خرج الطفل (محمد المنتصر غازي الجمري)، «01» سنوات، التلميذ بمدرسة الحلفاية مربع «8» الصف «الرابع»، حوالي الحادية عشرة صباح الجمعة الماضي، من منزل والديه بمربع «8» ، الحلفاية، عقب توقف الامطار التي هطلت هناك صباح نفس اليوم، ليلعب مع أقرانه، وعند وصوله عمود كهرباء الضغط العالي الذي لا يبعد سوى ثلاثة أمتار شمال شرق المنزل، إنزلق في الطين والمياه التي كانت تغطي المكان حول العمود فحاول تفادي السقوط بالإمساك ب «شداد» العمود الاوسط الذي يتدلى من أعلى العمود إلى الأرض، فصقعته كهرباء (هاي فولت).. وحسب رواية أصدقائه شهود الحادث، الذي كان متوجها للإنضمام لهم للعب، ان التيار الكهربائي القوي جعله يدور حول السلك عدة مرات، ثم اطاح به ووسط صراخ أصدقائه وفزعهم، خرج والداه من المنزل ليجدوا فلذة كبدهما يصارع الموت، فحملوه الى مستشفى البراحة القريب، وبذل الأطباء هناك مجهودات خارقة لاسعافه وإنقاذ حياته دون جدوى.. مات الطفل (محمد المنتصر) متأثراً بصعقة الكهرباء والإهمال.. وجاء في تقرير الوفاة الطبي: (سبب الوفاة، صدمة كهربائية أدت إلى توقف الدورة الدموية، وإختناق في التنفس). تم إستخراج أورنيك «8» من قسم شرطة الصافية.. وبعد الحادث حضر اثنان من عمال مكتب كهرباء الحلفاية، وإكتشفا وجود ماس كهربائي من أسلاك العمود، متصل بالصباني (الشداد) النازل من أعلى العمود الى الأرض، وحسب إفادتهما لأهل الطفل المرحوم، (ان الشداد إمتلأ بالكهرباء من رباط الكيبل الناقل، وكان يفترض تركيب عازل حتى لا تلتمس الاسلاك الكهربائية بالسلك النازل من العمود (الشداد).. فالشداد (المكهرب) نقل أيضاً الكهرباء الى مياه الأمطار المتجمعة حول العمود).. وقام العاملان بمعالجة (عشوائية) و (متخلفة)، بوضع عازل أعلى العمود على سلك الكهرباء لعزل الكهرباء عن الشداد الواصل للأرض، وذلك بوضع عازل عبارة عن باقة مياه غازية كريستال صغيرة.. تصوروا!! .. (أنظر الصورة). الحادث مؤلم، مؤلم، نشر أثواب الحزن على كل سكان الحلفاية، وأصدقاء الطفل ووالديه رحمة الله عليه -، وأصبح المواطنون يتخوفون على أطفالهم من أسلاك وأعمدة الكهرباء خاصة عند هطول الأمطار.. فإذا كانت اسلاك هيئة الكهرباء بهذه الدرجة من الخطر والعشوائية والتخلف تحمل الموت للمواطنين، يفترض، على الأقل- من الهيئة فصل التيار الكهربائي عند هطول الامطار أو الرياح، بدلا من تركها هكذا تصطاد الأطفال الأبرياء.. وللعلم هذا ليس الحادث الأول، ولن يكون الأخير .. (حضرة المسئول) تحذر وتنبه وتطالب هيئة الكهرباء مراجعة أعمدتها وأسلاكها خاصة الضغط العالي المنتشرة (عارية) داخل الأحياء قبل تسببها في موت أطفال آخرين.