في ليلة امتزجت فيها الدبلوماسية الرسميّة مع الشعبية، وتنوّعت بين عروض المصارعة السودانية والسومو اليابانية والجودو مع مذاق السوشي المتميز، احتفت السفارة اليابانيةبالخرطوم بنجاح رهانها على أنّ الثقافة والرياضة جناحان تحلق بهما الدبلوماسية إلى آفاق أرحب في تمتين علاقات الشعوب والدول، سيّما وأنّ الشعبين؛ الياباني والسوداني، ورغم ما يفصلهما من ملايين الفراسخ جغرافياً، فإنهما يجتمعان على العزيمة والإرادة في صنع الحياة من نسيج المعاناة. الحفل الذي أقامه السفير الياباني في الخرطوم ريواتشي هوريي بمناسبة التوقيع على منحة مقدمة من حكومة اليابان لتحسين المعدات الرياضية والثقافية بمركز شباب السجانة بالخرطوم وتبلغ (31.690) دولار أمريكي، واستقبال أبطال المصارعة السودانية تحول إلى مسرح لعروض رياضة الجودو من مركز شباب السجانة وعرض للمصارعة التقليدية في اليابان التي تسمى (السومو) فضلا عن فصول مثيرة من استعراض قوة ومهارات مصارعي السودان مع اليابانيين، وفي مقدمتهم الدبلوماسي ياسوهيرو مورتاتسو (مورو)، الملقب بالدبلوماسي حافي القدمين، رئيس قسم الثقافة والإعلام بالسفارة الذي مارس (دبلوماسيته البدنية) كما سماها السفير بطريقته الخاصة، عندما نزل إلى ساحة المصارعين في الحاج يوسف رغم أنه هزم في خمس جولات مع مصارعين سودانيين ولكنه يتطلع إلى نزال جديد اليوم الجمعة قبل أن يغادر السودان لانتهاء فترة عمله تاركاً ذكريات جميلة. مورو يعدّ أول أجنبي يشارك في المصارعة السودانية، ومشاركاته أكسبت المصارعة السودانية زخما إعلاميا غير مسبوق، حيث تكاثفت تغطيات وكالات الأنباء العالمية والفضائيات المصارعة السودانية خلال الفترة الماضية بسبب حضوره ومشاركاته. اللقب مورو اختاره له رواد ساحة الحاج يوسف تيمنا بجبل مورو بجنوب كردفان، موطن المصارعة السودانية. يذكر أنّ الحفل شهد تكريماً خاصاً لمورو من أبطال المصارعة السودانية الذين نازلوه في الميدان ونشأت بينهم علاقة جيدة وعبر آدم مدير عبد الصمد رئيس اتحاد الخرطوم للمصارعة في كلمته خلال الحفل عن تقديره للمصارع الذي جذب انتباه الناس للمصارعة عبر مبارياته. السفير الياباني من جانبه عبر عن رغبته في توسيع دائرة التبادل الرياضي بين اليابان والسودان وأشاد بحسن استقبال السودانيين للمصارع الدبلوماسي مورو وتمنّى رؤية المصارعين السودانيين وهم يتنافسون مع مصارعي السومو اليابانيين في دورة الألعاب الأولمبية التي ستقام في طوكيو العام 2020. إلى ذلك وفي إطار خطة المشاريع الثقافية الأهلية وقع السفير الياباني مع مدير مركز شباب السجانة عبد الرحمن علي منحة الحكومة اليابانية لتمويل رفع مستوى المعدات الرياضية والثقافية من خلال توفير معدات تدريب رياضية للفصول الثقافية السفير الياباني عقب حفل التوقيع الذي حضره وزير الشباب والرياضية بولاية الخرطوم الطيب حسن بدوي أشار إلى أهمية التفاعل الإنساني على المستوى الأهلي كضرورة لبناء صداقة حقيقية بين البلدين مؤكدا التزام بلاده المضيّ قدما في تعزيز علاقاتها الثقافية مع السودان. الوزير حسن بدوي من جانبه أكد أن هذا التوقيع يمثل رمزية لمتانة العلاقات الثقافية والرياضية بين البلدين وتعهد مدير مركز السجانة بتسيير المنحة حسب الاتفاق لصالح رفع قدرات الشباب داخل المركز
