"الدعم السريع" تبسط سيطرتها الكاملة على قاعدة الشفرليت العسكرية    الجيش الشعبي يحرر (الدشول) الاستراتيجية بجنوب كردفان    إلى متى يرقص البرهان على رؤوس هذه الأفاعي كلها؟!    كامل إدريس ابن المنظمات الدولية لايريد أن تتلطخ أطراف بدلته الأنيقة بطين قواعد الإسلاميين    البروفيسور الهادي آدم يتفقد مباني جامعة النيلين    9 دول نووية بالعالم.. من يملك السلاح الأقوى؟    ترامب: "نعرف بالتحديد" أين يختبئ خامنئي لكن لن "نقضي عليه" في الوقت الحالي    إنشاء حساب واتساب بدون فيسبوك أو انستجرام.. خطوات    عودة الحياة لاستاد عطبرة    عَوض (طَارَة) قَبل أن يَصبح الاسم واقِعا    السهم الدامر والهلال كريمة حبايب في إفتتاح المرحلة الأخيرة من الدوري العام    شاهد بالفيديو.. الفنانة هدى عربي تظهر بدون "مكياج" وتغمز بعينها في مقطع طريف مع عازفها "كريستوفر" داخل أستوديو بالقاهرة    شاهد بالصورة والفيديو.. تيكتوكر سودانية تثير ضجة غير مسبوقة: (بحب الأولاد الطاعمين "الحلوات" وخوتهم أفضل من خوة النسوان)    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    شاهد.. عروس الموسم الحسناء "حنين" محمود عبد العزيز تعود لخطف الأضواء على مواقع التواصل بلقطات مبهرة إحداها مع والدها أسطورة الفن السوداني    شاهد.. عروس الموسم الحسناء "حنين" محمود عبد العزيز تعود لخطف الأضواء على مواقع التواصل بلقطات مبهرة إحداها مع والدها أسطورة الفن السوداني    شاهد بالفيديو.. (يووووه ايه ده) فنان سوداني ينفعل غضباً بسبب تصرف إدارة صالة أفراح بقطر ويوقف الحفل    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناوات سودانيات يشعلن حفل "جرتق" بلوغر معروف بعد ظهورهن بأزياء مثيرة للجدل    يبدو كالوحش.. أرنولد يبهر الجميع في ريال مدريد    غوغل تطلب من ملياري مستخدم تغيير كلمة مرور جيميل الآن    تدهور غير مسبوق في قيمة الجنيه السوداني    التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"    ايران تطاطىء الرأس بصورة مهينة وتتلقى الضربات من اسرائيل بلا رد    كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية    "دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه    خطأ شائع أثناء الاستحمام قد يهدد حياتك    خدعة بسيطة للنوم السريع… والسر في القدم    السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    بلاغ بوجود قنبلة..طائرة سعودية تغيّر مسارها..ما التفاصيل؟    مونديال الأندية.. فرصة مبابي الأخيرة في سباق الكرة الذهبية    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوسف حسين القيادي بالحزب الشيوعي: الشعب كله معارضة.. والمطروح تغيير النظام لا إصلاحه
نشر في النيلين يوم 28 - 12 - 2011

٭ تشتعل الساحة السياسية السودانية بالقضايا الساخنة ولا تكاد تهدأ حتى يظهر حدث سياسي آخر في متوالية مستمرة.. لكن مع كل ذلك هناك عدد من القوى السياسية ربما يكون وجودها في مسرح الأحداث متقطعاً.. فالحزب الشيوعي السوداني واحد من الأحزاب التي طرأ عليها بعض الضعف والانكماش.. فما هي أسباب الضمور وأين هي مواقعه وما هي رؤيتهم للدستور وللأطروحات الأخرى لوضع دستور دائم للسودان بعد استقلال دولة جنوب السودان.. «الصحافة» طرحت كل هذه الأسئلة وغيرها على القيادي البارز في الحزب الأستاذ يوسف حسين فماذا قال؟
٭ أين الحزب الشيوعي مما يجري في الساحة الآن.. «لا حس لا خبر.. مالكم سحروكم ولا أدوكم عين»؟!
