روى مدير مشرحة الخرطوم الدكتور عقيل سوار الذهب موقفا عصيبا مر به فى رمضان ، و لا زال يجتره فى كل يوم رمضاني بعد ان استقبل عروسا بالمشرحة فى يومها الأول من شهر العسل , فيما كان زوجها يواجه الاتهام بقتلها . و قال عقيل: (كانت العروس تتململ فى كوشة الزواج قبل ان تعلن لأقاربها بأنها تشعر بتنميل شديد فى جسدها , إلا ان قريباتها قلن لها بان ذلك ( دلع بنات)) و بعد انتهاء الحفل غادرت العروس مع زوجها الى الفندق . و داخل الغرفة أخطرت زوجها بما تشعر به و أنها غير قادرة على التنفس ، فهبط الزوج الى الصالة لتدخين سيجارته بعيدا عنها ، و عند عودته الى الغرفة وجد عروسته قد فارقت الحياة . و أضاف عقيل : (اخطر العريس إدارة الفندق التي اتصلت بالشرطة التي حولت جثمانها الى مشرحة الخرطوم التي امتلأت ساحاتها بأهل العروس و الشكوك و الظنون و الهمس يلتف حول رقبة العريس ، و الكل فى صمت و وجوم و صوت بكاء يمزق القلوب) . قال عقيل : (كنت أخشي نتيجة التشريح ، و جثة العروس ممددة فى المنضدة ، لكنني بعد دقائق خرجت لأسرة العروس و أصابعي كلها مصبوغة باللون الأصفر) . - و ماذا يعنى اللون الأصفر ؟! - يعنى ان العروس ماتت مسمومة بصبغة الشعر . - و ماذا قلت لأسرتها ؟! - قلت لهم اننى أدخلت أصابعي فى فروة رأس العروس , و ها هي الصبغة فى أصابعي , و العريس برئ من قتلها لان الصبغة التي وضعت لشعر العروس لتجميلها فى ليلة زفافها تسرب الى جسدها و أصابها بالفشل التنفسي . علا البكاء في المشرحة ثلاث مرات , الأولى لوفاة العروس , و الثانية لبراءة عريسها , و الثالثة للاستخدام الخاطئ لصبغة الشعر .