كلية الارباع لمهارات كرة القدم تنظم مهرجانا تودع فيه لاعب تقي الاسبق عثمان امبده    بيان من لجنة الانتخابات بنادي المريخ    بيان من الجالية السودانية بأيرلندا    رواندا تتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لاستقبال ما يصل إلى 250 مهاجرًا    يامال يثير الجدل مجدداً مع مغنية أرجنتينية    شاهد بالفيديو.. السيدة المصرية التي عانقت جارتها السودانية لحظة وداعها تنهار بالبكاء بعد فراقها وتصرح: (السودانيين ناس بتوع دين وعوضتني فقد أمي وسوف أسافر الخرطوم وألحق بها قريباً)    شاهد بالصورة.. بعد أن أعلنت في وقت سابق رفضها فكرة الزواج والإرتباط بأي رجل.. الناشطة السودانية وئام شوقي تفاجئ الجميع وتحتفل بخطبتها    البرهان : لن نضع السلاح إلا باستئصال التمرد والعدوان الغاشم    وفد عسكري أوغندي قرب جوبا    تقارير تكشف خسائر مشغلّي خدمات الاتصالات في السودان    مجاعة تهدد آلاف السودانيين في الفاشر    تجدّد إصابة إندريك "أحبط" إعارته لريال سوسيداد    توجيه الاتهام إلى 16 من قادة المليشيا المتمردة في قضية مقتل والي غرب دارفور السابق خميس ابكر    لدى مخاطبته حفل تكريم رجل الاعمال شكينيبة بادي يشيد بجامعة النيل الازرق في دعم الاستقرار    عثمان ميرغني يكتب: لا وقت للدموع..    السودان..وزير يرحب بمبادرة لحزب شهير    الهلال السوداني يلاحق مقلدي شعاره قانونيًا في مصر: تحذير رسمي للمصانع ونقاط البيع    "ناسا" تخطط لبناء مفاعل نووي على سطح القمر    ريال مدريد الجديد.. من الغالاكتيكوس إلى أصغر قائمة في القرن ال 21    تيك توك يحذف 16.5 مليون فيديو في 5 دول عربية خلال 3 أشهر    صقور الجديان في الشان مشوار صعب وأمل كبير    الإسبان يستعينون ب"الأقزام السبعة" للانتقام من يامال    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



على خلفية حديث النائب الأول وتداعياته
نشر في النيلين يوم 25 - 08 - 2013

كنت أود الاكتفاء بالتقاط مبادرة النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه والترويج لها وفاء لما طلبه الرجل وما كنت أنوي الكتابة في حيثيات الموضوع الإ بالفعل المباشر لولا خروج بعض الحديث الذي نشر عن روح الموضوع وأصله، ويبدو أن بعض الإخوة من الذين تناولوا الموضوع با لحديث والنقد والتحليل قد اسقطوا حديث النائب الأول على اشخاصهم فوجوده يصيب منهم أشياء عزيزة فصار بعضهم يهاجم وآخر يدافع وليس في أذهانهم شيئاً سوى نفوسهم الزائلة.
ومن الأشياء التي يجب توضيحها مقدماً أن اللقاء مع النائب الأول لم يكن مرتباً وهو لم يصطف صحافيين على غيرهم، ولكنها زيارة معايدة عادية ولم نكن وحدنا حضوراً ولكن تكاثف وجود الصحفيين في الكراسي القريبة من النائب الأول لفت نظره ذلك وقارنه مع ما كان صباح ذات اليوم ، اليوم الأول للعيد، حيث كثر أيضاً عدد الصحافيين والإعلاميين في معايدة رئاسة الجمهورية فقال النائب الأول «دي فرصة نستغلها ونقول ليكم ملاحظتنا على الصحافة السودانية».