«يضحك».. لا سحرونا لا أدونا عين.. نحن موجودون في الساحة وشغالين.. يعني مثلاً جريدتنا «الميدان» مازالت تصدر بانتظام رغم الضايقة المالية التي نعيشها.. ولم تتوقف إلا حينما منعوا توزيعها «خمسة أعداد وراء بعض منعوا توزيعها».. واعتقلوا في مرة ثانية عدداً من الصحافيين والعاملين بالميدان، لكن رغم هذا ظلت الصحيفة تواصل الصدور و..
٭ «مقاطعة».. هذا على صعيد جريدة الميدان.. لكن أنا قصدت النشاط السياسي للحزب؟
«مقاطعاً بدوره».. أنا بديت أرد على سؤالك وما انتهيت.. قلت ليك مثلاً الجريدة بتاعتنا منتظمة في الصدور رغم الحرب الشعواء عليها، والأمر الثاني ندواتنا مستمرة في الأحياء والليالي السياسية الكبيرة ممنوعة.. نقدم طلبات فلا نُمنح تصديقاً لإقامة ليلة في ميدان عام.. لكن داخل دور الحزب الندوات منتظمة.. و..
٭ «مقاطعة مرة ثانية».. لم نسمع رأي الحزب الشيوعي في التشكيل الوزاري الجديد؟!!
«مقاطعاً بنفاد صبر» أنا لسه ما وقفت من الاجابة على سؤالك الأول..
٭ عفواً.. عفواً.. اكمل حديثك.
بعدين الحراك السياسي والتنظيمي في كل الحزب موجود.. وفي العاصمة القومية بالذات هناك حركة منتظمة لعقد مؤتمر الحزب فيها.. ويمكن معظم المدن والقطاعات عقدت مؤتمراتها استعداداً للمؤتمر العام في الخرطوم.. والحراك السياسي إذاً كان في المناصير أو القضارف.. أو غيرها المركز العام للحزب بطلع رأيه.. وتنظيمات الحزب المحلية في تلك المناطق مشتركة وتدلي بدلوها في هذه القضايا وتقول رأي الحزب.
«يسكت قليلاً».. يعني إذا أخذنا أي جانب من الجوانب الحزب موجود في الساحة «وبعافر.. وحكاية أنه ما موجود دي لا محل لها من الإعراب.. «يلا أسالي سؤالك التاني».
٭ حسناً.. التشكيل الوزاري رغم مشاركة حزبي الأمة والاتحادي الديمقراطي «الأصل» كان «صدمة» للرأي العام وجاءت الحكومة الجديدة مخيبة للآمال.. ولا جديد فيها.. كيف تنظر للأمر؟
أول حاجة التعميم ما صاح.. حزب الأمة لم يشارك.. يمكن في بعض الناس بقولوا كون عبد الرحمن الصادق المهدي يكون مساعداً للرئيس هذه مشاركة، لكني لا أظنها مشاركة من الحزب.. الواقع أن مبدأ المشاركة رفض من جانب الحزبين.. إذا كان حزب الأمة بصورة رسمية أو الحزب الاتحادي بالنسبة لعدد كبير جداً من القيادات، ويمكن معظم القواعد في كل السودان رافضة للمشاركة.. وقيادات الحزب الرسمية شاركت.. لكن شاركت بصورة.. «لا يكمل العبارة».. يا هو بشكلها الضعيف ده.. يعني حزب كبير من قياداته ذهبوا للحزب الاتحادي «المسجل» وآخرون قالوا حي?ملوا حزب اتحادي موحد بمعزل عن «الأصل» و«المسجل» والقواعد كلها قالت انها ضد المشاركة.. يعني الحزب لم يضف شيئاً جديداً للحكومة.. وبالتالى نعتقد أن الحكومة الجديدة لم تقدم حلاً للأزمة الموجودة في البلد، يعني فشلت في تشكيل الحكومة ذات القاعدة العريضة.. وأتساءل بدون خبث إذا كان المؤتمر الوطني أحرز في الانتخابات 92% من أصوات الشعب السوداني كما ادعى، فلماذا هو مضطر يعمل حكومة ذات قاعدة عريضة؟!! يعني إذا كانت نتيجة الانتخابات صحيحة يصبح هو نفسه القاعدة العريضة.. إلا تكون الانتخابات دي كانت فيها لعبة كبيرة جداً.
