البحث عن بدائل للأدوية التقليدية بات يحتل جانباً كبيراً من تفكير الباحثين، خاصةً مع التقدم الهائل الذي حققه البعض في استخدام الأعشاب والنباتات في علاج بعض الأمراض المستعصية كالسرطان مثلاً، بالإضافة إلي جهود العلماء التي لا تتوقف عن اكتشاف فوائد الفواكه والخضراوات وبعض الأطعمة ودورها الأساسي في الوقاية من الأمراض . ومن بين هذه الاكتشافات، سيصبح بالإمكان الآن الكشف عن الإصابة بالملاريا عن طريق مضغ قطعة من "العلكة" ومن ثم مسحها على مغناطيس أو تمرير أصبع اليد على مجس يعمل بالأشعة تحت الحمراء، ولا يحتاج أي من الاختبارين لعينة الدم. وأوضح أندرو فانج الذي يقوم على تطوير اختبار "العلكة"، أن هذا الاختبار الذي سيجرى في فم المستخدم سيعمل في حرارة أعلى وسيسمح بفحص ملايين الجزيئات عبر مساحة صغيرة "العلكة"، مما سيزيد من حساسية الاختبار. وأكد "وي لو" الفائز من جامعة ميتشجان والذي قدم خيار المجس العامل بالأشعة تحت الحمراء، أن استهداف ذبذبات الجسم بدل فحص الجزيئات يجعل هذا الاختبار حساس جداً. وأشارت تقارير منظمة الصحة العالمية، إلى أن حوالي مليون شخص يموتون سنوياً بسبب الملاريا خصوصاً في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ولكن عدد حالات الملاريا المشتبه فيها شهدت انخفاضاً ملموساً في بعض الدول التي تنتشر فيها اختبارات الملاريا السريعة. وأوضح الباحثون أن كل اختبارات الملاريا المتوفرة تتطلب إلى الآن سحب عينة من الدم، وذلك بسبب صعوبة الكشف عن الملاريا في سوائل الجسم الأخرى. وتشمل بدائل فحص الدم فحص البول أو اللعاب أو العرق، بالإضافة إلى أجهزة فحص شعيرات شبكية العين أو الخصائص الكهرومغناطيسية للبلورات مثل مادة "الهيموزين"، وهي عبارة عن صبغ يحتوي على الحديد يعمل على تراكم حبيبات في طفيليات الملاريا. وتتفاوت أعراض الملاريا بين الحمى الشديدة والصداع، والقيء، وتبدأ أعراض المرض في الظهور ما بين عشرة أيام إلى أسبوعين من لدغة ناموس حامل للمرض. ويهدد المرض حوالي 40 في المائة من سكان العالم، معظمهم في دول العالم الفقيرة، ومن 2.5 مليار نسمة يتهددها المرض، يسقط نحو 500 مليون فريسة له، ويفتك بمليونين منهم سنوياً، ويصاب الطفل الأفريقي في المتوسط بما بين 1.6 و5.4 نوبة ملاريا سنوياً، ويقضى طفل نحبه كل 30 ثانية جراء المرض. علكة الأنسولين بديل دوائي لعلاج السكري نجح أحد الأطباء الصيادلة الأمريكيين في اكتشاف طريقة جديدة لإدخال مادة الأنسولين إلى الجسم عن طريق مضغ علكة بدل الأدوية الأخرى ومن بينها الحقن والحبوب التي تؤخذ عن طريق الفم. وأوضح روبرت دويلي من جامعة سايروكوس الأمريكية أنه يملك حلاً محتملاً لهذه المشكلة، مؤكدا أن للجسم آلية معينة لحماية وامتصاص الجزيئات القيمة التي تتعرض للتلف عند وصولها إلى الأمعاء، مضيفاً أن العلكة التي اخترعها