أصدرت محكمة جدة الإثنين 2-2-2009 حكما ضد المفحط السعودي فيصل العتيبي الملقب ب"أبوكاب" بالسجن 20 عامًا مع جلده 3 آلاف جلدة، إضافة إلى منعه من القيادة مدى الحياة. وبدأت تفاصيل القضية منذ نحو الأربعة أعوام حين اصطحب "أبو كاب" خمسة شباب في سيارته الخاصة خلال حادثة تفحيط شهيرة بجدة، ما تسبب في مقتل 3 منهم، وطالبت أسر الضحايا بالقصاص من فيصل العتيبي الذي يعمل ضابطًا في القوات البحرية السعودية برتبة ملازم أول، إلا أن أحد الأسر تنازلت عن حقها الخاص والدية في وقت سابق، فيما رفضت أسرة الآخرين المتوفيين في الحادثة -وهما شقيقان- التنازل وأصرت على القصاص. وكانت محكمة التمييز السعودية قد رفضت في ال6 من كانون الأول/ديسمبر 2007 الحكم الذي أصدرته المحكمة العامة بجدة بقتل "أبوكاب" تعزيرًا، وأصرت التمييز على أن يكون الحكم ما دون القتل، من سجن وجلد، معيدة القضية إلى المحكمة العامة بجدة. الحكم الأكبر وعلق المحامي خالد أبو راشد على الحكم الصادر بقوله "يعد الحكم الصادر الأكبر من نوعه في السعودية"، وكان أبو راشد استطاع خلال توليه قضية "أبوكاب" سابقا من نقض حكم الإعدام بشكل نهائي، مؤكدا في حديث ل"العربية.نت" على حق العتيبي في الاعتراض على الحكم واستئنافه، وأشار أبو راشد إلى أن حكم الإعدام السابق كان الأول من نوعه الذي يصدر ضد مفحط، "وهذا ما دفعني لمناقشة القضية بشكل موسع لنقضه". وكان الضابط في القوات البحرية بجدة فيصل العتيبي قد قام بنقل خمسة أشخاص معه في سيارته الخاصة إلى منطقة شمال القاعدة الجوية تبعد عن جدة حوالي 30 كيلومترا، وأخذ يتأرجح بسيارته يمينا ويسارا بعد أن ترك الطريق الرئيس باتجاه الشرق مخترقا منطقة رملية، مما أدى إلى انقلاب السيارة ومن ثم وفاة اثنين من الركاب بعد وصولهما المستشفى السعودي الألماني، فيما أدخل ثلاثة آخرون المستشفى لتلقي العلاج، مات أحدهم بعد مضي عدة أشهر، فيما نجا السائق من الحادث. وتعاني العديد من المناطق السعودية من ظاهرة معروفة باللهجة المحلية باسم "التفحيط"؛ حيث يقوم مجموعة من الشباب بالتجمع في سياراتهم، ويتبارزون في مدى المقدرة على السيطرة على السيارة أثناء قيادتها بسرعة عالية وحرفها بسرعة عن مسارها يمينا أو شمالا، وتشير مصادر أمنية إلى أن العشرات من الشباب فقدوا حياتهم خلال السنوات الماضية بسبب تلك الظاهرة، فيما أصيب آخرون بعاهات مستديمة بسبب ذلك.
