قبل الكتابة .. وحديثنا نهار الإثنين يحمل (والطابور الذي سوف يهاجم أبوجبيهة اليوم أو غدًا قادمًا من ويرني من يقوده هو شقيق المعتمد هناك) وهاتف يقول صاحبه إنه معتمد أبوجبيهة ثم هاتف آخر وآخر كلٌّ منهم يزعم أنه معتمد أبوجبيهة وكلٌّ منهم يقول قولا مختلفاً وأحدهم يقول إنه موسى كجو .. معتمد أبوجبيهة!!! وعاصفة الهواتف ترسم المشهد الجديد الذي هو كومة من التزييف والصدق والكذب والتهديد والبذاءة ومعتمد قدير يحدثنا أن : ويرني تبعد «125» ميلاً من أبوجبيهة وكاودا تسعين ميلاً قال آخر: المعتمد هو الفاضل ونيس .. ضابط شرطة نظيف الحال.. و لا شقيق له بين صفوف التمرد.. ولا المعتمد الآخر.. آدم ومن يقول إن حديثنا أفزع المزارعين نجيبه بأننا: بعض أعمال الخراب نسبقها بالحديث عنها لأننا نعلم أن اللص لا يدخل بيتاً أهله ساهرون. وآخر يحدثنا: كيف فات عليك أن موسى كجو مات؟! ونجيبه بأن ما نعرفه هو ما يجعلنا نستمع في استمتاع لمن يحدِّث وهو يزعم أنه موسى كجو .. ونحن نزعم أننا نصدقه لكن شقوق الخراب لا تقف عند أبوجبيهة والحديث عن خلايا الخرطوم بعض فقاقيعها يطل الأسبوع الماضي والأمن يعتقل أحدهم وهو يستقبل ملايين هائلة. للصرف على نشاط التمرد القادم ويعترف بعض آخرين معه لكن الخلايا باطنها وظاهرها كان يتلقى الضربة القاسية أمس الأول من حيث لا يحتسب. يتلقاها من خطاب الصادق المهدي «ويطربنا» ولا نكذب أن نسمع المهدي يقول ما ظللنا نقوله من أن : التغيير في الزمان كله كان هو.. حكومة تستبدل بحكومة بينما المرحلة الجديدة الآن تصمَّم بحيث يصبح الأمر هو «حكومة تُستبدل بسوريا أو الصومال أو...» ومدهش أن ما يفاجأ به البعض في ميدان الخليفة كان المهدي يقوله قبل أيام في محطة مصرية (الساعة العاشرة) المحطة التي تحمل كراهية حارقة للإسلام والمسلمين. المهدي هناك يقول إن إسقاط حكومة مرسي الآن يعني الخراب.. والدائرة القاتلة تبدأ.. فالإخوان المسلمون إن هم سقطوا الآن أصبحوا معارضة لا تطيقها حكومة قال: مرسي ظل يتلقى المعاكسات ما بين نظافة الشوارع وحتى الديون الخارجية. «2» وصحف العالم العربي أمس تردِّد الجملة هذه بكلمات مختلفة. والصحافة العربية ما بين المغرب والعراق التي تنظر إلى حشود مصر تقول إن : المظاهرات من الجانبين تعلن إصرارها على أنه «لا صدام ولا دماء» لكن هندسة الحشود الآن تقود إلى الصدام هذا. وحتى أمس كان عشرة يُقتلون ومئات الجرحى.. وصدام .. بعد صدام والأصابع التي تصمِّم الأمر تعلم أنه لا قائد في الأرض يستطيع أن يسيطر على نصف مليون غاضب يصرخ ويهتف. وعبد الباري عطوان يقول «السؤال الذي يهرب كل أحد من إطلاقه هو.. ما هي الخطوة التالية». وعبد الباري يقول إن جهة ثالثة تماماً «لا المعارضة ولا الحكومة» هي من يقود الأحداث وإن سيطرتها على الحشود الآن تجعل الخطوة القادمة مخيفة. وعبد الباري لا يخطر له أن أخبار الخرطوم أمس الأول تقدِّم الإجابة فلما كان الصادق المهدي يحدِّث أنصاره المختلفين كانت جهة ثالثة تقدم الإجابة. والأمن يعتقل خطة لتفجير يتم وسط الحشد.. تفجير ينتظر ما بعده والصحافة العربية التي تنظر إلى صناعة اضطرابات تركيا ومصر الآن وكأنها تتنبأ بالخطوة التالية تقول «الجماهير المزدحمة في أي مكان حين تسمع الرصاص تندفع في جنون وتصبح قطيعاً يطحن بعضه بعضاً تحت الأقدام. بعد الرعب ينطلق الغضب والغضب عادة لا يفكر... ولا يبحث عن المجرم.... ليقتله الغضب يقتل ما يقع تحت يده فقط» الخطوة التالية في مصر هي صناعة شيء مثل هذا. ومشهد صغير يصبح أكثر فصاحة ورسمًا للأجواء التي تنتظر «التفجير» هذا الجيش يعطي مهلة خمسة أيام لانفراج الأزمة.. والأيام تنقضي.. والجيش صامت.. في إشارة بليغة إلى أن الخطوة القادمة خطيرة بحيث إنه لا أحد يجرؤ على أن يكون هو صاحبها. أجمع كل أخبار وأحداث العالم الإسلامي في السنوات الأخيرة.. تجدها حروفاً في جملة واحدة لكن.. لماذا نبقى دائماً في محل الفاعل المنصوب المجرور المضروب. ٭٭٭ بريد السيد النائب الأول السيد «ع» أكل الفراش ظهره. والمرض طويل... وروشتة العلاج تمتد سنوات. السيد «ع» يتمنى أن يتذكره «الراعي» في برنامج «الراعي والرعية».