«يضحك».. واتضح له أخيراً انه حزب معزول.. وأقلية ضئيلة جداً ولا يمكن أن يستقر نظامه إلا اذا جاب الاحزاب الاخرى معاه.. و..
٭ «مقاطعة».. ربما كان المؤتمر الوطني فعلاً يريدها حكومة قومية وذات قاعدة عريضة.. ويرغب فعلاً في إشراك القوى السياسية في السلطة دون أن تكون هناك لعبة في الانتخابات أو شعور بأنه معزول مثلما تقول.. وأنا أيضاً مثلك أقول هذا الكلام بلا خُبث؟
«يضحك مجدداً».. لا أظن هذا.. فالحكومة لمدة خمسة أشهر ظلت ولادتها متعسرة لتصبح قاعدتها عريضة.. ورغم هذا فشلوا.. يعني إذا كان عنده رغبة يشرك الآخرين.. وتكون حكومة قومية ما المعارضة أصلاً قالت حكومة قومية انتقالية.. فلماذا رفض طرح المعارضة؟
.. «لا ينتظر مني اجابة على السؤال»..
والمعارضة قالت الليلة في البلد في واقع جديد بعد نهاية نيفاشا أو نهاية الشراكة أو بعد انفصال الجنوب.. في واقع جديد في البلد يتطلب منظومة سياسية جديدة.. القديم داك انتهى، ولا بد أن يلتقي كل الشعب بمختلف تكويناته وتنظيماته عشان يشوف نواصل كيف.. قلنا حكومة قومية انتقالية تتصدى للمشكلات الموجودة التي أصلاً تسبب فيها المؤتمر الوطني.. الحروب الدائرة في البلد.. والانهيار الاقتصادي و.. و..الخ.. والحكومة القومية تعد البلد لانتخابات حرة ونزيهة وشفافة.. عشان يتعمل دستور انتقالي.. يتعمل دستور ديمقراطي لدولة مدنية.. دول? المؤسسات بدلاً من الدولة الشمولية بتاعة المؤتمر الوطني.. لكن المؤتمر الوطني رفض هذا الطرح، وقال انه يريد تكوين حكومة ذات قاعدة عريضة.. وحسب كلامك وإنت قلت بدون خبث، ما المعارضة قالت كده، فإذا كان هو فعلاً يريد ذلك فلماذا لم يستجب لمطلب المعارضة؟
«مرة أخرى لا ينتظر اجابة على السؤال»..
والحكومة الجديدة دي اضافت للأزمة ولم تحلها.. يعني هي نفسها أزمة جديدة تضاف لأزمات البلد..
٭ هل يعني هذا أنكم في تحالف المعارضة مازلتم مصرين على إطاحة الحكومة؟
«يرد بسرعة» نحن بوصفنا حزباً مستقلاً وجزءاً من تحالف المعارضة، قلنا إذا لم يستجب المؤتمر الوطني للمؤتمر الجامع الشامل وللحكومة القومية الانتقالية وللبرنامج الوطني لحل المشكلة الموجودة، يصبح مافي حل إلا إطاحة النظام.. هذا الطرح مازال قائماً.. إن هذا النظام متعنت ومتسلط.. وشمولي وراكب رأسه.. وما داير يستجيب لمطالب المعارضة.. وبالتالي لا بد يتغير.. هذا هو طرحنا.
