أعادت قوات الشرطة المصرية يوم الاثنين انتشارها على استحياء في الشوارع المصرية وسط ترقب لجدول الاعمال الجديد الذي عادت به بعدما انهارت عقب اشتباكات دامية مع محتجين مناهضين للحكومة لتختفي يومين عانت البلاد خلالهما فراغا امنيا. ومع حلول مساء الجمعة كانت كل مظاهر الشرطة قد اختفت تماما في العاصمة المصرية وفي المدن التي تشهد احتجاجات واسعة على حكم الرئيس المصري حسني مبارك الممتد منذ 30 عاما وأدت الى نشر قوات من الجيش في الشوارع والميادين الرئيسية في محاولة لاستعادة النظام. وردا على حالة الفوضى والانفلات الامني جراء اختفاء الشرطة انتظم مواطنون أغلبهم من الشبان في لجان أهلية للحفاظ على الامن في مناطقهم وحماية المنازل والمحال التجارية ليلا بالتنسيق مع عناصر الجيش. وبعد يومين من الحياة بدون الشرطة عاد الرجال ذوي الملابس السوداء الى الانتشار في الشوارع يوم الثلاثاء وسط نظرات ترقب لرد الفعل الشعبي وتعليقات انتقادية من المواطنين. وقالت ربة منزل كانت تقود سيارتها في الطريق الى وسط العاصمة عرفت نفسها باسم سحر "سيستغرق الامر وقتا طويلا حتى يعود الفاسدون منهم الى تلقي الرشاوى." والقى أحمد رمضان الطالب الجامعي بالمسؤولية على الشرطة عن الفراغ الامني وانتشار حالات سلب ونهب خلال اليومين الماضيين. وقال "الشرطة هي أول المهزومين في هذه الثورة" مشيرا للانتفاضة الشعبية ضد حكم مبارك. واضاف وهو يعقد العلم المصري حول عنقه قبل أن يتوجه الى ميدان التحرير للانضمام للاحتجاجات "لن تجرؤ الشرطة بعد اليوم على ابتزازنا ولا ضربنا ولا اعتقالنا وقتلنا في اقسام الشرطة. لقد تحررنا من خيال ماتة (فزاعة) ولم يبق منه الان الا صورته." وفي ميدان التحرير بوسط العاصمة حيث يتجمع الاف المتظاهرين منذ الثلاثاء 25 يناير كانون الثاني وهو اليوم الذي عرف بيوم الغضب والذي صادف يوم عيد الشرطة رفع محتجون لافتات تقول "الرجاء ابراز تحقيق الشخصية منعا لاندساس الشرطة بيننا." واتهم محتجون عناصر من الشرطة بالتنكر في ملابس مدنية للقيام بأعمال تخريب تستهدف تشويه صورة الاحتجاجات وتصويرها بأنها حركة تخريبية.