سهرات رأس السنة فى بيروت قبل عاصى الحلانى وهيفا وهبى كانت شيئاً، بعد حفلتهما هذا العام صارت شيئاً آخر، وتنظيم سهرات رأس السنة فى بيروت قبل شركتى "آى جروب و"أم آر سفن" كانت شيئاً، وبعدهما صارت شيئاً آخر تماماً. فقد شهدت بيروت حفلة تاريخية دون مبالغة فى إحدى أكبر صالات البيال بل أكبر صالة فى لبنان، وقد كان الفارس العربى عاصى الحلانى والنجمة الكبيرة هيفا وهبى بطلا هذه السهرة التاريخية، أما الذى يدعو لمثل هذا التوصيف فهو الإقبال الكبير وغير المسبوق، والتنظيم الدقيق وغير المسبوق فى مثل هذه الاحتفالات الكبيرة والضخمة. لأول مرة يشهد حفل ليلة رأس السنة إقبالاً وصل إلى حوالى ألف وستمائة شخص، ولأول مرة يشهد مثل هذا الحفل الضخم تنظيماً دقيقاً وصل إلى حد المثالى، من حيث التنظيم أو من حيث الخدمة أو من حيث التجهيز المثالى للصالة الضخمة، فقد تم إعداد مسرح الحفل على يد كبار المصممين والمهندسين مع شاشة "ليد" عملاقة وصلت مساحتها إلى 150 متراً، مع إضاءة و"ساوند سيستم" على المستوى العالمى الذى يتم به تجهيز المهرجانات العالمية، ناهيك عن الإعلان المصوّر للتلفزيونات، والتى تمّ تصويرها خصيصاً للحفل بديكورات خاصة ومؤثرات مميّزة. الفنانة هيفاء وهبى قدّمت استعراضاً عالمياً مع مجموعة من الراقصين الفرنسيين، الذين أحضرتهم قبل أسبوعين من الحفل مع مهندس خاص للإضاءة والصوت. وقدّمت هيفا وهبى عرضاً غنائياً راقصاً لم يسبق له مثيل، ولم تقدّمه فنانة استعراضية من قبل. الفارس عاصى الحلانى بدوره أحضر معه فرقة فولكلورية يزيد عدد أعضائها عن العشرين تناوبوا على تقديم الرقصات الفولكلورية والدبكات المتنوّعة على الأغانى التى قدّمها بمختلف اللهجات والألوان الموسيقية، وقدّم عاصى اللبنانى والعراقى والبدوى والبوب ومختلف ألوان الغناء الذى يحتويه أرشيفه الكبير من الأغانى المتنوّعة. كما منح الفائز بلقب "ذا فويس" المغربى مراد البوريكى واللبنانى ميرو أحد أعضاء فريقه فى البرنامج الشهير فرصة تقديم أغانيهم فى الحفل، وقد حققا حضوراً ملفتاً. أما تفاعل الجمهور الحاضر سواء مع هيفا أو مع عاصى فلا يمكن وصفه مهما دبّجنا من الكلمات والوصف. فقد أصابت الحضور حالة تفاعل هستيرية جعلت الأغلبية الساحقة منهم تقف ولا تجلس طوال وجود الفنانين على المسرح. وقد تناقلت المواقع المحطات التلفزيونية والإلكترونية مشاهد مصوّرة بالفيديو من الحفل تشهد على أن المشاهدة ليست كالوصف بالكلمات. وقدّمت عازفة الكمان اللبنانية ديفانيسا، وصلة عزف أمتع الحضور بالموسيقى، كما بحضورها المسرحى الملفت. لقد حقق كل من عاصى الحلانى وهيفاء وهبى حفلاً غير مألوف فى مثل هذه المناسبات. ويبدو أن العام لم ينتهِ دون المزيد من المفاجآت والنجاحات لعاصى كما لهيفا. فقد تلقيا قبل يومين خبر حصول عاصى على لقب أفضل مطرب عربى فى استفتاء مجلة "زهرة الخليج" للعام 2102، كما فازت هيفاء وهبى بلقب الفنانة الأكثر إثارة فى الاستفتاء نفسه. وبهذا يكون العام قد ذهب تاركاً لفارس الغناء العربى عاصى الحلانى كما للنجمة هيفاء وهبى أحلى نجاحات وأفضل النتائج الفنية. وتكون شركتا "آى جروب" و"أم آر سفن" قد حققتا فوزاً كبيراً بالتنظيم والدقة فى التنفيذ والكثير من السخاء على ما ينتجانه من أعمال فنّية.