، وسار الحديث سجالاً بينه وبين الحاضرين وكنت من ابتدر الرد على اتهام النائب الأول لصحافة هذه الأيام بالضعف وقصر النظر وأشركت الحكومة في المسؤولية ومن هنا جاء حديثه للمقارنة بين صحافة الأمس واليوم. والذي بدأه بالقول«اكتبوا على لساني» وهنا يسقط زعم البعض بأن الصحفيين الذين كانوا حاضرين ذاك اللقاء انتهكوا خصوصية المجالس، ونشروا حديثها، ولعل الذين كتبوا ذاك القول، لم يقرأوا مانشرناه وأوضحنا فيه أننا فعلنا ذلك استجابة لرغبة السيد النائب الأول، ثم إن السياسي أو أي إنسان عام آخر يدلي بأي حديث امام صحفيين لابد أن يعلم أن حديثه هذا صار ملكاً عاماً بعد خروجه من جوفه، ولذلك كان العم بشير محمد سعيد عندما يقال له إن هذا الحديث ليس للنشر يقول«العندو كلام ما عايزو يتنشر ما يقولو» ورغم أن كل الذين تناولوا حديث النائب الأول من الزملاء الصحفيين لم يخلطوا ا لأوراق وإن كانوا قد اختلفوا في التقييم حسب اختلاف زوايا النظر واختلاف منطلقاته، إلا أن بعض الذين كتبوا في المواقع الالكترونية أحدثوا بعض التحريف ومن ذلك نسبة حديث بعض رؤساء التحرير إلي النائب الأول وتحديداً ماقلته شخصياً تفسيراً وتعليلاً لحالة الضعف التي تصيب صحافة الحركة الإسلامية في عهد الإنقاذ مقارنة بحالها في زمن الديمقراطية الثالثة، وذلك ما قال به النائب الأول استناداً على حديث الصحافي المصري المرحوم عادل حسين، فقلت للنائب الأول إن صحافة الحركة الإسلامية نجحت في الديمقراطية الثالثة لأنها اسندت إلى الرساليين من شباب الحركة المهتمين، فصحيفة الراية مثلاً تعاقب على رئاسة تحريرها مهدي ابراهيم، المرحوم احمد عثمان مكي والدكتور جمال الدين عثمان وكان معهم ثلة من ابناء الحركة الإسلامية الرساليين امثال الشهيد محمد طه محمد احمد، امين حسن عمر، المحبوب عبدالسلام، العبيد احمد مروح، حمدان حامد، وثلة من الأصفياء، ولكن الحركة الأسلامية في الإنقاذ، ولا أدري بأي فهم ومفاهيم قدمت في الصحافة والإعلام«المستوعبين« او المختونون على كبر» كما يقول أهل الجيش، وبعض«المتوركين» وقديماً قالوا «التركي ولا المتورك» بالإضافة إلى بعض المتشنجين اصلاً، والذين تشنجوا لاحقاً لادعاء الولاء والإخلاص، وهؤلاء هم كارثة الصحافة الإنقاذية بالإضافة إلى سياساتها في هذا المجال والتي لاندري كيف وأين تصنع.
وفي تقديري أن اعتراف السيد النائب الأول بفشل صحافة الإنقاذ يشكل خطوة مهمة لأنه اتبعه بدعوة إلى حوار جاد وموضوعي نحو صحافة وإعلام فاعلين، وكنت قد وعدته أن أقدم له نسخة من الورقة التي قدمتها للأخ العقيد انذاك سليمان محمد سليمان في الشهور الأولى للإنقاذ، عندما كان رئيساًللجنة الإعلامية في مجلس قيادة الثورة، واعتقد أن تلك الورقة لازالت يمكن أن تشكل مدخلاً لمعا لجة أدواء الصحافة والإعلام في عهد الإنقاذ، وأرى أن الصحافة بصفة أخص في حاجة إلى معا لجات جراحية تبدأ بالسياسات وتمر بالشخصيات وتتنز ل إلى تفاصيل دقيقة عدة، والأهم من الذين يعملون في الصحافة والإعلام، الذين يديرون شؤونها وبين يدي القارئ نص الخطاب الذي كتبته حول الصحافة والإعلام في الإنقاذ قبل نحو ربع قرن من الزمان هو كل عمر الإنقاذ إلا ستة شهور.
الأخ العقيد سليمان محمد سليمان عضو مجلس قيادة ثورة الانقاذ ورئيس لجنة الإعلام
تحية الإسلام والثورة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
ليس هذا الحديث خطابا للتحية والمجاملة يبدأ بالسلام وينتهي بأطيب التمنيات ولكنه خطاب من أجل السودان استكمالا للحديث الذي بدأناه من قبل حول دور الاعلام في دعم مسيرة الثورة والسؤال الذي يتبادر الى الذهن ابتداء لماذا التركيز على الاعلام؟ ليس هذا لأني اهتم بهذا المجال وهو مدخلي للحياة العامة والخاصة ولا.. لأنك المشرف عليه من قبل مجلس الثورة، وحسب ولكن لأن الإعلام هو محور كل الأشياء، به تقوم الدول، وتطرح الأفكار، وتتبلور الرؤى، ومن خلاله يدار الحوار، هو الثغر الذي يمكن أن تنطلق منه الى عالم النجاح، وكذلك يمكن أن يكون الثغرة التي يأتي منها الشيطان، فيكون الفشل أو الإنتكاس.. ولهذا لابد من الاهتمام بالاعلام حتى يكون النجاح أتم.
