لقد تحسرت وحزنت جدا لتلك التصريحات المنسوبة لأحد اعضاء مجلس السيادة ومع كامل احترامى له وهو يتحدث سلبا عن حظيرة الدندر العملاقة وهو متعاطف مع المزارع والزراعة متهما إدارة الحظيرة بالتغول على المساحات الزراعية واحسب أن ذلك التصريح من باب الترضية لفئات تود الاعتداء من مساحة الحظيرة لتمارس فيها الزراعة باعتبارها أراضى بكر عالية الخصوبة اشباعا لرغبتها ولايهمها غير ملء جيوبها ومن المؤسف حقا ان العديد من السياسيين تنقصهم الدراية والمعرفة الكاملة بأهمية الحظيرة باعتبارها أحد المواقع السياحية المميزة على مستوى العالم والقارة الافريقية وهى ارث تاريخى وحضاري ومورد هام يمكن أن يسهم فى اقتصاد الدولة كثيرا لو وجد الاهتمام المطلوب من قبل الدولة وياليت هذا السياسى تفضل بزيارة المحمية ليدرك عظمتها ولأعتذر لجموع الشعب السودانى عن التصريح المتحامل على الحظيرة والمعتدى عليها دائما ولا ننسى الهجمة الشرسة التي تعرضت لها الحظيرة إبان عهد مايو من سكان القرى المتاخمة لها كقرية الرقيبة وهى أكبر قرى المحلية تشريدا و اصطيادا لحيوانتها فكان القرار الصائب من قبل حكومة مايو بترحيل هذه القرى وأبعادها عن محيط الحظيرة بالجيش 00 والسؤال الملح لماذا وجهت هذه السهام المسمومة تجاه الحظيرة وبالذات خلال هذه الفترة والخريف على الأبواب والشعب السودانى ينعم بعبق السلام والحرية و يعول عليها فى تصحيح الكثير من المفاهيم الخطأ وتفادى العديد من السلبيات والوقوف فى مواجهة اصحاب النفوس المريضة والتى تريد أن تستأثر وتعبث باحد موروثات الوطن ممثلا فى حظيرة الدندر الشامخة بشموخ الوطن والعزيزة بعز شعبها مع العلم بأن هذه الزمرة من المزارعين تمتلك آلاف الافدنة وعينها طمعا على اراضى الحظيرة ومايؤسف حقا ماتزال أراضيها بؤرا ولم تستثمرها كما ينبغي ولو حتى القليل منها وهذا السلوك ينم عن الجشع والطمع ليس الا ونذكر ان الصراع مابين المزارع والحظيرة هو صراع قديم أشبه بصراع الأسد مع الغزال فالأول يريد اعدام الاخر والاخر يريد البقاء 0 و مع العلم بأن هناك ملايين الافدنة صالحة للزراعة والمستثمر منها لم يتجاوز ال40 بالمئة0 اذن فلماذا التكالب على أراضى الحظيرة ياسادة 0 وتقع حظيرة الدندر بمحلية الدندر وتبلغ مساحتها 10291 كيلو متر مربع وهى تفوق الدولة اللبنانية مساحة وتحد شرقا بالحبشة ومن الجنوب الشرقى بولاية النيل الازرق ومن الشمال الشرقى ولاية القضارف ويتوسط الحظيرة معسكر ممتاز ساهمت فى بنائه الأممالمتحدة وهو معسكر قلقو الشهير لاستقبال واستضافة الزوار بجانب سكن قوات الشرطة والبالغ عددها 533 فردا بمختلف الرتب وهى تقوم بحماية الحظيرة المستهدفة من قبل الرعاة باعتبارها مرتع خصب للحيوان وذلك لكثافة حشائشها وكذلك استهدافها من قبل الصيادين الذين يتخذون من الصيد حرفه رابحه لهم وكذلك الذين يعملون فى العسل والفحم ومن تستهويهم الاراضى الخصبة لممارسة الزراعة وكل ما تم ذكره سيؤدى لزعزعة الحيوان بداخل المحمية وانقراضه وتدار الحظيرة برتبة عميد وتقع مكاتب الادارة بمدينة الدندر وتبعد الحظيرة عن الدندر مايقارب 156كلم وتزخر الحظيرة بأنواع مختلفه من الطيور والصيد والاسود والجاموس والحلوف والثعالب والقرود والاصلة والتماسيح وهى على سبيل المثال لا الحصر وهذه الحيوانات تعيش على الطبيعة وتزخر الحظيره بغابات كثيفة ووارفة الظلال تعطى الزائر احساس انه بالادغال إلافريقية وتعانى الحظيرة من الآتى 00 اولا انعدام الطرق المسفلتة ثانيا الرعى خاصة قبائل ام بررو والعرب الرحل وهى مصدر تهديد للمحمية ثالثا تهديد الزراعة وسكان القرى رابعا الصيد الجائر و يمثل حرفة رئيسية للبعض خامسا نيران الحرائق والتى تأثر سلبا على العشب سادسا التهديدات الاثيوبية كما يحدث بمنطقة الفشقة وختاماالتحية لقوات شرطة المحمية الشرفاء الاوفياء ضباطا وضباط صف وأفراد وهم عين ساهرة حماية لهذا الارث التاريخى والحضاري ولولا حدبهمن وتجردهم وحبهم لأصبحت المحمية من ذكريات الماضى و مع التوفيق لكل محب عاشق ومخلص لوطنه البنك الزراعى السودانى