بالسوق الشعبي امدرمان ، تتحرك بعض فتيات يحملن على اكتافهن صينية تحتوي على ( الفول ، التسالي ، الحلوى ، الترمس والكبكبي ) ، ويلاحظ وجودهن في السوق فترة الظهيرة ، من اجل بيع وتوزيع البضاعة الى الزبائن ولكل واحدة منهن زبائن معروفين ،ويبدو ان الامر عادي، فهذه تجارة معروفة وتمارس في كل الاسواق والمناطق المزدحمة بالمؤسسات والشركات ،وجميعنا يقبل على الشراء منهن . بالامس قمت بزيارة الى ذلك السوق بغرض اجراء تحقيق صحافي حول بيئته ، وقفت امام احد بائعي الخضار وكان بقربي احد الصبية الذين يعملون في (الدرداقات ) وقبل ان اوجه سؤالي ، حضرت فتاة ذات قامة طويلة تحمل على رأسها صينية مليئة بأنواع المحتويات المذكورة آنفا ، فانزلت لبائع الخضار (كيس ترمس ) سعره في العادة جنيه ، ولكن المشتري اعطاها عشرة جنيهات اخذتها وذهبت ، دون ان تعيد له الباقي ، بدوري نبهت بائع الخضار، لكنه اجابني بالقول ( ما مشكلة ) ، إلا ان عامل الدرداقة الذي يبلغ من العمر (15) عاما ، همس لي موضحا سر عدم ارجاع الباقي ، وهو ان عبوات (الترمس والكبكبي ) يوجد بداخلها اكياس صغيرة جدا تحتوي على ( بنقو ) سعره (عشرة جنيهات ) ، وان اغلب الفتيات اللاتي يعملن في بيع الترمس والكبكبي والتسالي ،يعملن على توصيل البنقو الى الزبائن بالسوق الشعبي امدرمان ، والظاهر انها افضل وسيلة للترويج ، ولا يمكن اكتشافها من جانب الجهات المسؤولة . المسألة خطيرة جدا ، وعلى الجهات المختصة التحقق منها ومتابعتها بالوسائل والامكانيات المتاحة .