أيهما تُفَضَّل، الأمن أم الحرية؟؟    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    بولس : توافق سعودي أمريكي للعمل علي إنهاء الحرب في السودان    إجتماع بسفارة السودان بالمغرب لدعم المنتخب الوطني في بطولة الأمم الإفريقية    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    شاهد بالصورة.. الطالب "ساتي" يعتذر ويُقبل رأس معلمه ويكسب تعاطف الآلاف    شاهد بالفيديو.. الفنانة ميادة قمر الدين تعبر عن إعجابها بعريس رقص في حفل أحيته على طريقة "العرضة": (العريس الفرفوش سمح.. العرضة سمحة وعواليق نخليها والرجفة نخليها)    شاهد بالفيديو.. أسرة الطالب الذي رقص أمام معلمه تقدم إعتذار رسمي للشعب السوداني: (مراهق ولم نقصر في واجبنا تجاهه وما قام به ساتي غير مرضي)    بالصورة.. مدير أعمال الفنانة إيمان الشريف يرد على أخبار خلافه مع المطربة وإنفصاله عنها    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    بعثه الأهلي شندي تغادر إلى مدينة دنقلا    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    الخارجية ترحب بالبيان الصحفي لجامعة الدول العربية    الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية    نادي القوز ابوحمد يعلن الانسحاب ويُشكّل لجنة قانونية لاسترداد الحقوق    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تم تدريبهم عسكرياً في إسرائيل .. سودانيون في (الموساد) .. حرب الجواسيس!
نشر في النيلين يوم 02 - 03 - 2013

لهذه الأسباب (....) تم تجنيد السودانيين في المخابرات الاسرائيلية
(الاغتيالات والإشاعات وتسخين المشهد السياسي) أقوى أسلحة الغواصات
تقرير: القسم السياسي
أثار وجود مئات اللاجئين الأفارقة بإسرائيل غضب العديد من مواطنيها بعد اشتباكات بين الطرفين، لذلك سارعت تل أبيب في التخلص من هؤلاء اللاجئين وعلى رأسهم السودانيون عبر عدة مسارات أولها كان عبر تصريف مواطني دولة جنوب السودان بدفع امتيازات مالية لهم وترحيلهم لدولتهم الجديدة بعد اتفاق مع جوبا، ثانيها كان إقامتها لأكبر مركز اعتقال في العالم لتوقيف الآلاف من طالبي اللجوء الرافضين لمغادرة أراضيها.
وأمام هذا الحصار لم يجد اللاجئون لإسرائيل بُداً من مغادرتها لينجح بذلك المخطط الإسرائيلي، لذلك تسربت أنباء في وقت سابق عن عودة العشرات منهم عبر بوابة جوبا وغيرها من العواصم والمطارات المجاورة، حتى تحفزت السلطات الأمنية لأقصى حد، بعد وصولها معلومات عن وجود بعض من جندتهم أجهزة المخابرات الإسرائيلية فى صفوف القادمين إليها.
آخر المشاهد
لم يتوقف ذلك التدافع فقد بل كشفت وسائل الأنباء عن أن إسرائيل قامت بترحيل ما يقارب الألف مهاجر إلى السودان بشكل سري خلال الشهرين الماضيين وعن طريق دولة ثالثة، وبما يتناقض مع القانون الدولي, وفقاً لما نشره موقع صحيفة (هأرتس) أن عمليات ترحيل المهاجرين السودانيين جرت بشكل سري وبعيدٍ عن الأمم المتحدة، وكانت عمليات الترحيل تجري عن طريق دولة ثالثة حافظت إسرائيل على بقاء اسمها سراً خوفاًَ من ردود فعل سودانية ضدها.
وأشارت ذات المصادر إلى أن كافة المهاجرين الذين تم ترحيلهم خلال الشهرين الماضيين كانوا في السجن ووافقوا على ترك إسرائيل بمحض إرادتهم وفقاً لدائرة الهجرة التابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية.
وقد أقدمت إسرائيل على عمليات الترحيل السرية وبعيداً عن الأمم المتحدة لمعرفتها المسبقة بعدم قانونية ترحيل هؤلاء المهاجرين، خاصة أن دولة السودان تمنع مواطنيها من دخول إسرائيل، وهذا موضح في جواز السفر السوداني والمكتوب فيه "يسمح للسفر لكافة دول العالم ما عدا إسرائيل".
