تمتلئ الإنترنت بالكثير من ملفات الفيديو، التي أصبحت عملية البحث فيها من أكبر التحديات على الإنترنت. ومن بين محركات البحث في ملفات الفيديو التي تنافس محرك البحث العملاق «غوغل» في الوصول إلى حل لهذه المشكلة، محركات مثل Blinx وEvery Zing. وكلا المحركين يستخدم تقنية تحويل الحديث إلى نص وتقنيات أخرى لتسهل من عملية البحث في ملفات الفيديو ومشاهدتها. يذكر موقع الأبحاث «إي ماركيتر»، أن من المنتظر أن يصل حجم سوق إعلانات الفيديو إلى 4.3 مليار دولار بحلول عام 2011، بعد أن كان 410 ملايين دولار عام 2006. ويمكن أن تقرأ تقنية البحث، النصوص على الموقع الإلكتروني وتحللها، لكن هذه التقنية محدودة عندما يتعلق الأمر بالفيديو. إذا كان هناك موقع يسمى «كل شيء عن الكلاب»، وكان يقدم معلومات أيضا عن القطط، يمكن لمحرك بحث تقليدي أن يتعرف على هذه الحقيقة، لكن لا يطبق هذا الأمر مع الفيديو. تقوم معظم محركات البحث بتخمينات بارعة حول محتويات مقاطع الفيديو التي تعتمد على نظام تشفير يستخدم لتصنيف هذه المقاطع أو تعريفها، أو بالاستعانة بالكلمات التي تصفها بها مواقع أخرى تعرض وصلات لهذه المقاطع، كما قال كيفن رايان، وهو مدير المحتوى العالمي في موقع Search Engine Watch، وهو موقع يقدم معلومات عن الإنترنت. وتأمل شركة «غوغل» في إحراز تقدم في هذا المجال، إذ بدأت الشركة اختبارا لأداة جديدة للبحث في الفيديو على قنوات YouTube السياسية. وتستخدم تقنية تتعرف على الحديث في الفيديو ويمكنها أن تحوله إلى نسخة نصية يمكن البحث فيها. فعلى سبيل المثال، يمكنك أن تبحث عن كلمة «الصحة»، لتجد مقطع فيديو لجون ماكين أو باراك أوباما أو غيرهما الكثير، بل ويمكنك أن تذهب إلى المقاطع التي ذكرت فيها كلمة البحث في ملف الفيديو. ومن بين الشركات الأخرى التي تتناول البحث في ملفات الفيديو: «بلينكس» Blinkx: يمكن أن يحصل محرك بحث الفيديو «بلينكس» على الجزء السمعي من ملف الفيديو، ويقسمه إلى أقل مقاطع صوتية يمكن تمييزها بأية لغة، وينتج عنها نص مكتوب لما يقال. ويستخدم محرك «بلينكس» أيضا النص الذي يظهر على الشاشة، مثل النتائج والزمن الذي يعرض أثناء المباريات الرياضية، من أجل التعرف على ملف الفيديو. ويقول سورغانا تشاندراتيلاك الرئيس التنفيذي لشركة Blinkx: «إن ملفات الفيديو اليوم تتميز بكبر حجمها. ولا يوجد داع لأن تكون هكذا. فيمكن تقسيمها إلى مقاطع صغيرة». «تروفيو» Truveo: يركز محرك بحث الفيديو، الذي تملكه شركة «اميركان اون لاين» AOL، على التقدم ببطء في الإنترنت بحثا عن ملفات الفيديو. وتتبع محركات البحث هذه العملية لتحديد مواقع ملفات الوسائط عبر الملايين من المواقع. ويمكن للمستخدمين البحث عما يريدون فقط عندما ينشئ محرك البحث قائمة بملفات الفيديو. إحدى مميزات «تروفيو» Truveo هي أنه يمكن للتكنولوجيا التي يستخدمها البحث عن مقاطع الفيديو في المواقع ذات التقنيات المتقدمة مثل جافا سكريبت وفلاش. وبينما يستخدم «تروفيو» أيضا مفاهيم الحوسبة الاجتماعية (مثل القوائم المفضلة التي يضعها المستخدمون)، لتقديم نتائج صحيحة للبحث عن ملفات الفيديو، ينصب تركيزه على تكوين قائمة شاملة لمقاطع الفيديو على الإنترنت. ويقول رئيس الشركة بيتي كوكس: «لا يمكنك أن تفعل أي شيء في البحث عن الفيديو، إذا لم يكن لديك الفيديو ذاته». «ميفيديا» Mefeedia: تتجنب بعض محركات البحث التحليل السمعي والمرئي على المدى القريب بسبب مخاوف حول استعداد هذه التقنية للاستخدام. ويعتمد محرك «ميفيديا» Mefeedia على المستخدمين في المساعدة على تصنيف ملايين من ملفات الفيديو والبرامج التلفزيونية، فيمكنهم إنشاء قنوات أو قوائم تشغيل لملفات الفيديو التي يمكن أن يشاهدها آخرون أو يساهموا فيها. إذا شاهد أحد أصدقائك ملف فيديو على «ميفيديا» واستمتع بمشاهدته، يظهر هذا الملف في حسابك، لتعرف أنه ربما يستحق المشاهدة. «إيفريزنغ»EveryZing: يحلل هذا الموقع مثل، Blinkx، الجزء المسموع من الفيديو ويحوله إلى نص يمكن البحث فيه. والفارق الأساسي هو أن EveryZing يركز على المحتوى المهني الذي ينتجه عملاؤه، ويستخدم التقنية التي لديه ليجمع ملفات الفيديو في بيانات تتضمن النص الكامل لملف الحديث. ويمكن لمحركات البحث الأخرى أن تبحث داخل الحوار في ملف الفيديو من دون استخدام تقنيات تحليل الأجزاء السمعية والمرئية. قال ستيفن بيكر رئيس موظفي العائدات في EveryZing، إن شركته لديها برنامج يمكنه الحصول على نصوص أكثر البرامج الإخبارية احترافا بمستوى دقة يزيد على 90 في المائة. ويعتقد بيكر أنه مع سهولة الوصول إلى قوة معالجة الكومبيوتر نظرا لتدني أسعارها، سينتشر تحليل ملفات الفيديو في النهاية. ويرى قدرة المستثمر على البحث عن كل مشهد لشخص مثل بيل غيتس في ملفات الفيديو على الإنترنت في لحظة واحدة، حتى لو لم يظهر اسم بيل غيتس في عنوان الملف أو المعلومات المصاحبة له.