٭ إذن أنتم مع تغيير النظام وليس إصلاحه؟
نحن طرحنا إصلاحه ورفض.. وأعتقد أن النظام بطبيعته عصي على الإصلاح.. يعني يمكن الاتحادي الديمقراطي الجزء البسيط الذي شارك منه «إتخم» ساكت وما حيقدر يعمل أي حاجة.. والمعتقلون السياسيون بالمئات.. فك منهم واحد؟!! ما فك زول.. الحروب الدائرة وقفها؟!! أبداً.. الضائقة المعيشية خففها؟!!.. أبداً ما خففها.. فهذا النظام عصي على الإصلاح ورافض لأي اصلاح.. إذاً أنت إتحالفت معاهم.. يختك في الجيب يا تحت «الأباط» وسياساته هي البتمشي.. عشان كده الناس طارحين تغييره..
٭ وهل تملكون قدرة على تغيير النظام.. أخشى أن يكون الأمر مجرد كلمات وهتافات للاستهلاك السياسي؟
«يرد بسرعة».. المعارضة تطرح الشيء الذي تراه صحيحاً.. وتشتعل من أجل تنفيذه.. بعد شهر.. بعد شهرين.. بعد سنة.. ما مهم.. لكن الشيء الصاح بطروحه.. لكن النظام عصي على الإصلاح.. ولا بد من تغييره.. الأحزاب عندها أطروحاتها ودعواتها النضالية، وجرائدها وندواتها تشتغل عشان الناس يقتنعوا بتغييره.. والأحزاب ما حتغير النظام.. الشعب هو الذي يغير النظام ده.
٭ يبدو الأمر وكأنك تتوقع ثورة شبيهة بالثورات التي حصلت في بعض الدول العربية واقتلعت أنظمة الحكم في تلك الدول؟
أثر الثورات العربية أو الربيع العربي قائم في السودان.. الليلة كان مسكتِ أي جريدة تلقى المجتمع السوداني يمور ويغلي بتحركات احتجاجية كثيرة جداً في كل اجزائه.. المزارعون.. المناصير.. في الجزيرة في الغرب.. في الشرق.. في أي حتة.. هذه التحركات تدريجياً حتتطور وتنمو وتتحول لشيء نوعي يطيح النظام.
٭ القوى السياسية المعارضة هل هي موحدة في مواقفها تجاه النظام وضرورة تغييره تماماً؟
هذا النظام من شدة تعنته «وركوب رأسه» واصراره على الشمولية ونهج الفساد، ما خلى جزءاً من شعب السودان أو أي تكوين من تكويناته غير معارض.. الناس كلهم معارضون.. لكن ما بالضرورة الناس رؤاهم تتطابق.. يعني في التحالف الوطني المعارض ده أحزاب عندها اختلافات لكن هي متفقة في برنامج حد أدنى سمته الأجندة الوطنية.. والأجندة الوطنية هذه يندرج تحتها إيقاف الحروب الدائرة في البلد.. في جنوب كردفان ودارفور والنيل الأزرق وأبيي، والتصدي للكوارث الانسانية التي تسببت فيها هذه الحروب.. والعلاقات الإخوية الحميمة مع دولة الجنوب، ?مواجهة الضائقة المعيشية و.. والخ. والناس متفقة على هذا البرنامج الوطني.. وهناك آخرون، لأن رؤى الناس تختلف، لا يريدون النضال السياسي الجماهيري ويرغبون في تغيير النظام بقوة السلاح والعنف، مثل الجبهة الثورية التي تكونت حديثاً أو تحالف كاودا، فالمعارضة واسعة جداً، لكن التحالف الوطني المعارض يطرح النضال السياسي الجماهيري لتغيير النظام وصولاً للانتفاضة الشعبية.
٭ حسناً.. مازالت معركة الدستور الذي يحكم البلاد محتدمة ما بين داعين لتحكيم الشريعة الإسلامية ودعاة الدستور المدني الذي يراعي حقوق الأقليات الذي ترفضه بعض الجهات باعتباره دعوة لدستور علماني يحكم البلاد.. كيف تنظرون للأمر؟!
