تعقد الرئاسة بعد غد اجتماعا في جوبا يضم الرئيس عمر البشير ورئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، لبحث أزمة النواب الجنوبيين وقضية ابيي، وفي هذه الاثناء علقت الهيئة التشريعية القومية جلساتها للاسبوع المقبل، وعلمت «الصحافة» ان قرار التعليق اتخذ لافساح المجال لحل ازمة النواب الجنوبيين، الا ان رئيس الهيئة احمد ابراهيم الطاهر برر اعلان رفع جلستي اليوم وغد لاتاحة الفرصة للنواب في الحصول على الخطاب الرئاسي تمهيدا للتداول حوله الاسبوع المقبل. وقال رئيس كتلة نواب المؤتمر الوطني غازي صلاح الدين ان لقاءه مع الرئيس عمر البشير اول امس تم فيه التشاور حول أزمة النواب الجنوبيين دون ان يفصح عن مخرجات اللقاء، واكد سريان قرار اسقاط عضوية الجنوبيين الى ان يلغى «بصورة اخرى». وذكر غازي في تصريحات صحافية امس ان غياب النواب الجنوبيين عن جلسة امس جاء بقرار منهم، واضاف ان الحوار لا زال جاريا حول قضية الازمة بجانب القضايا السياسية الاخرى، ورجح ان يناقش اجتماع للرئاسة بعد غد الخميس قضية النواب الجنوبيين واكد استقلالية المجلس الوطني في قراراته، وافاد بأن قرار الطاهر بإسقاط عضوية النواب الجنوبيين مسنود قانونيا، لكنه عاد وقال « لكن طبعا نحن منفتحين نحو الحديث في هذه المسألة اذا ما اثيرت في اجتماع الرئاسة رغم تمسكنا بالقرار لأن له السند القانوني والدستوري». واقر غازي بتباين آراء نواب المؤتمر الوطني حول القضية، واضاف «حتى الآن لم نناقشه ككتلة»، واستمر اجتماع لكتلة المؤتمر الوطني حتى وقت متأخر من ليل امس. ونفى غازي تماما وجود قرار سياسي يلغي نصا دستوريا، مضيفا «لكن اذا كان النص الدستوري يحتمل اكثر من تفسير هنا تتدخل الرئاسة لمصلحة تفسير بعينه». وابدى امله في ان لا تصعد الحركة قضية النواب قائلا ان القرار ليس فيه اي نوع من الاستهداف الشخصي اوالتقليل من شأن الجنوبيين، وانما اعمال لنص دستوري قال انه لا يحابي ولا يجامل، واضاف «ارجو ان تنجلي الازمة بصورة تحفظ الاخاء والود بين الناس». وحيا الرئيس البشير النواب الجنوبيين وامتدح مساهماتهم في البرلمان وقال لدى مخاطبته الهيئة التشريعية القومية امس «اتمنى ان يستفيد نواب الجنوب من التجربة البرلمانية. من جانبه، قال رئيس البرلمان احمد ابراهيم الطاهر ان غياب الجنوبيين عن البرلمان لا ينبغى ان يتم في جو من التجافي والوحشة وانما بالتواصل والمودة التي «تقرب البعيد». في سياق متصل تأجل اجتماع كان من المفترض ان يعقد امس برئاسة رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت بجانب وزير رئاسة مجلس الوزراء لوكا بيونق ونائب رئيس المجلس الوطني اتيم قرنق ورئيس كتلة الحركة توماس واني لليوم. وقال القيادي في الحركة لوكا بيونق ان الاجتماع اجل لالتزامات عاجلة لسلفاكير واكد انعقاده اليوم وقال ل»الصحافة» ان رفع جلسات البرلمان للاسبوع المقبل يعد ارضية لايجاد حلول مرضية، واضاف «لا اعتقد ان المجلس سيكون حجر عثرة في تطوير العلاقات بين الشمال والجنوب» واكد ان اجتماعات الرئاسة التي ستعقد في جوبا بعد غد الخميس ستمهد لان تسود الحكمة ومن شأنها تأمين العلاقات بين كل المؤسسات التشريعية والقومية، واعتبر حديث الطاهر والبشير في البرلمان امس مؤشرا لمواصلة العلاقات بين المؤسسات في الشمال والجنوب، وفك الارتباط بلا مرارات.
