أنزلت المحكمة أمس, عقوبة السجن المؤبد (20) عاماً في مواجهة ثلاثيني أُدين بالإتجار في مخدرات البنقو بعد ان تم ضبطه وبحيازته (100) رأس حشيش إثر مبايعة صورية من الشرطة بالخرطوم. في وقت قضت فيه محكمة مكافحة الإرهاب (1) بمجمع جنايات الخرطوم شمال برئاسة القاضي أنس عبد القادر فضل المولى، عقوبة السجن (10) سنوات في مواجهة المدان الثاني في الدعوى الجنائية لإدانته بترويج المخدرات. وغرّمت المحكمة المدان الأول مبلغ مليون جنيه، إضافةً إلى فرضها غرامة على المدان الثاني مبلغ (500) ألف جنيه، وشددت المحكمة في حيثيات قرارها أن تسري عقوبة السجن في مواجهة المدانين اعتباراً من تاريخ الأمس، وأمرت برفع أوراق القضية للمحكمة العليا للتأييد أو خلافه. وأدانت المحكمة المدان الأول بمخالفة نص المادة (15/ أ) من قانون المخدرات والمؤثرات العقلية لسنة 1994م، بجانب ادانتها المدان الثاني بمخالفة نص المادة (16/ أ) من ذات القانون. واشارت المحكمة في حيثيات بلاغها الى ان المدان الاول لم يستفد من اقوال شاهدي الدفاع عنه بالمحكمة, حيث جاءت أقوال الشاهد الأول منهما مخالفة للطبيعة، والمعروف بأن زراعة البصل في البلاد تتم دوماً في فصل الشتاء، في حين أفاد الشاهد الذي لا علاقة له بالزراعة وأفاد بأنه حضر مع المتهم بغرض شراء تيراب لزراعة البصل، بينما ان تاريخ القبض على المتهمين لم يكن في فصل الشتاء المحدد لإنبات محصول البصل، فيما أوضحت المحكمة كذلك لعدم استفادة المدان الأول بشهادة شاهد الدفاع الثاني عنه وذلك لاضطرابه وغموضه أثناء الادلاء بشهادته للمحكمة، وشددت المحكمة على انها وبموجب ذلك لم تطمئن لشهادته، ونوهت المحكمة الى انها توصلت لإدانة المدان الأول في الإتجار بالمخدرات وذلك بناءً لإفادة المعامل الجنائية حول أخذها (6) عينات مختلفة من عربة المدان وجميعها جاءت بوجود بقايا لنبات القنب الهندي المخدر داخلها. وأرجعت المحكمة, إدانتها المدان الثاني بترويج المخدرات وذلك لتسهيله عملية حصول المخدرات من المدان الاول للمُبلِّغ وشهود الاتهام فريق المبايعة الصورية للإيقاع بالمدانين، ونبهت المحكمة في خواتيم قرارها الى ان ما أثاره الدفاع حول عدم علم النيابة بإجراءات القبض على المدانين, وهنا أفادت المحكمة بأن قضايا المخدرات ليست مثل القضايا الأخرى ذات الطبيعة العادية, وإنما هي قضايا تتطلّب أن تبدع الشرطة لابتكار وسائل جديدة للقبض على تجار ومُروِّجي المخدرات. الخرطوم: محمد موسى
