دخلت دولة الإمارات عصر الفضاء )، حيث انطلق أول قمر صناعي حكومي يحمل اسم "دبي سات1" DubaiSat-1. ويتألف المشروع، الذي تقوم به مؤسسة الإمارات للعلوم والتكنولوجيا، من جزأين رئيسين: الفضائي والأرضي، يشمل الجزء الفضائي تطوير وتصميم وتصنيع القمر الصناعي ومكوناته، من معدات قياس وتصوير والتنسيق والتجهيز لعملية الإطلاق ووضع القمر الصناعي في المدار، بينما يتكون الجزء الأرضي من مركز مراقبة رحلات القمر الصناعي ومحطة استقبال الصور ومعالجتها ومنظومة الهوائي والترددات اللاسلكية. وذلك مساء الأربعاء 29-7-2009، عند الساعة 11 مساء (7 بتوقيت غرينتش ويحمل القمر الجديد على متنه كاميرات وأجهزة وأدوات متقدمة استغرق بناؤها أكثر من 3 سنوات، بتكلفة بلغت نحو 184 مليون دولار (50 مليون دولار أمريكي). ويعتمد القمر، الذي يبلغ وزنه 200 كيلوغرام، تقنية التصوير الفوتوغرافي الضوئي بالغ الوضوح، وسوف يتم إطلاقه على متن الصاروخ الروسي دنيبت-1، الذي ينتظر أن ينطلق به إلى مدار غير ثابت الموضع، يرتفع عن الأرض 64 كيلومتراً. ومن المقرر أن تتم عملية الإطلاق من محطة بايكونور كوزمودروم في كازاخستان، وهي المنصّة ذاتها التي انطلق منها أول رائد فضاء في التاريخ عام 1961 وهو يوري جاجارين، وسيصل إلى مداره المقرر بعد دقيقتين فقط من لحظة الإطلاق. وبعد بلوغه مداره الابتدائي سوف يزيد القمر سرعته تدريجياً حتى تصل إلى 27 ألف كيلومتر في الساعة. وسوف تترافق زيادة السرعة هذه مع زيادة البعد المداري حتى يصل ارتفاعه النهائي الثابت عن سطح الأرض 680 كيلومتراً. ويتلقى القمر الطاقة اللازمة لتشغيل أجهزة التكنولوجيا من لوحات امتصاص الطاقة الشمسية، التي تتولى شحن مجموعة بطاريات تضمن تزويدها بالطاقة حتى أثناء مرور القمر في ظل الأرض. ويقدّر الخبراء زمن الدورة الكاملة للقمر حول الأرض بنحو 100 دقيقة، وسوف يقضي 60% من وقت دورانه وهو معرّض لأشعّة الشمس. وتكمن الأهمية العلمية للمشروع في أنه يأتي ثمرة لتعاون تكنولوجي بين علماء إماراتين وآخرين من كوريا الجنوبية وضمن إطار مشروع مشترك تستخدم فيه أكثر كاميرات التصوير الجوي وضوحاً. وسوف تستغل هذه الكاميرات في التخطيط العمراني والتنبؤ بالأخطار الطبيعية المحتملة كالزلازل وانخفاض المناسيب الأرضية في مواقع المشاريع العمرانية الضخمة. وسيتم استخدام البيانات النهائية الصادرة عن "دبي سات 1" في العديد من التطبيقات المدنية، مثل المراقبة والتنبؤ بالضباب، وكيفية استخدام صور الأقمار الصناعية للتنبؤ بالعواصف الرملية، ودراسة والتأكد من جودة المياه في منطقة الخليج العربي، خصوصاً دراسة مخلفات عملية التحلية على الحياة البحرية والبيئية حول المحطات الموجودة في دولة الإمارات، إلى جانب دراسة كيفية تحسين مستوى وضوح صور الأقمار الصناعية. وكانت عملية الإطلاق تأجلت عدة مرات منذ العام الماضي لأسباب لوجستية وإدارية، ولإجراء المزيد من الاحتياطات الوقائية، وكان آخر تأجيل يوم السبت الماضي الموافق 25 يوليو/تموز الجاري. واعتبر مدير عام مؤسسة الإمارات للعلوم والتكنولوجيا أحمد المنصوري، في حديث للصحافة أدلى به الشهر الماضي، أنه "بإطلاق هذا القمر نكون بدأنا بتحقيق هدفنا في مجال الاعتماد على القدرات الإبداعية للمواطنين الإماراتيين في مجال البحوث المتعلقة بالتكنولوجيا الفضائية".
