير محمد أحمد عمر والوزير محمود شريف حدثتني الأخت وقد كانت تعمل في تيم ساحات الفداء بالتلفزيون أن الشهيد محمد أحمد عمر كان قادما من مناطق العمليات وسمعوا بمؤتمر أو فعالية أو ربما ورشة بخصوص الكهرباء يعقدها الشهيد محمود شريف بقاعة الصداقة بحسب رواية الأخت فقد ذهبوا إلى القاعة رفقة الشهيد محمد أحمد عمر فمازح الشهيد محمد أحمد عمر الشهيد محمود شريف قائلا انت يا محمود قاعد في الكندشة ومخلينا نحنا نحارب همس بعدها الشهيد محمد أحمد عمر لهم محمود ده قريب بيرجع العمليات تاني وبحسب ما روت لي الأخت بعدها بأيام سمعوا بمحمود شريف في مناطق العمليات.. كان الشهيد محمد أحمد عمر وزير الصناعة يحمل درجة الدكتوراة في الهندسة الكيميائية وكان الشهيد محمود شريف وزير الكهرباء يحمل درجة الدكتوراة في الهندسة الكهربائية استدعت الحركة الإسلامية محمد أحمد عمر من وظيفة مرموقة في الخليج فجاء إلى السودان واصبح بين حرارة شمسها وضراوة معارك القتال في العمليات ومصانع وبحوث كان يكد ويجتهد حتى تنجز رغم الحصار والتضييق.. وأثناء تحضيره ببريطانيا استدعت الحركة الإسلامية الشهيد الدكتور محمود شريف من جامعات وشوارع بريطانيا في سبعينيات القرن الماضي إلى صحراء الكفرة الليبية حيث لا ماء يروي ولا بناء يأوي وشغل منصب وزير كهرباء الإنقاذ يقضي وقته في قتال هناك وبناء هنا… كان قدر الله أن تصعد أرواح الشهيدين في الجنوب ليشاهد الناس صور الوزراء رفقة الجنود يسكنون خيام بائسة تسترهم الأشجار من عنف أمطار المناخ الاستوائي ومثل الشهيدين كان الشهيد الوزير مصطفى الطيب و كثر من الاكاديمين والقيادات الدستورية اختارت الموت حيث الوحشة والغبرة.. نحدثهم عن هؤلاء ويحدثونا عن شاب متسكع بين مقاهي اللجوء السياسي في العواصم الأوربية جاءت به صدف الغوغاء ولحظات التجهيل إلى مجلس سيادة الدولة شاهد وزراء دول مترفة يركبون دراجات الهواء ترفيها" ويركب هو دراجة الأهواء مقلدا لهم وهو يجلس كل يوم رفقة قائد مليشيا ويركب فارهات السيارات في واقع تحكي فيه صفوف الوقود وبؤس الناس في المواصلات ما صنعه الكفاءة التعايشي رفقة بقية عطالة قحت في السودان.. #يسقط_الصعاليق