لا أعني بالاعلام شكلا معينا دون غيره، ولكنني أعني بهذا الاعلام في صورته المطلقة كل أشكاله الكلمة المكتوبة والمنطوقة المباشرة وغير المباشرة والشعبية والرسمية، وكل هذا يتم في إطار سياسة توجيهية معينة يتم التخطيط والترتيب لها من قبل الجهاز السياسي والتنفيذي المعني بالأمر، وللحديث عن الاعلام ودوره في ثورة الانقاذ لابد أن نتحدث أولا عن تحديات الثورة، وأن نقرأ حقائق الوضع الداخلي والخارجي، ثم نبحث بعد ذلك عن الدور المنوط بالاعلام وأجهزته.
عندما تفجرت الثورة في الثلاثين من يونيو 1989م كان الفساد الحزبي قد بلغ مبلغا عظيما، فزهد الناس في أهل الأحزاب وسياساتهم وانتظروا الخلاص منهم ومن ويلاتهم ، وبرغم الاحباط الذي أصاب الناس من التجربة الحزبية الا أنهم استقبلوا النظام الجديد بشيء من الذهول، لم يكن الذهول تعبيرا عن موقف سلبي تجاه النظام، ولكنه كان نتاجا طبيعيا لحالة الاحباط التي امتلكت الشعب السوداني وهو خشية من أن يصيبهم مثل ما أصابهم من قبل من احباط ، فعلي الرغم من أن السودانين ما زالوا ينشدون نشيد الاستقلال الا أن كثيرين من عامة الناس وخاصتهم ظلوا يرددون حتي يومنا هذا مقولة«حليل أيام الانجليز»
ذات المشهد رأيناه في أواخر أيام عبود عندما خرج الشعب جميعا يهتف إلى الثكنات «يا عساكر إلى الجحيم يا عبود» حتى سقطت حكومة نوفمبر في اكتوبر 1964م ولكن سرعان ما عاد يهتف نفس الشعب:«ضعيناك وضعنا وراك».. وتكرر ذات المشهد لنظام مايو، فبعد أن هتفوا «عاش الصادق أمل الأمة».. عادوا يهتفون :«لن يحكمنا حزب الأمة» فلذلك عندما جاءت الانقاذ ما كان يمكن للناس أن يهتفوا باسمها أو باسم البشير خشية أن تقع ذات الفجيعة التي تقع كل مرة وأصدق وصف لهذا النظام قاله لي أحد الأصدقاء جاء الى مصر من السودان خلال أيام الانقاذ الأولى، وعندما سألته من مدى تجاوب الجماهير مع النظام الجديد قال لي: إن هذا النظام«مثل ثنائي العاصمة» لا أحد يقول لك أنه فنانه المفضل» ولكن إن جاءت بهم إذاعة امدرمان فالكل يستمع إليهم.
وإن كانت المعارضة لثورة الانقاذ لم تأخذ شكلا عمليا واضحا بعد ولكنها استطاعت أن توحد أركانها، وتعرف قضيتها ،وتصنف نفسها، واستطاعت أن تحاصر النظام في جبهة محدودة حتى يسهل لها الانقضاض عليه.
إن الموقف الخارجي إن كان في ظاهرة القبول والمباركة حتى هذه اللحظة الا أن باطنه يحتوي غير ذلك، وليس أدل على ذلك من انتشار وتعدد وحرية العمل العدائي والمعارض للنظام خارج السودان، هذا فضلاً عن عدم إيجابية الدعم الخارجي وأشياء أخرى كثيرة، فأنتم أدرى بها بحكم الموقع والمعايشة.
وعندما تفجرت الانقاذ كان السودان يعاني من أزمات وضائقات عديدة بسبب تردي الوضع السياسي آنذاك، وتمثلت هذه الضائقات والمشاكل في :
1/ استعار نار الحرب في جنوب السودان والمزايدة السياسية بقضية السلام.
2/ تدهور الوضع الاقتصادي وضعف الانتاج والارتفاع الجنوني للأسعار.
3/ فساد الخدمة المدنية وتسيسها وتفشي المحسوبية والرشاوي والتدرج الوظيفي على أسس غير مضبوطة وغير معقولة.
