وبما يشبه الخروج من الغيبوبة بدأت بعض القرارات المهمة في الخروج إلى السطح وهي قرارات تأخرت طويلاً لكن أن تأتي متأخرة خير من أن لا تأتي وأولها القرار الذي أصدرته وزارة الصحة بأن يكون العلاج في الخارج للدستوريين عبر القومسيون الطبي الجهة المكلفة بالتوصية على علاج كل السودانيين الذين يتعذر أو يستحيل علاجهم بالداخل فيسلكوا هذا الطريق رغم أنه طويل ويحتاج لكثير من الإجراءات إلا أنه في رأيي طريق يحقق العدل والمساواة التي تجعل كل المواطنين متساويين في الحقوق والواجبات وهو ما لا يبرر أن يتجاوز أحدهم هذه الإجراءات مهما كانت وظيفته أو وضعه ولمجرد أن يصاب أحدهم «بهرشه» في رأسه يحجز على الدرجة السياحية في أفخم خطوط الطيران «وتووووشك» على بره مترفعاً بنفسه وأسرته عن العلاج بالداخل.. والذي هو وجهة كل أبناء السودان إلا من رحم ربي لذلك فإن هذا القرار في رأيي يوطن ويأصل لقيمة العدل التي فقد المواطن كثير من ثقته فيها وبدأ يشعر أنه مواطن من الدرجة الثانية طالما أن المال قسّم المجتمع إلى نصفين طبقة تعيش «ببحبوحة» ولها من الأرصدة ما يمكنها من فعل ذلك وطبقة تعيش على الكفاف ورزق اليوم باليوم! والربنا أداه من خدمة ضراعه وعرق جبينه ما حاسدينه إن شاء الله «يسوي الفوت وكسير اللعوت» لكن من يجلس علي كرسي جاءه ليخدم الناس ويحرص على مصالحهم عليه أن يكون أكثر الناس اكتواءً بالنار التي تكويهم يرتاد ما يرتادونه من مستشفيات ليعرف بواطن قصورها وعجزها ويتسوق من أسواقهم ليشعر بنيران أسعارها وندرة مواردها ويركب مواصلاتها لعله يجرب عذاب المدافرة والانتظار في لهيب الشمس.. وبمناسبة المواصلات هذه أرجو أن يصدر قرار حقيقي وجاد بأن تقتصر عربات المسؤولين على عربة واحدة بدلاً من جيوش العربات التي نشاهدها في بيوت بعضهم شغالة ببنزين الحكومة وسواقين الحكومة لمشاوير خاصة وفسح التسوق بي مهلة وراحة بال. في كل الأحوال إذا كان التغيير الذي حدث هو بالفعل تغيير حقيقي في السياسات وليس الشخوص ننتظر مزيداً من القرارات التي تعيد الحق المسلوب والعدل المجتمعي المجمد في ثلاجات الطبقية واستغلال الوظيفة والجاب قرار الصحة يجيب عقابه. كلمة عزيزة أكبر تحدي يواجه ولاية الخرطوم حتى الآن هو تحدي مشكلة المواصلات ومشكلة النفايات وفي كلا المشكلتين نشهد لوالي الخرطوم أنه تحرك في «القِبل الأربع» بحثاً عن حلول بعضها صاب وأكثرها خاب بدلالة ما يعانيه مواطن الخرطوم في أوقات الذروة التي تمثل عز الانتظار وقمة المعاناة.. الاقتراح الذي نقدمه للسيد الوالي هو اقتراح بسيط لكن اعتقد انه ربما يكنشف الحل والاقتراح هو أن يحل كل من كلفه مسؤوليه إدارة هذه الأزمة عن مسؤولياته لأنه طالما فشل كل الفترة الماضية فهذا معناه أنه استنفد أفكارة والحلول المطروحة ويا أخي الوالي الفريق الذي لا يحرز هدفاً (قعده كنب) ونزل غيره للملعب!! كلمة أعز صحيح النجاحات لا تحدث بين ليلة وضحاها لكن الشارع السوداني الآن ينتظر بشريات اقتصادية بأي شكل من الأشكال يعني بالعربي كده منتظرين أن ينزل سعر أي حاجة غير البرد طبعاً!! صحيفة آخر لحظة