في ظل هذا النظام الشمولي لن نصل الى دستور ديمقراطي، لأن النظام يقول لك هذا مجلس الشعب يعمل دستوراً وهم يعملوا دستوراً.. وزي ما قال عمر البشير في القضارف دستور إسلامي لأنه البلد بقى ما فيها تعدد وتنوع، وبالتالي أصبح المجال مفتوحاً للشريعة الإسلامية، والشريعة الإسلامية في نظره هي القتل والصلب والجلد، ده حديث «مُذاع ومتلفز» قاله في القضارف.. وهذا فتح طريقاً لدعاة الهوس الديني عشان يطرحوا الكلام الأنتِ قلتيه بشأن الدستور الإسلامي.. ونحن نرى أن دستور البلد يكون ديمقراطياً.. دستور دولة المواطنة والمؤسسات دولة?القانون ودولة الحريات وحقوق الإنسان، ونرى أنه لا بد أن تُراعى في وضعه حاجات كثيرة جداً، أولاً واقع التعدد والتنوع الموجود في السودان الذي مازال قائماً بعد انفصال الجنوب.. تعدد ديني وعرقي وثقافي، ولا بد أن نضع اعتباراً للتجارب التي مرَّ بها شعب السودان.
٭ هل تقصد التجارب الدستورية السابقة؟
نعم.. يعني نحن لن نستند للتجارب دستورية أو كتب الفقه الدستوري في الهند أو انجلترا أو في أي مكان.. يمكن نجدها مفيدة، لكن لازم في الأول ننظر الى تجاربنا، واذا كان الشاعر العربي المعروف المتنبي يقول:
السيف أصدق إنباءً من الكتب
في حده الحد بين الجد واللعب
فنحن نقول إن التجربة مثل السيف عند المتنبي، فهي الصادقة جداً، ويجب أن يبني الناس عليها فهي أصدق إنباءً من الكتب.
«يسكت قليلاً»
وعندنا في السودان مثلاً تجربة حل الحزب الشيوعي لأسباب كانت من منطلقات دينية.. وعندنا دولة قوانين سبتمبر 83م النميري.. وعندنا الدولة الدينية الظلامية «الإنقاذ بعد 89م».. والمفارقات التي حدثت في البلد نتيجة لهذه التجارب.. أول شيء القضاء السوداني أصدر قراراً ببطلان قرار حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان.. هذه سابقة قضائية موجودة في البلد، فلا بد أن نستفيد من هذه التجربة، والشعب السوداني أطاح في ثورة شعبية إمام قوانين سبتمبر.. فهذه تجربة وسابقة لا بد نضعها في الاعتبار.. والدولة الدينية الظلامية بعد الانق?ذ اتضح خطأها وبدأت تتفكك.. وفشل التوجه الاحادي بتاعها.. فلا بد أن نضع هذا في الاعتبار أيضاً.. كذلك لا بد أن نضع ثورات الربيع العربي باعتبارها مرجعية.. والربيع العربي أصبح حاضراً في الساحة السياسية بقوة وبالنسبة للدستور فالربيع العربي وضع مبادئ منها حرية الاحتجاجات والدولة المدنية والديمقراطية وقضايا الرئاسة مدى الحياة ما موجودة.. وتوريث الأبناء أو فتح المجال اقتصادياً للإخوان اخوان الرئيس.. وبالطريقة دي الدستور الذي نريده سيكون دستوراً يتواءم مع واقع التسامح الموجود في السودان المستند إلى واقع التعدد والتن?ع.. فهذه موجهات عامة لكن الناس لا بد أن تراعيها.
٭ طيب ماذا سيحدث لو فاز من وصفتهم بدعاة الهوس الديني؟
«أنا ما عارف والله».. قلت لك دايرين تغيير النظام ده عشان نعمل دستور ديمقراطي.. وإذا فرض علينا دستور إسلامي بالقوة سوف نسعى لتغييره..