تساعد الجسم على امتصاص الأنسولين بالشكل المطلوب. وأكد دويلي أن فيتامين "B12" يمكن حمايته بواسطة بروتين في اللعاب اسمه "هابتوكورين" الذي يلتصق بالفم ويحمي المعدة، مشيراً إلى أنه عندما تصل هذه المادة أي "هابتوكورين" إلى الأمعاء يتولى مجرى كيميائي آخر مساعدة هذا الفيتامين وإدخاله إلى مجرى الدم. وأضاف دويلي أن العلكة التي مضغتها فئران التجارب أثبتت فعاليتها، وهذا لا يمنع من أن تعطي نتائج مماثلة على البشر. مضغ العلكة يفيد مرضى سرطان المثانة أكدت دراسة حديثة أن مضغ العلكة "اللبان" قد يستخدم كعلاج بديل لمرض سرطان المثانة، بعد أن أظهرت التجارب قدرة زيت العلكة على قتل الخلايا المريضة. وأوضحت الدراسة التي أجريت في جامعة أوكلاهوما بالولايات المتحدةالأمريكية، أن زيت اللبان يوقف من نمو الخلايا السرطانية، مشيرة إلى أن هذه الأعشاب لا تضر الخلايا السليمة. وأشار الدكتور إتش كيه لين أن زيت اللبان يعتبر علاجاً بديلاً رخيصاً لمرضى سرطان المثانة، مشيرين إلى أن العلكة خفضت من مستويات الحوامض في المريء، ويعتقد الباحثون أن عملية البلع المتكررة ساعدت على التحكم في عملية الارتداد ودفع محتويات المعدة الشاردة إلى حيث كانت هناك. وأخيراً.. العلكة علاج فعال بعد جراحات القولون أظهرت دراسة حديثة أن مضغ العلكة "اللبان" بعد الخضوع لجراحة فى القولون يسرع فيما يبدو من عودة الأمعاء للعمل بصورة طبيعية. ويعقب الجراحات التى تجرى فى البطن عادةً بطء فى حركة الأمعاء يسبب آلاماً وربما مضاعفات صحية، غير أن مضغ العلكة يمكن أن يكون فعالاً وحلاً بسيطاً لهذه المشكلة. ومن خلال الدراسات اتضح أن من مضغوا العلكة تحركت أمعاؤهم بمعدل يقل 1.1 يوم عن الآخرين، ويعتقد الباحثون أن مضغ العلكة يحفز الأعصاب فى الجهاز الهضمى ويطلق هرمونات معوية ويزيد من اللعاب وإفرازات البنكرياس. وأوضح الباحثون أنه يلزم إجراء مزيد من الدراسات الأوسع نطاقاً لتقييم المزايا الحقيقية لمضغ العلكة فيما يتعلق بالحد من حالات بطء حركة الأمعاء. كما يساعد مضغ العلكة بعد الجراحات المعوية على إعادة تنشيط الأمعاء المتوقفة عن العمل. ووفقاً لدراسة طبية تم الاشارة إلى أن المرضى الذين يخضعون لجراحات في البطن غالباً ما يعانون من بطء أو توقف للأمعاء وهي حالة تسمى الانسداد المعوي قد تسبب ألماً أو التقيؤ أو انتفاخ البطن وربما لا يستطيع المريض تناول الطعام أو حتى شرب الماء. وأكد روب شستر من مستشفى سانتا باربرا كوتيدج، أن المضغ ينشط الأعصاب التي تزيد من إفراز الهرمونات المسؤولة عن تنشيط الجهاز المعدي المعوي. يذكر أن ريحاً قد خرجت من جوف 17 شخصاً مضغوا علكة بعد ساعات قليلة من الجراحة بشكل أسرع مما حدث مع أقرانهم الذين لم يمضغوا العلكة، وبدأت امعاؤهم تتحرك بعد 63 ساعة من الجراحة بالمقارنة ب 89 ساعة لمن لم يمضغوا العلكة.