مخططات أمنية
وفى ذات الوقت أعلنت وزارة الداخلية السودانية أنها شرعت في فتح تحقيق رسمي حول وصول سودانيين للبلاد قادمين من إسرائيل أمس الأول، وقال وزير الدولة بالداخلية بابكر دقنة إن الوزارة شرعت في التحقيق حول وصول السودانيين دون إجراءات وتنسيق مسبق مع الأمم المتحدة، وأكد أن الجهات المختصة باشرت تحريات مع العائدين لمعرفة دواعي وصولهم دون إخطار الأمم المتحدة.
من جانبه يستبعد المحلل السياسي د. حسن الساعوري أي تأثير في العلاقات بين السودان والدولة التي عبروا منها، وقال فى حديثه ل(السوداني) إن هؤلاء العائدين موزعون لثلاثة أهداف هي أن يتحولوا لقيادات داخل الأحزاب والحركات المسلحة لتسخين المشهد السوداني في ظل العملية السياسية المعقدة الآن، أو أن يكونوا خلايا مسلحة. أما الخيار الثالث للساعوري فهو أن يكون جزء منهم قد تم تجنيده لصالح المخابرات الإسرائيلية والخشية أن يكونوا قد تلقوا تدريبات من قبل الشركات الأمنية العالمية لتنفيذ بعض الاغتيالات وأن يتحولوا لعملاء مخابرات إسرائيلية داخل السودان ويتنقلوا بجوازاتهم السودانية للعمل لصالح إسرائيل خارج السودان وتحديداً الدول العربية.
وفي السياق كشفت مصادر أمنية مطلعة أن السلطات السودانية شرعت في حزمة من الإجراءات لجمع المعلومات حول الذين أعادتهم إسرائيل للسودان لمعرفة هويتهم، فيما لم تستبعد ذات المصادر ل(السوداني) أن يكون بين المطرودين من جندتهم إسرائيل لصالحها وأن السلطات تحقق عن الكيفية التى دخلوا بها إسرائيل. وأضافت ذات المصادر - بعد أن اشترطت حجب اسمها - أن المجموعات التي عادت للسودان من إسرائيل ليست مجموعات عادية وإنما تم تدريبها من قبل جهاز الموساد والجيش الإسرائيلي، ومن ثم تمت إعادتهم خلال هذا الوقت الذي يمر به السودان لتنفيذ أجندة معينة، خاصة وأن إسرائيل تجهز لذلك الأمر منذ فترة طويلة لتنفيذ استرتيجتها، وتوقعت ذات المصادر أن تكون مهمة أولئك الجواسيس أكبر مما يتصور الكثيرون، خاصة في أعقاب تدريبهم والذي لا يمكن حصره إلا في نطاق «التجسس، التخريب، إنشاء شبكات للتخابر، الفوضى، قناصة، فرق اغتيالات» وأهمها "التأثير على الرأي العام عبر الإشاعات".
وفى السياق يقول رئيس جهاز الأمن الخارجي السابق اللواء عثمان السيد إن أعداد اللاجئين الذين عادوا إلى السودان من إسرائيل أكبر من الأعداد التي صرحت بها القنوات الإسرائيلية وأنها مكلفة بالعديد من المهام الاستراتيجية في السودان خلال الفترة الحالية. ويضيف السيد في حديث سابق أن لإسرائيل جهاز مخابرات تمتد أنشطة عملياته حول العالم، وأن الذين تمت إعادتهم للسودان هم نسبة بسيطة من الموجودين أصلاًً بالسودان ويقومون بأعمالهم التجسسية والتخابرية ضد السودان والذين يتبوأون مناصب حساسة في البلاد، ويشير السفير السابق إلى أن تلك الأنشطة ليست حكراً على إسرائيل فقط بل تمتد حتى المخابرات الغربية والأمريكية، وينبه السيد إلى أن إسرائيل في الأساس دولة دينية عرقية لا تقبل السودانيين وحتى الأثيوبيين الموجودين لديها هم في الأساس يهود، لذلك طالب السيد الأجهزة الأمنية بالمزيد من الحذر إزاء أولئك العائدين من إسرائيل بأن تتم مراقبتهم وحصرهم لأنهم في الأصل مدربون على الاتصال بإسرائيل بكيفيات عدة خاصة مكتب المخابرات الإسرائيلي في جنوب السودان بجانب أذرع الموساد الموجودة في دارفور.
أرقام وإحصائيات
ثمة إحصاءات رسمية تؤكد أن هناك 20 ألف سوداني لجأوا إلى «إسرائيل» في السنوات الماضية، وأن 25% منهم من دارفور و15% من جبال النوبة و60% من جنوب السودان. وقد قوبلت عودة 700 من اللاجئين السودانيين بإسرائيل عبر الجنوب أخيراً بحذر بالغ وتوجس، وذلك خوفاً من عودتهم كجواسيس.
وكانت لجنة في الكنيست الإسرائيلي قد تبنت توصية بطرد اللاجئين السودانيين في إسرائيل الذين تسلل معظمهم عبر الأراضي المصرية، لكن برلمانيين إسرائيليين أبرزهم من المتشددين اليهود رفضوا الخطوة، باعتبار أن السودانيين الذين لجأوا إلى إسرائيل مضطهدون، كما حدث لليهود في بعض الدول في وقت سابق حسب اعتقادهم، بجانب أن مجموعات من السودانيين اندمجوا في المجتمع الإسرائيلي وتزوجوا وصار لهم أبناء لا ينطقون بغير العبرية.
وأفادت المعلومات بأن الحكومة الإسرائيلية شجعت السودانيين على العودة الطوعية إلى بلادهم، وطلبت من حكومة الجنوب دعم الخطوة واستقبالهم في جوبا، وببدء العمل في إنشاء هذا المعتقل فإن إسرائيل تكون قد بدأت فعلياً في التخلص من ظاهرة اللاجئين الأفارقة التي باتت تمثل مشكلة اجتماعية واقتصادية بعد تزايد أعدادهم. وقال المسؤول إنه نظراً لأن السودان من الناحية النظرية في حالة حرب مع إسرائيل، فإن المهاجرين يذهبون إلى بلد آخر يسافرون منه بشكل منفصل إلى وطنهم. وتباشر عملية سفرهم منظمة أجنبية غير حكومية، ويجري تنسيقها من خلال المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
ويرى الخبير الدبلوماسي السفير الرشيد أبو شامة، أن التنبؤ بشأن ما سيقوم به العائدون من إسرائيل يبدو في علم الغيب، غير أنه أكد أن كل الاحتمالات واردة، لجهة أن العائدين أتوا من دولة تعتبر السودان عدواً لها. ويضيف: "من الوارد أن تستعين إسرائيل بالعائدين في شكل جواسيس، خاصة في ظل وجود حركة عبدالواحد محمد نور بتل أبيب، عطفاً على انفصال الجنوب، وقيام دولة مستقلة من الممكن أن تُستغل من جانب إسرائيل لتفعيل عملها الاستخباراتي والجاسوسي، وإسرائيل تضع السودان كما أشرت في خانة العدو، وذلك لأن له مواقف قوية ومعلنة ضدها، وهي تسعى جاهدة لإضعافه بشتى السبل. وربما يدخل العائدون ضمن مخططاتها الرامية لإضعاف السودان الذي أعلن أخيراً أنه دولة إسلامية عربية، وهذا ما سيضاعف حجم التربص والترصد الإسرائيلي". وطالب السفير بإخضاع العائدين خاصة الى دارفور وجبال النوبة، لمراقبة دائمة ورصد كافة تحركاتهم لمعرفة حقيقة ما يقومون به من أنشطة، وقال إن أهداف اسرائيل معروفة، وهي إجبار السودان على التطبيع معها، ومن أجل تحقيق هذه الغاية تمارس ضغوطها بمختلف الطرق والوسائل.
وليس بعيدا عن هذا يقول المحلل السياسي د. ياسر أبو إن تسلل اللاجئين السودانيين لإسرائيل بدا بشكل واضح بعد أحداث ميدان علي محمود بالقاهرة، ويضيف أبو في حديثه ل(السوداني) أن إسرائيل قامت بإدخالهم لمعسكرات خارج المدن ثم تم استيعابهم كعمال بالمزارع والمصانع وبدأت تعطي بعضهم الإقامة خاصة أبناء دارفور حتى أن بعض الأفارقة الذين تسللوا كانوا يدعون أنهم دارفوريون ليحصلوا على الإقامة، ويزيد أيضاً أن بعض التقارير تشير الى أن أعدادهم تجاوزت ثلاثة آلاف.
ويمضي أبو في حديثه ويرى أن إسرائيل عمدت لاستيعاب لاجئي دارفور وإدخالهم للمجتمع الاسرائيلي من أجل إظهار تضامن إسرائيل مع قضية دارفور وادعاء أنها دولة ديمقراطية تستوعب المهاجرين واللاجئين من دول الجوار العربي ولا يستبعد أن يكون هؤلاء المهاجرون لإسرائيل أذرعاً للمخابرات الإسرائيلية واستخدامهم مخالب قط للنزاعات الدائرة فى دارفور وجبال النوبة من أجل زيادة أوار الصراع والحروب بتلك المناطق. ويزيد أبو أن الخطورة تكمن في أن إسرائيل دولة معادية للسودان ويمكن استخدام هؤلاء الناس فى قضايا تزيد من الصراعات وتحقق مصالح إسرائيل في نفس الوقت ويلفت إلى أن الزيارة التي سجلها سلفاكير مؤخراً لإسرائيل من ضمن القضايا التى ناقشها مع قادة إسرائيل هو كيفية عودة الجنوبيين وجعل دولة الجنوب متحكمة بالمتسللين الأفارقة بالتنسيق مع المخابرات الإسرائيلية في الهجرة والعودة.
خارطة التجنيد
منذ تدفق اللاجئين السودانيين لإسرائيل تحفزت الأجهزة الأمنية والدبلوماسية السودانية لما سيأتي، خاصة أنها كانت على يقين أنهم لن يمكثوا هناك طويلا ولكنهم فى المقابل لن يعودوا كما ذهبوا.
وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية الأسبق السفير علي الصادق، إن إسرائيل تعمل على تحقيق أهداف كثيرة من وراء تسلل بعض السودانيين إلى أراضيها، ومن أبرز تلك الأهداف خلق جواسيس ضد السودان لاستخدامهم في مرحلة من المراحل للعمل ضد بلادهم، حتى تتكسر الدولة على أيديهم.
وفي ذات الإطار تشير المصادر الأمنية المطلعة التي تحدثت ل(السوداني) – وفضلت حجب اسمها- إلى أن العديد من المجموعات التي عادت خلال السنوات الماضية من إسرائيل قامت بتسليم أنفسها لجهاز الأمن والمخابرات من ضمنها مجموعة تصحيح المسار التي اعترفت بأنها قامت بتزوير شهادات زور في المحكمة الجنائية وأبانت أنها تلقت تدريبًا في إسرائيل على أيادي ضباط الموساد للعمل ضد الخرطوم، هذا بجانب أن العديد من أفراد المنظمات العاملين بإقليم دارفور والذين يدخلون السودان بجوازات سفر مزورة وهم يتبعون للاستخبارات الإسرائيلية أعدادهم لا حصر لها, ويشدد خبراء أمنيون على ضرورة كشف تلك الشبكات خلال الفترة المقبلة بتكثيف كافة الجهود عبر المطارات والمراجعات الشاملة للجان الأمنية، خاصة وأن عدد عملاء إسرائيل بالسودان بحسب السفير السيد غير مرئي وغير مسموع وهم الخطر الحقيقي الذي يجابه البلاد.
وفى ذات الوقت تعتبر مذكرات أحد العائدين من إسرائيل ويدعى مهدي عبدالباسط هي الأشهر كمذكرات تصف عمليات تجنيد السودانيين في إسرائيل، فقد كشف عبدالباسط أحد العائدين من هناك أن السلطات المصرية كانت عاجزة عن وقف هجرة السودانيين إلى إسرائيل بدعوى أن البدو سكان سيناء هم الآمر والناهي في منطقة الحدود بين مصر وإسرائيل، وتهريب السودانيين لإسرائيل يشكل بالنسبة لهم مصدر دخل لا يستهان به. ولكن الحقيقة أن السلطات المصرية تشجع السودانيين على الانتقال إلى إسرائيل لتخفيف عدد السودانيين الموجودين في مصر، الذين يشكلون عبئاً على الاقتصاد المصري.
ويضيف عبدالباسط أن بإسرائيل بعض الجمعيات الخيرية التي تعالج المهاجرين السودانيين وترتب لهم السكن والعلاج الصحي والعمل، خاصة في الفنادق الفاخرة في مدينة إيلات الجنوبية وهذا ما ينشر في الإعلام الإسرائيلي. ولكن حقيقة ذلك تغيب عن الأنظار لأن إسرائيل تقوم في الفترة الأخيرة بتجنيد سري للكثير من السودانيين للخدمة في أربع من أجهزة الأمن الإسرائيلية، مستغلة كراهيتهم للعرب الذين عاملوهم بصورة لا تتلاءم ومعاملة البشر من ناحية وحاجتهم إلى كسب العيش من ناحية أخرى. وقال السلطات المصرية الرسمية على علم بتجنيد السودانيين لخدمة أجهزة الأمن الإسرائيلية، وهناك دلائل على أن أجهزة الأمن المصرية تقوم فعلاً بتسهيل نقلهم إلى منطقة الحدود مع إسرائيل بعد أن وقع الوزير عمر سليمان (مذكرة تفاهم) مع حكومة تل أبيب تؤكد أن الدولة العبرية سوف لن تستخدم السودانيين في أي عمل ضد مصر. وبموجب هذه المذكرة تعهدت مصر بتسهيل انتقال ما لا يقل عن 1000 رجل شهرياً من السودانيين والإرتريين والأثيوبيين وهذا العدد يمكن إسرائيل من انتقاء حوالي مائة منهم شهرياً لتجنيدهم من دون أن يشعر أحد بذلك.
أقسام سرية
المجموعة الكبرى من المجندين السودانيين والإرتريين، وتقدر بالمئات موجودة في قسم سري في إحدى قواعد الجيش الإسرائيلي الواقعة إلى الشمال من إيلات، وسط منطقة جبلية وعرة محظورة لتنقل المدنيين كونها منطقة عسكرية مغلقة. هذه القاعدة تابعة لوحدة خاصة في الجيش الإسرائيلي تم إنشاؤها مؤخرا خصيصاً للعمليات العسكرية في مناطق صحراوية في العالم العربي، وأغلبية جنودها من السودانيين بسبب خصائصهم البدنية وقدرتهم على تحمل الأعباء والعمل في ظروف قاسية ولمسافات بعيدة من دون الاعتماد على مؤن مثل الطعام ومياه الشرب. أما الزي في هذه الوحدة فهو الزي المدني لإظهار هؤلاء الجنود كمهاجرين عاديين من إفريقيا.
المهام التي ستوكل لهذه الوحدة تتعلق بالحرب التي تشنها إسرائيل ضد شبكات تهريب السلاح الإيراني إلى قطاع غزة عبر السودان وإرتريا ودول أخرى، إضافة إلى مهام ميدانية أخرى في أية حرب قد تندلع في المستقبل بين إسرائيل وجاراتها العرب. ويذكر أن هناك في الجيش الإسرائيلي (كتيبة 300) الملقبة (بوحدة الأقليات) وجنودها من العرب. أما وحدة السودانيين والإرتريين الجديدة فستنضم في أوقات الحرب إلى هذه الكتيبة كفصيلة كوماندوز منفردة.
مراحل التجنيد
المرحلة الأولى لتجنيد اللاجئين السودانيين والأفارقة تبدأ عندما تلقي قوات حرس الحدود الإسرائيلي القبض على مجموعة من المتسللين إلى إسرائيل، فيتم نقلهم إلى قاعدة استقبال لإجراء الفحوصات الطبية وخاصة لكشف الأمراض مثل الإيدز والملاريا والسل، وبعد التأكد من صحة الشخص يعرض عليه العمل مقابل راتب جيد لبضعة أسابيع في شركة بناء تابعة في الحقيقة للجيش تقوم ببناء الأبنية في قواعد الجيش في صحراء النقب. مديرو العمل في هذه الشركة هم في حقيقة الأمر ضباط تجنيد بالزي المدني يقومون بانتقاء العمال الأكثر ذكاء وإخلاصاً للعمل وعلاقاتهم مع زملائهم طيبة وصحتهم جيدة والأهم أنهم لا يقيمون الصلاة. ومن تتوفر به هذه الشروط يعرض عليه الانضمام للشرطة الإسرائيلية (المدنية) وهذا هو الغطاء الأولي لجميع مسارات الخدمة في الشرطة وسلطة السجون والجيش والموساد. وإذا تابع المجند المسار بصورة مريحة وأبدى ولاءه لإسرائيل فتعرض عليه الخدمة السرية في الجيش وعدد قليل من منتسبي الجيش ينتقلون فيما بعد للعمل في (الموساد). فترة التجنيد تستغرق ما بين 12 و18 شهرا حسب المسار.
وبما أن عدد المجندين في نهاية مراحل التجنيد لا يعدو العشرات شهرياً، فإسرائيل بحاجة لتدفق السودانيين والإرتريين والأفارقة الآخرين من مصر بأعداد كبيرة بل ومتزايدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.