المواصلات تكاد تكون القاسم المشترك في كل أنحاء العالم ، ويرتادها الجميع في كل مستوياتهم الاجتماعية ، نساء كانوا او رجالا ، شباب او أطفالا او شيبا ، ولا يكاد بلد لا توجد فيه مواصلات تقل الناس من اماكن سكنهم الي الي مكان يرتادونه سواء للعمل او التنزه او غيرها من سبل الحياة المتكررة والمتعددة ... ولكن هناك ملاحظة ان جل تلك البلدان ان لم تكن كلها تكاد تنساب فيها المواصلات بصورة سلسة بلا تعقيد بل بصورة ثابتة غير قابلة للتغير او التوقف .. الا اننا في السودان يحدث عكس ذلك تماماً ، وليس ذلك وليد اللحظة بل تكرر في كل الإدارات المسئولة عن المواصلات في كل العهود منذ نيل الاستقلال قبل اكثر من نصف قرن من الزمان ، بلا اي بادرة امل بان هناك تحسن في هذا المرفق الهام المتصل بحياة الناس اليومية .. لا يستطيع احد ان يقول انه تجاهل لهذا الامر ، وذلك للسعي الدائم لحل هذه المعضلة دون ان تلوح في الأفق بطارقة امل بان الحل قريب ... وبالتاكيد هناك تخبط كبير من المسئولين في هذا البلد في معالجة هذه الأزمة ، حيث ان الحلول دائماً ما تكون قاصرة ولا ينظر من وضعها الي ابعد من تحت أرجله ، وهناك من الأمثلة الكثير والغريب حيث ان والي الخرطوم سعي في اطار معالجته للازمة بان اوقف الحافلات من العمل ووضع لها العراقيل حتي يتيح لمن سمي ببص الوالي العمل في المواصلات دون ان يضع في حسبانه ان هذا البص يعمل تحت إدارة شركة حكومية ، ويكفي ان يقال انها حكومية ليتم توقفهم في فترة تشغيل لم تتجاوز الشهرين بحجج لا تمر علي فطنة طفل رضيع .. ونموذج اخر للمعالجة الخاطئة هو ان هذه الباصات لأستعمل ليلا مما يجعل الأزمة متفاقمة بصورة مخجلة ، وهذه الباصات لم تجد طرقا تسير عليها او أعدادا جيدا بمحطات ثابتة ، وكل شئ تم في عجالة وبلا دراسة او تخطيط ... كما ان التخبط الذي صاحب ايقاف استيراد الأسبيرات أصاب هذا القطاع في مقتل ، حيث انها بصات مستعملة وتحتاج لصيانة متكررة ودورية ... وهناك دور شرطة المرور التي مازالت تزيد الزحام زحاما بحملاتها التي جعلت الجباية هدفا دون مراعاة للهدف الذي من اجله أحضرت هذه الباصات .... الأزمة واضحة للعيان بهذه الصورة وبصور اخري تشاهدها بتكدس العمال والموظفين والطلاب صباحا في محطات البصات للحصول علي مقعد او شماعة تقيهم السؤال عن التأخير وتعكير مزاج من الصباح .. اما عندما ياتي العصر فهو فعلا ( العصر ) حيث يعتصر الناس في الشوارع أملا في عودة الام لبيتها لمراجعة دروس آبنائها وطالب يريد العودة للمذاكرة مافاته من درس الصباح ... هذه ازمة لن تحلها الخطب في المنابر ولا الوعود الكاذبة ولا حلول النص كم وانما يحلها اناس ذوي اختصاص لهم تجربة في متابعة كيف تسير الامور في البلدان الاخري بوضع تصور متكامل يحل هذه المعضلة بصورة نهائية ... وان كان من اقتراح مني فاني اري ان تؤل كل سبل المواصلات من بصات او حافلات للقطاع الخاص لانه اثبت نجاحه في اي مشروع يديره .. وان يتم تغيير جدول حضور وانصراف العاملين بان يقسم وقت الحضور صباحا علي ثلاثة مراحل ولتكن الساعة السابعة للبعض والثامنة لآخرين والتاسعة للبقية ، وان يكون وقت انصرافهم أيضاً متناسقا مع وقت دخولهم تخفيفا للخروج في نفس الوقت ... كما ان السماح للعربات الملاكي أيضاً بنقل الركاب بقيمة محددة .. ولكن كل ذلك لن يتم الا بعد ان يتم التنسيق مع إدارة المرور وتفهيمها لهذا الإجراء المؤقت حتي توضع استراتيجية تريح المواطن وتجعله سعيدا وهو يتنقل بالبص من مكان الي اخر ... alawad almusalami [[email protected]]