سجلت منظمة الصحة العالمية ظهور 40 ألف حالة جديدة من مرض السل المتحول الذى لم يعرف له علاج إلى اليوم، والشديد المقاومة لكل أشكال الأدوية التقليدية. وذكرت مصادر اخبارية أنه رغم ما يظنه البعض من أن السل بات مرضاً من الماضي، فإن ظهور فيروس متحول منه شديد المقاومة لكل أشكال العلاج والمضادات الحيوية يجعل منه مرضاً غير قابل للشفاء. ونسبت الى خبراء صحيين أن "المفجع فى قضية السل المتحول المقاوم للعلاج انه لم يكن يفترض وجوده على الإطلاق، خصوصاً أن السل التقليدى قابل للشفاء. ولكن اذا لم تعط أدوية السل الى المرضى كما يجب، فهناك خطر من أن يتطور الفيروس إلى سلالة أكثر فتكاً كالسل الشديد المقاومة للعلاج والمعروف باسم "إكس دى آر – تى بي". وأشار هؤلاء نقلاً عن منظمة الصحة العالمية إلى أن كلفة علاج السل التقليدى لا تتعدى 20 دولاراً أميركياً فى الدول النامية، ومع ذلك لم تتوفر الأموال الكافية لمكافحة هذا المرض الذى ينهش المجتمعات الفقيرة. ونقلت ذات المصادر عن الناشطة فى مجال مكافحة السل ضمن جمعية "أكشن" لويز هولى أن "لا تطورات جديدة فى مجال مكافحة انتشار السل منذ ما يزيد على 40 عاماً"، لافتة الى وجود أفكار خاطئة حول المرض. وأوضحت هولى أن "السلالة الشديدة المقاومة للعلاج فائقة العدوى وتنتقل فى الهواء، ويمكن لأى كان ان يلتقطها مع انتشار التنقلات والأسفار بين الدول حتى فى دول متقدمة كالولايات المتحدة وبريطانيا". ولفتت الى إمكان انتشار المرض فى الأماكن المكتظة كالمدن الفقيرة والسجون والمدن الكبيرة كلندن ونيويورك حيث يعمل الناس فى أماكن متلاصقة ويتنقلون فى وسائل النقل العامة. وذكرت المصادر أن لا علاج منظوراً لهذه السلالة من السل، مشيرة الى ان الأكثر عرضة له هم المرضى الذين يعانون من ضعف فى المناعة، كالمصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة "الايدز". وشددت هولى على ضرورة ان يشكل وجود هذا المرض دعوة الى اليقظة فى المجتمع بدلاً من اعتباره شيئاً من الماضي. وكان المصور الصحافى جيمس ناشتوى أرخ لانتشار المرض من خلال صور التقطها على مدى 30 عاماً، ونال عنها جائزة عام 2007. وتروى صوره سيرة مصابين بالسل على فراش الموت فى سبع دول هى تايلندا وكمبوديا وسوازيلاند وسيبيريا وجنوب افريقيا.