بالرغم من أعوامه الواحدة و الستين فأن الأربعة متهمين الشباب الذين هاجموه و بقروا بطنه بسكين حتى خرجت أحشاؤه لم يراعوا شيخوخته و تجردوا من الإنسانية تماماً و هم يقدمون على طعن شيخ قبيلة الصليعاب بوحشية ثلاث مرات من اجل حفنة من الدريهمات و جهاز موبايل . و تعود التفاصيل التي سردها لنا أفراد أسرته بالسامراب مربع 4 الى ان الشيخ عبده آدم النور 61 عاماً يعمل بطبلية بجوار السوق المركزي و يعول أسرة مكونة من عشرة أبناء أصغرهم سجل في الروضة هذا العام بينما ترك ثلاثة من أبنائه الكبار مقاعد الدراسة و اتجهوا للعمل تضحية من اجل مساعدة والدهم في إعالة بقية أشقائهم و في يوم الخميس الذي سبق الاعتداء عليه تقدم خطيب لابنته و أثناء أجواء التعارف تحولت الخطوبة الى عقد في اليوم الذي تلاه و تصادف يوم الجمعة حيث أجريت مراسم العقد بالمسجد المجاور لمنزله و في المساء أراد المرحوم التوجه الى احد أقربائه بمنطقة طيبة الأحامدة لاطلاعه على خبر عقد قران ابنته الذي جاء فجأة و حتي لا يغضب منه قريبه و قبل ذلك كان المرحوم قد أرسل ابنه محمد 17 عاماً الى الطبلية ليمارس مهام عمله الى ان ينهي المرحوم زيارته و بعد ان تجاذب أطراف الحديث مع صديقه و شرب شاي المغرب استأذن المرحوم بالذهاب الى مكان عمله راجلاً و أثناء وصوله الى خط السكة حديد استوقفه أربعة من الشبان الذين كالوا له الشتائم أولاً قبل ان يهاجمه احدهم بسكين و يبقر بطنه و عندما حاول تسديد الطعنة الثانية له بدأ المرحوم في المقاومة و امسك بالسكين التي مزقت يديه لكن كفة الشبان كانت الأرجح في المعركة غير المتكافئة و تمكنوا من تسديد طعنتين الى بطن المرحوم ليخر صريعاً على الأرض و الدماء تنزف منه بغزارة ليتمكن المتهمون من الاستيلاء على جهاز موبايله و مبلغ 295 جنيه و بعد ان فاق المرحوم من غيبوبته استطاع مناداة صاحب عربة كارو كان يمر بالصدفة و أوصاه بان يذهب لمنطقة طيبة الأحامدة ليخبر صديقه بأنه مطعون و ملقي في العراء بجوار السكة حديد فاستأجر صديقه ركشة و وصل الى مكان الحادثة علي وجه السرعة و قام بإسعافه الى طوارئ مستشفى بحري بعد فتح بلاغ حيث أجريت له عملية استكشاف لكنه كان قد فارق الحياة في الجمعة التي تلت ليلة الاعتداء عليه .. له الرحمة و لذويه الصبر و حسن العزاء .