طالب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان فرع الشمال مالك عقار الحكومة السودانية ب"التوقف عن قصف مواطنيها وإقامة ممرات إنسانية وتوفير مناطق آمنة للمدنيين" في اثنتين من المناطق الحدودية المضطربة، لكن الحكومة نفت صحة مزاعمه. وقال عقار إن القصف الجوي الذي تقوم به القوات الحكومية أودى بحياة 74 مدنيا وأصاب أكثر من 100 في ولاية النيل الأزرق في جنوب شرق السودان منذ بدء الاشتباكات هناك في الثاني من سبتمبر/ أيلول الماضي. وصرح للصحفيين أمس من مقر قيادته المؤقت في منطقة تسيطر عليها قواته بولاية النيل الأزرق "هناك أشياء أساسية نطالب بها أحدها ممارسة الضغط على الخرطوم للتوقف عن قصف المدنيين". وأضاف عقار الذي كان يتحدث قرب الكرمك، التي تبعد نحو 160 كيلومترا عن الدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق، أن نحو خمسمائة ألف شخص ربما فروا من القرى إلى الغابات وسينفد منهم الطعام قريبا. واتهم عقار الرئيس عمر حسن البشير باستخدام الطعام كسلاح، داعيا إلى تدخل أممي، كما حث المجتمع الدولي على حمل البشير على التفاوض قائلا "الحروب تنتهي على طاولات التفاوض، وأي محادثات جديدة يجب أن تجرى بوساطة طرف ثالث". وقال عقار الذي كان يرتدي زيا عسكريا "كنت حاكما منتخبا وتمت إقالتي بشكل غير دستوري، وحزبنا خاض الانتخابات بعدد كبير من أعضاء البرلمان ما زال 128 منهم في السجون". نفي من جانها نفت الحكومة السودانية رواية عقار، وأنحت باللائمة على المتمردين بالتسبب في المعاناة التي يواجهها المدنيون بمناطق حدودية مثل النيل الأزرق مؤكدة أنها تحمي مواطنيها. وقال المتحدث باسم وزارة الإعلام ربيع عبد العاطي لوكالة رويترز عبر الهاتف إن 95% من المدنيين في النيل الأزرق يعيشون في أمان وإن الحكومة تقدم المساعدات وليست ضالعة في قصف المناطق المدنية. وكان عقار المنتمي للحركة الشعبية يشغل منصب الحاكم المنتخب لولاية النيل الأزرق، لكنه أقيل بعد تفجر القتال مع القوات الحكومية بالولاية، وهو ما أدى أيضا إلى حظر أنشطة الحركة الشعبية بشمال البلاد. وحاربت قوات عقار إلى جانب المتمردين الجنوبيين خلال حرب أهلية دامت 22 عاما، وانتهت بإبرام اتفاق سلام عام 2005 مهد الطريق أمام انفصال جنوب السودان في التاسع من يوليو/ تموز الماضي. وتزامنت تصريحات عقار ونفي الحكومة لها مع الزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت إلى الخرطوم ولقائه بالرئيس البشير حيث أكدا أمس عدم العودة إلى مربع الحرب مرة أخرى بين الجانبين، واعتبرا أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل القضايا العالقة بين الطرفين.