○ كتب: أ. Omer Hasabalrasoul (قصة لا تقتلني الله يديك البركة) لاحمد صاحب مطعم وكافتريا الجندول بمدينة الفاشر في شوارع الفاشر التي خنقتها رائحة البارود والموت، لم يعد للسلام وجود. كانت المدينة ترزح تحت وطأة جرائم بشعة، وتحت أنين المواطنين الذين أصبحوا مجرد أهداف سهلة. في تلك الأجواء الملبدة بالخوف، خرج أحمد، المواطن المسكين الأعزل، من منزله، واثقًا بكلمات قادة الحركات المسلحة، الهادي إدريس والطاهر حجر، الذين باعوا شرفهم بدراهم المليشيا وأصبحوا أداة لقتل الأبرياء. هؤلاء القادة أعلنوا أن كل من خرج من الفاشر هو في أمان، لكن هذه الكلمات لم تكن سوى فخ، ووعود زائفة كانت نهايتها الموت. لم يكن أحمد يعلم أن خروجه سيكون بمثابة رسالة من السماء، تكشف للعالم حقيقة الكراهية التي تحملها المليشيات لكل إنسان لا يمارس جرائمها. كان أحمد يمشي في الشارع، عندما أوقفه العميد مليشي الفاتح عبد الله إدريس، المعروف بوحشيته التي تفوق كل وصف. هذا القاتل سبق له أن قتل أسرى في محور الجيلي وأم صميمية، وتتلذذ بدماء طاهرة، وما خفي كان أعظم. كان وجهه خاليًا من المشاعر، وعيناه تلمعان بنهم القتل. وقف أمامه وسأله ببرود قاتل: "أنا بسألك ترد لي بالحقيقة إذا ما داير تموت." جمع أحمد شجاعته وأجاب: "اسألني." سأله المليشي: "أين قائد الفرقة؟" نظر أحمد في عينيه محاولًا إيصال صدقه، وقال بصوت يرتجف: "لا أعرف والله، أنا إنسان مهني، شغال عندي مطعم، لا علاقة لي بقائد الفرق." كانت هذه هي الحقيقة، لكن المليشي لم يكن يبحث عنها، بل كان يبحث عن ذريعة لتنفيذ جريمته. فالفرقة معروفة لهم جميعًا، ويعلمون أن قائدها موجود هنااك يقود جنوده لمواجهة تلك المليشيات الإرهابية. وفي اللحظة التي كان يتحدث فيها المليشي مع أحمد، ربما كان قائد الفرقة يقاتل في الكولمبين . رفع المليشي سلاحه، وصوّبه نحو قلب أحمد. في تلك اللحظة، خرجت من أحمد كلمات لم يملك سواها، كلمات تحمل كل الأمل في الحياة: "لا تقتلني… الله يديك البركة." لكن المليشي، الذي لا يعرف البركة، سأله سؤالًا آخر كان بمثابة حكم الإعدام: "قبيلتك شنو؟" أجاب أحمد ببراءة: "أنا برتاوي." لم يمهله المليشي لحظة أخرى، بل أفرغ في جسده خمس رصاصات. "تاق! تاق! تاق! تاق! تاق!" سقط أحمد شهيدًا، وعيناه لا تزالان تنظران إلى السماء، وكأنهما تبحثان عن البركة التي لم يجدها في الأرض. في تلك اللحظة، لم يجد المليشي سوى الضحك، ضحكات قاسية، كأنها تصفيق للموت. ترك أحمد وراءه جملة لم تزل تتردد في الأجواء، جملة تكسر القلوب: لا تقتلني الله يديك البركة. إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة