باختصار تعرف حالة الطوارئ بأنها حالة إستثنائية و تدابير و إجراءات تلجأ إليها السلطات في بلد ما على المستوى الوطني أو في جزء من الوطن بهدف مواجهة ظروف طارئة و غير عادية تهدد البلاد أو جزء منها و تعرض حياة الناس للخطر . و للتعامل مع هذه الظروف تمنح الجهات الأمنية و الإدارية سلطات إستثنائية لا تتيحها لها القوانين و الإجراءات في الظروف الطبيعية و ذلك لتمكينها من التعامل السريع و الفعال . سؤال ظل يلازمني منذ اليوم الأول لإشعال المليشيا الإنقلابية المتمردة حربها على القوات المسلحة و على الشعب السوداني في الخامس عشر من أبريل الماضي و لم أجد له أي إجابة حتى لحظة كتابة هذا المنشور : * لماذا لم تعلن حالة الطوارئ في البلاد و هي تواجه أسوأ أزمة تهدد كيانها و وجودها حتى الآن ؟ بالتأكيد فإن بلادنا و عبر تأريخها لم تشهد خطرا أكبر و لا حالة هددت كيانها و وجودها كما الحرب التي اندلعت فيها بعد محاولة قوات الدعم السريع و حليفتها قحت الإستيلاء على السلطة بالقوة بدعم خارجي هائل من قوى الشر الإقليمية و الدولية !! إن هذه الحرب التي وصفتها القوات المسلحة على لسان نائب القائد العام عضو مجلس السيادة الفريق شمس الدين الكباشي بأنها (غزو أجنبي مكتمل الأركان) و أثبتت الوقائع و المعلومات و الوثائق و عشرات التقارير الإستخبارية و الإعلامية أنها حرب جرى الإعداد لها منذ عدة سنوات بواسطة المليشيا و حليفتها قحت بتحريض و تخطيط و تمويل من الدولة الخليجية و بمشاركة عدة دول أخرى نتجت عنها أوضاع كارثية في البلاد تمثلت في : – قتل آلاف المدنيين الأبرياء في العاصمة و دارفور و شمال و جنوب كردفان ، بل إن التقارير الدولية وصفت ما جرى في الجنينة و غيرها من مدن دارفور بأنها حالة إبادة جماعية و تطهير عرقي إستهدف بعض المكونات القبلية في الإقليم !! – إغتصاب مئات النساء ( الحالات المبلغ عنها ) !! – إحتلال منازل المواطنين و نهب و سرقة ممتلكاتهم !! – إحتلال المرافق الخاصة و العامة ( المستشفيات – مصادر المياه و مرافق الكهرباء مباني الوزارات – دور التعليم و الجامعات – المصانع و مقرات الشركات و غيرها مما يصعب حصره) !! – تدمير البنية التحية !! – إستهداف و تدمير ذاكرة البلاد ( السجل المدني – وثائق الأراضي – وثائق القضاء – إرشيف الوزارات – مكتبات الجامعات – مراكز البحوث و الدراسات – إرشيف الإذاعة و التلفزيون و غيرها مما يصعب حصره) !! فهل هناك أسوأ من هذا تنتظره الجهات المعنية لإعلان حالة الطوارئ ؟ بسبب عدم إعلان حالة الطوارئ و تطبيق الإجراءات القانونية المرتبطة بها فقد شهدت الأيام الماضية بداية أحزاب و تنظيمات و واجهات قحت الشريك الأساسي للمليشيا في جرائمها و ذراعها السياسي و بتحريض من قياداتها السياسية الهاربة ممارسة أنشطتها الداعمة للتمرد و المثبطة لهمم الشباب الذين استجابوا لنداء الإستنفار الذي أعلنه القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس السيادة في أواخر يونيو الماضي بصورة علنية في بعض الولايات الأمر الذي يهدد السلم الإجتماعي و يهدد بنشوء صراعات و مواجهات لا تحمد عقباها !! * و يظل عدم إعلان حالة الطوارئ في البلاد منذ إندلاع الحرب و حتى الآن و رغم كل ما حدث و ما يزال يحدث أمراً محيرا للعقول و مثيرا للعديد من الأسئلة و علامات الدهشة و الإستفهام !! حاج ماجد سوار مواضيع مهمة علاج الحمى في الطب النبوي مشكلة مص الإصبع التفاح الأخضر .. فوائد الضغط في العمل كيف نتناول الكزبرة؟ ميكب خدود البشرة الداكنة