اتهم مسؤول كبير سابق في الأممالمتحدة الحكومة السودانية بشن حملة إبادة جماعية ضد سكان القرى من غير العرب في ولاية جنوب كردفان، بينما نفت الخرطوم ذلك جملة وتفصيلا. وقال موكيش كابيلا -الذي كان من أوائل مسؤولي الأممالمتحدة الذين دقوا ناقوس الخطر حول دارفور في العام 2004 ويعمل حاليا ناشطا في مجال حقوق الإنسان- إن لديه دليلا على أن الحكومة السودانية ترتكب جرائم ضد الإنسانية في جنوب كردفان الواقعة في منطقة جبال النوبة. وأضاف لرويترز أنه شاهد طائرات للحكومة السودانية وهي تستهدف سكان قرى المنطقة من غير العرب وحرق المحاصيل الزراعية لإجبارهم على ترك أراضيهم، وذلك أثناء زيارته لجنوب كردفان في الفترة من 28 فبراير/شباط الماضي إلى 2 مارس/آذار الجاري. وقال "كان لدي إحساس عميق عندما زرت المنطقة كما لو أنني كنت في دارفور عام 2004 عندما كنت الممثل المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة هناك". وأضاف "بسبب اتباع الحكومة السودانية سياسة الأرض المحروقة يمضي السكان أغلب وقتهم في كهوف ولا يجرؤون على الخروج إلى المزارع". وقال "إن دارفور شهدت أول إبادة جماعية في القرن الحادي والعشرين، وما يحدث الآن في منطقة جبال النوبة قد تكون الإبادة الجماعية الثانية في هذا القرن". عبد العاطي نفى اتهامات كابيلا (الجزيرة-أرشيف) نفي سوداني من جهتها نفت الحكومة السودانية قصف المدنيين ومحاولة طرد أي مجموعة عرقية من المنطقة أو تسليح أي مليشيا لتخوض معركة نيابة عنها أو ممارسة تمييز بين السكان في جنوب كردفان. وقال المتحدث باسم وزارة الإعلام السودانية ربيع عبد العاطي لرويترز إن "ما يجري الآن في ولاية جنوب كردفان هو في الواقع نزاع بين القوات الحكومية وقوات تدعمها حكومة الجنوب"، في إشارة إلى دولة جنوب السودان التي استقلت في يوليو/تموز الماضي. وأضاف أنه ليس من سياسة الحكومة دعم أو تشجيع أي مليشيا أو تمييز، وشدد على أن المبدأ الذي تعتمده هو الحفاظ على وحدة الشعب في جميع أنحاء السودان. ورفض السودان مرارا الاتهامات بأنه يمارس إبادة جماعية في إقليم دارفور.