ما حدث من تغيير في مجمل حياتنا مؤخراً واضح تأثيره الاقتصادي والاجتماعي والصحي وكذلك السياسي، وحسب ما هو مؤكد فإن أجهزة الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية، وما يترتب على استخدامها من توجيه الناس واستحداث نمط حياتي مختلف هو البطل الحقيقي لهذه التغيرات. وأكثر التأثيرات السلبية انشغال الأفراد بهواتفهم أثناء العمل أو الدراسة أو حتى أثناء الاجتماع العائلي، ويصاحب ذلك شكاوى صحية كالصداع وقلة النوم، وما يترتب عليه من سلبيات تجاه الإنتاجية في العمل، مثل ترك المراجعين أو تأخير إتمام معاملاتهم أكثر مما اعتدناه من تأخير، ويمتد تأثيرها اجتماعياً وخاصة على كبار السن، الذين يتأثرون بالوحدة ولو كانوا محاطين بأفراد العائلة، ومن الاهتمام بدراسة التأثيرات السلبية على إنتاجية الأفراد وخاصة على الحالة الصحية، تؤكد دراسة من كلية الطب بجامعة هارفرد التأثير السلبي لاستخدام الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية وخاصة على معدل النوم، ويترتب على ذلك إشغال الجسم وحواسه لمعظم ساعات اليوم، حيث يتم التواصل مع الإيميل وشبكات التواصل الاجتماعي وقنوات التلفزيون وبرامج التواصل كالواتس أب وما يترتب على هذا السلوك من تأثيرات سلبية على الساعة البيولوجية للنوم الطبيعي. وقلة النوم لها علاقة مباشرة بالإصابة بأمراض خطيرة، أهمها السمنة والسكري والضغط وأمراض القلب وكذلك الاكتئاب، وأيضاً يقلل من كفاءة التركيز أثناء العمل أو الدراسة، وبالتالي تدعو المنظمات الصحية على الاستفادة من نتائج الأبحاث التي تؤكد سلبية استخدام الجوال قبل النوم، والعمل على تطوير وتحسين السلوك الشخصي لجعل الإنسان أكثر تنظيماً ويأخذ كفايته من النوم، وخاصة تفعيل إحساس الأفراد بأهمية مصالح الحياة بالعمل والسعي على التنظيم لأداء المترتب عليهم بأكمل وجه ممكن، وعليه ينصح بتنظيم استخدام الهواتف الذكية وما تحتويه من برامج وشبكات تواصل اجتماعي، وإعطاء الجسم وقته الكافي من الاسترخاء قبل النوم، والتمتع بنوم هادئ وكاف للقيام بإنتاجية أكثر.