فإذا كانت تلك ملامح الوضع عند قيام الثورة، فما هو المطلوب منها على ضوء تلك الحقائق؟ وماهو دور الاعلام في ذلك؟.
فإن كنا سنناقش المطلوب على ضوء تلك المقررات فلابد من أن نقر أول الأمر أن للاعلام القدح المعلى في تحقيق ذلك أو هو السباق في كل شئ.
أولاً: تعرية النظام الحزبي وكشف ممارسات الأحزاب الفاسدة في المجال السياسي والتنظيمي والإداري، وفي مجال الخدمة المدنية، والمؤسسة العسكرية والسياسية والخارجية في مجال الخدمات، وكشف عجز التجربة الليبرالية بشكلها السابق في حكم السودان والبحث عن صيغة جديدة للحكم.
ثانياً: التعبئة العامة من أجل حل قضية الجنوب في إطار السلام أو الحرب وتجميع الرأي الوطني حول موقف موحد تجاه هذه القضية.
ثالثاً: الحرب ضد الفساد في كل مواقعه بكل أشكاله والعمل الجاد لتطهيره، ولابد من تكثيف الاعلام في ذلك بصورة موضوعية ومنضبطة حتى لايؤخذ مأخذ تصفية لخصومة وكيد سياسي بقدرما هو تصفية للفساد.
رابعاً: تبني وطرح سياسات اقتصادية ثورية نشطة تعين على إعادة صياغة الاقتصاد الوطني السوداني على أسس متينة تقوم على الانتاج المحلي وتشجيع الصادر أكثر من الاعتماد على الهبات والمعونات والقروض، ولابد أن يسبق الاعلام الأجهزة السياسية والتنفيذية في ذلك.
خامساً: كشف أعداء السودان وأعداء وحدته، بدلاً من العموميات الهتافية التي لا تؤخذ مأخذ الجد في كثير من الأحيان
سادساً : لابد من أن يقود الاعلام حوارا بناء من أجل توحيد القوى الوطنية الصادقة في السودان ولابد أن يكون الحوار موضوعيا وصادقا ويحترم عقول الناس، وأن يكون السعي جادا لأن يتبني كل أهل السودان برنامج الثورة.
سابعاً: البحث عن صيغة جديدة لبسط الشوري وتحقيق الديمقراطية في السودان وأن تتجاوز هذه الصيغة فوضي التجربة الليبرالية وقصور النظام الشمولي لتستوعب الحركة السياسية والشعبية في السودان.
ثامناً: البحث عن صيغة جديدة لبسط الشوري وتحقيق الديمقراطية في السودان وأن تتجاوز هذه الصيغة فوضي التجربة الليبرالية وقصور النظام الشمولي لتستوعب الحركة السياسية والشعبية في السودان.
ثامناً: خلق رأي عام خارجي متعاطف مع الثورة، ويؤيد برامجها من أجل انقاذ السودان ليتعاضد الجهد الداخلي مع الدعم الخارجي من أجل استقرار الوضع بالسودان ولتضييق مساحة الحركة بالنسبة للخارجين عن الاجماع بعد تحقيقه.
وبعد هذا نتساءل هل استطاع إعلام الانقاذ القيام بهذا الدور؟
قد تبدو الفترة قصيرة للحكم عليه، ولكنها مع ذلك كافية على أقل تقدير لتحديد مدى امكانية الاعلام بشكله القائم للوفاء بمتطلبات المرحلة فإن كانت الاجابة الأقرب إلى الصواب هي أن الاعلام قد شكّل عجزا كبيرا في أداء دوره المطلوب فإن الشواهد على ذلك كثيرة
اولاً.. فإن كان مؤتمر الحوار الوطني قد أخذ النصيب الأوفر من زمن الثورة الا أن الحوار الموضوعي من أجل وحدة السودان أيضا على قصور سياسي، فالحوار المبسوط الآن هو للديكور أكثر منه لتحقيق الوحدة.
ثانياً. برغم أن قضية الجنوب قد درجت ضمن قضايا الحوار الوطني، بل على رأسها، لكنني اعتقد أن الحوار من أجل وحدة الحركة السياسية والشعبية في الشمال هو المدخل لحل قضية الجنوب ولذلك حتى هذه اللحظة قضية الجنوب يكتنفها غموض شديد ومصيرها مازال مجهولا بين الحرب والسلام
ثالثاً.. إن الوضع الاقتصادي والمعيشي بصفة خاصة قد بلغ مبلغا من التدهور والتردي لم يبلغه يوما ما في تاريخ السودان، ومع ذلك فالاعلام مازال صامتا لم يتسطع أن يشارك بأدني شئ في حل تلك الأزمة، بل في كثير من الأحيان يأتي نشاطه بمردود عكسي؛ فالغضب والاستياء يمتلكان الشعب وهو يسمع ويقرأ خلاف الذي يري ويعايش.. وإن ساء المرء الظن، لقال إن هذه ثورة مضادة ولكنه الصديق الجاهل.
