القدس (رويترز) - تمسكت إسرائيل يوم الاحد بخطة تسمح ببناء مئات من المنازل الجديدة للمستوطنين في الضفة الغربيةالمحتلة قبل تجميد محتمل لعمليات البناء متجاهلة انتقاد من واشنطن. وصرح وزير النقل الاسرائيلي كاتس لراديو اسرائيل "سيتخذ رئيس الوزراء قرارا خلال الايام المقبلة فيما يتعلق ببناء مئات من الوحدات السكنية الاضافية من اجل حل المشاكل القائمة في المستوطنات المختلفة." وتمسك كاتس بالخطة بعد يومين من كشف مساعد لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن نية نتنياهو السماح بمشروعات جديدة قبل دراسة وقف تراخيص البناء الجديدة بضعة أشهر. ويجري حاليا بناء نحو 2500 وحدة سكنية في مستوطنات بالضفة الغربية وقال مسؤولون اسرائيليون ان عمليات البناء سوف تستمر. وقضية المستوطنات عقبة رئيسية في عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية المتعثرة واثارت اخطر شقاق في علاقات اسرائيل مع الولاياتالمتحدة خلال عقد من الزمان. ويضغط الرئيس الامريكي باراك اوباما على نتنياهو لوقف البناء في المستوطنات. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال انه لن يستأنف محادثات السلام المعلقة منذ ديسمبر كانون الاول الا اذا جمدت اسرائيل انشطة الاستيطان. ويوم الجمعة ابدى البيت الابيض اسفه بشأن خطة البناء الجديدة وقال ان كثيرا من التصرفات الاسرائيلية تزيد من صعوبة تهيئة أجواء تسمح باجراء مفاوضات. غير ان مسؤولا في واشنطن قال ان ادارة اوباما تعتقد انه لا يزال من الممكن التوصل لاتفاق بشان استئناف محادثات السلام الشاملة. وفي وقت لاحق من هذا الاسبوع يجري نتنياهو محادثات مع المبعوث الامريكي الخاص للشرق الاوسط جورج ميتشل وقد قاوم نتنياهو التجميد الكلي الذي تنص عليه خطة "خارطة الطريق" التي رعتها الولاياتالمتحدة في عام 2003 والتي تلزم الفلسطينيين ايضا بكبح جماح النشطاء. ويمكن ان يقود اتفاق بشأن المستوطنات لاجراء محادثات بين اوباما ونتنياهو وعباس الشهر الحالي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة. وفيما بدا انه تخفيف لموقفه قال عباس يوم السبت انه مستعد للقاء نتنياهو اذا ما دار نقاش بشأن رؤية واضحة تتعلق بالمستوطنات. وقال "ان كان هذا اللقاء من أجل اللقاء فهذا غير ممكن أما ان كان لقاء من أجل أن تكون رؤيا واضحة فيما يتعلق بالاستيطان وغير ذلك من قضايا فليس لدينا ما يمنع ذلك." ولم يتطرق نتنياهو لقضية المستوطنات فيما اذيع من تصريحاته خلال اجتماع للحكومة الاسرائيلية يوم الاحد. غير ان عوزي لانداو وزير البنية الاساسية الوطنية قال للصحفيين "لا ارى سببا لوقف البناء في... يهودا والسامرة" وهو الاسم الاسرائيلي للضفة الغربية. ويعيش نحو 300 ألف اسرائيلي في الضفة الغربية و200 ألف اخرين في القدسالشرقية العربية وهي اراض احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967. ويعيش نحو 2.5 مليون فلسطيني في الضفة الغربية ويتطلعون لاقامة دولتهم في الضفة الغربية وقطاع غزة. ويقول محللون سياسيون ان عزم نتنياهو الموافقة على تصاريح بناء جديدة قبل بدء تجميد البناء جزء من خطة لتحقيق توازن تهدف الى تفادي حدوث ازمة داخل حكومته بسبب المستوطنات وفي نفس الوقت تهدئة حدة الخلاف مع اوباما. وكجزء من خطة تجميد بناء المستوطنات سعى نتنياهو واوباما لان تتخذ الدول العربية خطوات مبدئية لتطبيع العلاقات مع اسرائيل الا ان مطلب واشنطن قوبل بمقاومة في المنطقة بشأن من يتخذ الخطوة الاولى.