حذر أعلى مسؤول سابق في الأممالمتحدة عن الشؤون الإنسانية في السودان موكيش كابيللا من ان جيش الخرطوم ينفذ حاليا جرائم ضد الانسانية في جبال النوبة إثر زيارته للمنطقة. وقال كابيللا إن الجرائم الحالية التي يرتكبها النظام في جبال النوبة هي الأفعال التي تذكره بما جرى في دارفور عندما كان يعمل هناك مابين العام 2003-2004. وقال موكيش كابيللا بعد زيارة قام بها الى اقليم جبال النوبة انه رأى الطائرات العسكرية التابعة للحكومة السودانية تضرب القرويين وتدمر المخزون الغذائي وقال “حرفيا هم يتبعون سياسة الأرض المحروقة". واشار كابيلا الى أن الهجمات التى شاهدها بعينه في جبال النوبة تذكره بما جرى في دارفور عندما كانت الحكومة تستهدف القبائل الافريقية. وعمل كابيلا كمسؤول للشؤون الانسانية في دارفور. وناشد حكومات العالم للتحرك ومنع انزلاق الوضع في جبال النوبة الى ما صار عليه الحال في دارفور وقال (عندما كنا هناك سمعنا صوت طائرة من طراز انتونوف تحلق فوقنا)، وواصل قائلا (بدأ النساء والأطفال على التوالي بالجري والدخول في كهوف الجبال، صعدنا بعدها تلة صغيرة، ورأينا القرية محترقة. وعند مغادرتنا الحدود وجدنا قرية اخرى على الطريق محترقة تماما). ولفت كابيللا الى ان اقليم جبال النوبة في طريقة لمواجهة مجاعة بسبب عدم قدرة سكان المنطقة للعمل في الحقول خشية تعرضهم لهجمات من قوات الحكومة وطيرانها. وترفض حكومة السودان السماح لوكالات الاممالمتحدة لادخال المساعدات الى السكان في المنطقة وقال ان المجاعة في المنطقة ستصل ذروتها ما بين شهرى مايو واكتوبر من هذا العام. وأوضح موكيش كابيلا (نظرا لسياسة الأرض المحروقة التى تتبعها الخرطوم ، فان المزارعين أصبحوا غير قادرين على الذهاب لحقول الزراعة، وهم ينفقون غالب طاقتهم وجهدهم في محاولة لإخفاء انفسهم من الهجمات ، وغالب ساعات اليوم يقضونها في الكهوف،" وأضاف: “نحن الان على اول طريق مجاعة كبيرة). وكان موكيش ارسل في وقت سابق من هذا الشهر خطابا مفتوحا للرئيس باراك اوباما شارك معه فيه صموئيل توتين احد العلماء الابادة الجماعية في جامعه اركنساس واشارا من خلاله الى ان (الحكومة السودانية تعلن انها تستهدف الجيش الشعبي ولكن الأدلة الفوتغرافية تقول إنهم يهاجمون الناس عبر التفجيرات بشكل عشوائي ) واضافا مخاطبين أوباما (نحن نتوسل لادارتك للضغط على الاممالمتحدة لان تفتح ممرا انسانيا من اجل تقديم المساعدات الانسانية للموجودين داخل جبال النوبة الى الان ) . وكانت الولاياتالمتحدة حذرت في وقت سابق من أن تردي الأوضاع الإنسانية في ولايتي جبال النوبة والنيل الأزرق ذلك قد يؤدي بهم في النهاية إلى إدخال الغذاء عبر الحدود الجنوبية بدون موافقة الخرطوم. ومن جهته طالب مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان بلندن العاصمة البريطانية الناشطين لزيارة اللاجئين ودعا لتظاهرة أمام البرلمان البريطاني. وقال كمال كمبال مسؤول مكتب الحركة الشعبية في بريطانيا انهم يعملون ليل نهار من اجل ايصال صوت الضحايا في جبال النوبة والنيل الازرق عبر تنظيم رحلات لدوائر صنع القرار والناشطين من المجتمع الدولي لمعسكرات اللاجئين من جبال النوبة وقال ( انا واعضاء المكتب في لندن ندعو جميع الناشطين والمهتمين بالازمة الانسانية في جبال النوبة والانقسنا لزيارة اللاجئين والنازحين من جبال النوبة للوقوف على الحقيقة بانفسهم وسنوفر لهم كل السبل لانجاز عملهم ). وشدد كمبال على ان الوضع الانساني في جبال النوبة صار لا يحتمل وانهم يدرسون مع المجتمع الدولي الطريقة الناجعة التى ستقود لإنهاء هذة الازمة بما في ذلك الدعوة الى حظر الطيران فوق جبال النوبة او وصول المجتمع الدولي لقرار صارم بايصال المساعدات الانسانية للمحتاجين دون اعتبار لموافقة الحكومة السودانية في الخرطوم . يشار الى ان مكتب الحركة الشعبية في بريطانيا سيشارك السيد موكيش كابيلا والصحفيين الذين سافروا معه واعضاء وفده من الناشطين في التظاهرة التى سيقيمونها داخل البرلمان البريطاني لاسماع صوت الضحايا لصناع القرار في اليومين القادمين .