وقف في منصة ميدان الاعتصام و قال إن قضية الدين و الدولة ليست من أجندة الفترة الانتقالية و أنهم في الحرية و التغيير لا يناقشون هذه القضية الآن و هي متروكة للبرلمان المنتخب من الشعب في نهاية الفترة الانتقالية، و أنه من المعلوم أن الإسلام هو دين أغلبية الشعب السوداني. و طبعاً جميعناً نعلم كيف سارت الأمور بعد ذلك فيما يتعلق بقضية العلمانية و الدين و الدولة. الفترة الانتقالية كلها تحولت إلى تنفيذ أجندة حزبية و أيديولوجية محددة هي أجندة القوى العلمانية. و تم إنكار إرادة الشعب تماماً. وعود كثيرة وعدوا بها الناس في منصة الاعتصام. قالوا إنهم لن يشاركوا في السلطة و ستكون حكومة كفاءات تمثل كل الشعب السوداني. و لكنهم استولوا على السلطة فأصبحت الحكومة حكومة قحت، ثم حكومة أحزاب بشكل فج تقاسموا فيها المناصب و الكراسي و كأنهم ورثوها من آباءهم. من كان يتصور ذلك في أسوأ الكوابيس أيام الثورة و الاعتصام ؟ من كان يتوقع أن يصبح مدني عباس وزيراً أو خالد سلك، و الاتحادي والياً للخرطوم، من كان يتخيل أن الوزارات ستقم كالغنائم المالية ثم الخارجية لحزب الأمة الحكم الاتحادي للبعث، ولايات سنار و شمال دارفور للمؤتمر السوداني وهكذا… هذه هي وعود تجمع المهنيين و الحرية و التغيير التي كان مجرد التشكيك فيها يجعلك فريسة لقطيع هائل من الثوار يرميك بالكفر و الخيانة و يستبيحك بالكامل. نفس هذه التجربة، حتى بدون أي اجتهاد، يريدون إعادتها مرة أخرى. و هو ما يجب أن يتصدى له كل سوداني وطني. نحن مع التوافق السياسي و مع الوحدة الوطنية، مع وحدة قوى الثورة و كل القوى الوطنية و لكن من أجل هدف واضح محدد هو الإنتخابات و شروطها و آلياتها و رد السلطة إلى الشعب السوداني ليختار من يحكمه. و هذه مهمة سياسية ليست يسيرة و تحتاج إلى مجهود و إلى تنازلات من جميع الأطراف و إعلاء المصلحة الوطنية و تحتاج إلى نضال كذلك ان استدعى الأمر ضد العسكر و اقتلاعهم من السلطة بالقوة متى ما قاوموا الإجماع الشعبي و رفضوا الإنصياع للتوافق و تسليم السلطة. و لكن ما نرفضه هو إعادة إنتاج نفس التجربة بنفس الوعي و نفس الوسائل و نفس النتائج، فقط بإضافة واجهات و أصنام جديدة اسمها "لجان المقاومة" بدلاً من "تجمع المهنيين". هذا ما لا يمكن أن يحدث.