٭ أستاذ.. ما هي مشكلتكم مع تطبيق الشريعة الإسلامية، فدعاة تطبيق الشريعة يتحدثون عن أن حقوق الأقليات ستراعى ولن يضاروا؟
قلت لك إن واقعنا متعدد ومتنوع.. وفي موضوع الدستور وقضايا الفكر والتنوع لا توجد أقلية وأغلبية.. كلو عنده دين وكلو عنده رأي.. والأغلبية والأقلية هذا معيار سياسي في التوجه الحضاري في الدستور، لكن مافي حاجة اسمها أقلية أو أغلبية، يعني ما مكن تجي تقول لي حا أضمن ليك حقوقك.. أنا أيه البخليني اقتنع بالكلام ده وأصدقك؟! زي ما موجود عندي حق زيَّ ذيك.. الشيء السليم أن يتواضع الناس على دستور يراعي واقع التعدد ويراعي دولة المواطنة المدنية للناس كلهم بغض النظر عن العرق أو اللون.
٭ طيب إذا كانت الشريعة الإسلامية واحدة من مصادر التشريع في هذا الدستور.. هل ستوافقون؟
الصيغة بتاعة دستور السودان المؤقت لعام 1965م الديباجة بتاعته أن يراعي الدستور في التشريع الأديان السماوية وكريم المعتقدات ما عندنا اعتراض عليها وهذا واقع بلدنا.. في مسلمين وفي مسيحيين عشان كده لازم الدستور يقول نراعي مش يضع نصوص بتاعة شريعة إسلامية.. لكني يراعي في مبادئ الدستور ما طرحته الأديان السماوية وكريم المعتقدات.. حتى الأديان غير السماوية الموجودة في مناطق جبال النوبة والأنقسنا وغيرها.
٭ حسناً.. قلت في بداية هذا الحوار إن الحزب يسعى لعقد مؤتمر عام في ولاية الخرطوم.. ما هي تفاصيل هذا المؤتمر؟
نعم.. قلت الحزب في كل السودان عنده قضايا شغال فيها.. في الخرطوم من ضمن القضايا الشغالين فيها التحضير لمؤتمر الحزب في العاصمة.. وحتى ينعقد هذا المؤتمر تنظيمات الحزب في المدن والاحياء والقطاعات المختلفة عقدت مؤتمراتها.. استعداداً للمؤتمر العام في المديرية.
٭ هل تنوون عقده بصورة علنية أم «تحت الأرض».. مثله مثل كثير من مؤتمرات الحزب؟
التحضير لهذا المؤتمر يجري بصورة علنية.. ومعظم المؤتمرات التي انعقدت عقدت في دور الحزب في المدن المختلفة بالعاصمة.. يعني المؤتمر ليس مؤتمراً سرياً.. وهو ضرورة سياسية وتنظيمية للحزب ليأخذ قوته بالكامل.. ومؤتمر الحزب معروف يناقش شنو.. يناقش القضايا المختلفة التي تواجه الناس.
٭ كثير من الناس يعتبرون أن المؤتمر العام الأخير للحزب لم يحل مشكلات الشيوعيين وعقد الأزمة بدلاً من أن يحلها؟
أولاً النظام الشمولي الموجود حارب كل الأحزاب.. والشمولية ما دايره درس عصر عشان تعرفها.. تحارب الشعب وتنظيمات الشعب والأحزاب.. وأول قانون أعلنه عمر البشير كان حل الأحزاب والنقابات وكل تنظيمات الشعب السوداني.. حتى يفتح الطريق للرأسمالية الطفيلية الإسلامية ودولة الشمولية والدولة الظلامية.. وحاربوا الناس في كل شيء.. سياسياً واقتصادياً.. وصادروا أموالهم وممتلكاتهم واعتقلوهم.. وهذا أضعف الحزب الشيوعي وأضعف كل الأحزاب.. لكن الحزب بعد ما جاءت الحريات بدأ في الشغل زي ما قلت ليك، فأصدر جريدة الميدان، وعقد الندوات?في كل السودان، وبدأ عمله ينتظم.. لكن ما بالضرورة سنة سنتين يأخذ قوته بالكامل.. لكنه يسير في طريق أن يأخذ قوته بالكامل.
٭ شكراً يا أستاذ يوسف حسين
شكراً لك يا أستاذة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.