رابعاً.. كنّا نتوقع من الاعلام أن يتبني حملة مصاحبة للجهد العام في تعرية النظام الليبرالي تهدف الى ايجاد صيغة بديلة مثلي لحكم السودان، ولكن يبدو أنه ينتظر اللجان السياسية والفنية حتى تفرغ من أعمالها ليقوم بتشويهها حتى هذه اللحظة، ناهيك عن عامة الناس، حتى خاصتهم لايعلمون إن كانت لجان الرقابة الشعبية لجان سياسية أم خدمية، ويبدو أن الأقوال الرسمية ذاتها قد تضاربت في هذا المجال.. فأين دور الاعلام في ذلك.. وماهي الصيغة المثلي لحكم السودان؟
خامساً .. عجز الاعلام تماما عن تبني قضايا الثورة والدفاع عنها وعن قراراتها والشواهد على ذلك كثيرة، إن موقف الاعلام الانقاذي من كل القضايا المطروحة موقف يستغرب له المرء فهو إما إلى صمت عاجز أو الى هتاف ممجوج وكلاهما مخل مضر.. وقبل أن اقترح طريقا للخروج من هذا المأزق لابد أن أقف أولا على الأجهزة الاعلامية عموما في ظل الأنظمة العسكرية والشمولية والتي على شاكلتها.
أولاً.. عادة في مثل هذه الأنظمة فإن الاختيار لقيادة العمل الاعلامي يقع على شخصيات باهتة أو مغالية في تأييدها حتى أنها في كثير من الأحيان تعمي عن الحقائق وهذه أولى آفات الاعلام.
ثانياً.. في ظل تلك الأنظمة تقل فرص العمل الاعلامي وعندما تتاح فرصة للانسان كي يتبوأ أي موقع في أي جهاز إعلامي فإن حرصه عليها يؤثر على أدائه فيتبع سكة السلامة، هذا إن لم يزيف الحقائق، وفي كثير من الأحيان يسعى لتطييب خاطر السلطان وارضائه حقا أو باطلا وأحيانا أخرى يتوهم أن السلطان لا يعجبه شيء سوى المدح، وفي بعض الأحيان يكون السلطان نفسه لايريد أن يسمع شيئا سوى المدح.
وفي سبيل الخلاص من هذه الأزمة..
1/ لابد أن يكون حرص القائمين على أمر الاعلام على استمرار برنامج الثورة أكثر من حرصهم على استمرارهم في مواقعهم.
2/ منح العاملين في الاعلام ثقة وقوة، ويتمثل هذا المنح في القبول والإشادة بالرأي المخالف، وأن تكون هذه المسألة حقيقية لا شكلا ،ويجب أن يحمي الرأي المختلف من سيوف الدجالين الذين يصنفون صاحب كل رأي مختلف «طابور خامس».
3/ وضع خطة طموحة لخلق منابر اعلامية شعبية تساند الاعلام الحكومي في أداء رسالته.
4/ الاهتمام بمضمون الرسالة الاعلامية قبل الاهتمام بشكلها، فالشكل غالبا لا يعبر عن المضمون وقد يصرف الناس أحيانا عن المضمون، ولقد شهدت الاحتفال بتحرير الخرطوم ولقد كان خير مثال للاهتمام بالشكل دون المضمون. وفي تقديري إن هذا الاحتفال، رغم جمال شكله لم يفِ مضمونه ثمن الحبر الذي طبعت به بطاقات الدعوة الفارهة، ناهيك عن حضور الرئيس المهيب وخطاب المهرجان الرصين.
5/الاهتمام بالاعلام الخارجي لاسيما إعلام المنافذ والاحتكاك ومناطق الاهتمام بقضية السودان وحيث يتكاثف العمل المضاد .
وفي الختام تلك أخي بعض ما جادت به الذاكرة من واقع التجريب والممارسة والمشاهدة، نسأل الله أن ينفعنا بخيرها ويحفظنها من شرها، وهو المستعان وهو على كل شيء قدير.
والسلام. جمال عنقرة أمدرمان 17/1/1990م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.