كشفت الحكومة عن فتح تحقيق عن عمليات تغيير تمت لقرار مجلس السلم الافريقي بسحب نص كامل من القرار خاص بقضية ابيي، وأكدت أن النص المسحوب في مصلحة السودان ويفتح الباب أمام ادخال تحسينات حول مقترح الوساطة الافريقية للحل النهائي ،في وقت نفى وزير الخارجية علي كرتي، تماما تقدمه باستقالته من منصبه على خلفية تصريحاته الاخيرة التي اثارت جدلا، والتي اشتكى فيها من تجاهل وزارته ،وربط كرتي اكتمال منظومة الامن بالتوافق بين كل الاجهزة سواء المعنية بالامن المباشر او الدفاع او باستخدام السياسة والعلاقات الخارجية في حفظ الامن بالبلاد . وعقد كرتى اجتماعا أمس، اتسم بالسخونة مع لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان ناقش البيان الاخير الذي اودعه منضدة البرلمان، وجدد الشكوى من عدم التنسيق بين اجهزة الدولة المختلفة . وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس، محمد الحسن الامين، للصحافيين عقب الاجتماع ان اللقاء تطرق باستفاضة لقضية ابيي ،واشار الي ان الوزير قدم تنويراً مقنعاً عن القرارات الاخيرة لمجلس السلم الافريقي بشأن قضية ابيي ،واضاف «مؤسف ان القرار خرج ضد مصلحة السودان «، وقال ان الوزير اشار للجهود التي بذلت ،مبيناً ان هناك اشكالا في الاجراءات واللوائح الخاصة بمجلس السلم الافريقي وفي الفهم للقضية ، واكد الحسن، ان عملية تغيير تمت للقرار بسحب نص ايجابي في مصلحة السودان من القرار، وان تحقيقا جاريا حاليا حول تلك القضية ، وذكر ان النص المسحوب لم يعتبر القرار نهائياً ويمنح الطرفين فرصة للدفع بالمقترحات المناسبة لتحسين المقترح الافريقي ،واضاف «كما ان النص ظهر في نسخ وسحب من الاخرى»،واستبعد الحسن اجراء اجتماع بين الخرطوم وجوبا بشأن ابيي ،وقال ان قرار المجلس الافريقي صدر واكد عدم وجود تصور لذلك، مشيراً الى ان السودان طلب مهلة الستة اسابيع لعرقلة الدفع بمقترح الوساطة لمجلس الامن حتى لايكون نافذا ،وقال نحن نحاول خلال المهلة ان نغير في القرار لانه لوذهب لمجلس الامن سيخضع للتنفيذ باعتباره قراراً صادرا من مؤسسة اقليمية، وهناك بند دولي يقر بإلزامية القرارات الصادرة من مجلس السلم الافريقي ، وقال إن الخارجية اكدت ان لها تحركا دبلوماسيا لشرح موقف السودان واقناع مجلس السلم الافريقي ،وذكر الحسن ان الوزير لم يتطرق لزيارة الرئيس عمر البشير لجوبا، واستبعد الحسن ان تتم الزيارة في الوقت الحالي لظروف الرئيس الصحية، واضاف الزيارة لم تأخذ طابع القرار وهي تخضع للمستجدات ولاشياء كثيرة ،وكشف عن دعوة دفع بها لاعضاء في الكونغرس الامريكي لزيارة البلاد ،ودافع عن وزير الخارجية وقال ان الحديث عن تقديم الوزير لاستقالته «مجرد كلام « وتساءل لماذا يقدمها؟ ،واضاف «لا اعتقد ان ماقاله يتطلب الاستقالة. نحن ناقشناه في اللجنة حول قضية التنسيق بين الوزارات « ،واعتبر الحسن تصريحات الوزير مجرد تنبيه للاجهزة المشرفة على الوزارات لتراعي التنسيق. « اكد الحسن، تفهم قرارات واشنطن بتجديد العقوبات على السودان واعتبرها روتينية ملزمة لامريكا ،وقال ان الوقت الذي تم فيه تجديد العقوبات لم يكن هناك طريقة لسحبها لان ذلك يتطلب اجراءات طويلة يصعب تنفيذها في ذلك الوقت، لاسيما وان الرئيس الامريكي مقبل على الانتخابات. الي ذلك، قال وزير الخارجية، علي كرتي، في تصريحات ان رؤية الخارجية هي ايجاد مزيد من التنسيق بين جميع الاجهزة للمساعدة في مواجهة التحديات الخارجية و في ايجاد سياسية دفاعية جيدة فيها واجبات لكل للاجهزة المعنية بالدفاع المباشر والاخرى السياسية.
