توافد أنصار المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، مساء يوم الخميس، إلى عدد من الميادين في محافظات مصرية مختلفة؛ للاحتفال بفوز مرشحهم، في الوقت الذي نظم فيه عدد من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، مظاهرات بعدة مدن، "اعتراضا" على الانتخابات الرئاسية، واحتفالا بما اعتبروه "مقاطعة شعبية" لها. ففي العاصمة القاهرة، توافد العشرات من مؤيدى السيسي، على ميدان التحرير، بوسط القاهرة للاحتفال بفوز مرشحهم. وحمل المشاركون الأعلام المصرية، وصور "السيسي" ولافتات تهاجم مرسي وأنصار، كما دخلوا في وصلات من الرقص على أنغام أغنيتي "بشرة خير" و"تسلم الأيادي". وتحث أغنية "بشرة خير" المصريين على المشاركة بكثافة في الانتخابات الرئاسية، بينما تشيد أغنية "تسلم الأيادي" بخطوة الإطاحة الجيش المصري بالرئيس السابق محمد مرسي، لكن أنصار وزير الدفاع السابق المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، يستخدمون هاتين الأغنيتين في الدعاية لمرشحهم. وأدت تلك الاحتفالت إلى توقف حركة المرور بشكل كامل في الميدان وعدد من المشوارع المؤدية إليه. وفي الإسكندرية (شمال)، تجمع أنصار السيسي بميداني القائد إبراهيم وسيدي جابر (شرق)، رافعين الأعلام المصرية. كما جابت سيارات تذيع الأغانى الوطنية وأغان داعمة للسيسي والجيش، وقامت النساء بالرقص وإطلاق الزغاريد. وفي محافظة البحيرة (شمال) احتشد أنصار السيسي بميدان الساعة في مدينة دمنهور، حيث تراقصوا على أنغام أغنيتي "بشرة خير" و"تسلم الأيادي"، كما قاموا بإطلاق الألعاب النارية. وفي مدينة المنيا مركز محافظة المنيا (وسط)، نظم أنصار السيسي مساء الخميس احتفالا أمام ديوان عام المحافظة، ابتهاجا بالمؤشرات شبه الرسمية التي تفيد فوز السيسى بمنصب الرئاسه، كما أطلق عدد من الشباب المشاركين الالعاب النارية في الهواء، فيما أطلقت النساء الزغاريد. في المقابل، نظم عدد من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، مظاهرات بعدة مدن، "اعتراضا" على الانتخابات الرئاسية، التي أظهرت نتائجها غير الرسمية فوز وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي بها، واحتفالا بما اعتبروه "مقاطعة شعبية" لهذه الانتخابات. ففي مدينة الإسكندرية، نظم مؤيدوا مرسي مسيرات في مناطق برج العرب والورديان (غرب)، وسيدي بشر والسيوف (شرق)، ورددوا هتافات منددة بحكم العسكر، مؤكدين عدم اعترافهم بالانتخابات الرئاسية، ونتائجها. وفي محافظة الجيزة، غربي القاهرة، خرجت مسيرات لأنصار مرسي في مدن السادس من أكتوبر، والشيخ زايد، وناهيا، والحوامدية ومنطقة الهرم وكرداسة والصف، عقب صلاة العشاء. وردد المشاركون هتافات قدموا من خلالها الشكر لمن قاطعوا الانتخابات الرئاسية، كما رددوا هتافاتهم المعتادة والمنددة بحكم العسكر. وفي مدينة بور سعيد (شمال شرق) خرجت مسيرة لأنصار مرسي رفضا للانتخابات، كما قامت قوات الأمن بتفريق مسيرات أخرى في الإسماعلية والسويس (شمال شرق) خرجت لذات السبب . كما فرقت قوات الأمن مسيرة في شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، شمالي القاهرة، ومدينة المحلة بمحفظة الغربية (دلتا النيل). يشار إلى أن الانتخابات الرئاسية هي إحدى خطوات خارطة الطريق الانتقالية، التي أعلنها الرئيس المؤقت، عدلي منصور، بعد أيام من إطاحة قادة الجيش بمشاركة قوى سياسية ودينية، بمرسي، يوم 3 يوليو/ تموز الماضي، وتشمل أيضا تعديلات دستورية (أقرت في استفتاء شعبي في يناير/كانون الثاني الماضي)، وانتخابات برلمانية (تجرى في وقت لاحق لم يتحدد من العام الجاري). وانتهى الأربعاء ثالث وآخر أيام الانتخابات الرئاسية المصرية، وأظهرت نتائج نهائية غير رسمية فوز السيسي، بنحو 96.7 % مقابل 3.3 % للسياسي البارز حمدين صباحي، حسب رصد مراسلي الأناضول في محافظات البلاد ال 27، وفقا لأرقام اللجان العامة. وبحسب النتائج، تبين بعد فرز كافة اللجان الفرعية البالغ عددها 13.893 لجنة، حصول السيسي على 23 مليونًا و521 ألفا و722 صوتا بنسبة 96.7 % من الأصوات الصحيحة، و791 ألفا و153 صوتا لصباحي بنسبة 3.3 %. وبلغ عدد المصوتين 25 مليونًا و342 ألفًا و464 ناخبًا بنسبة 47 % من إجمالي عدد من يحق لهم التصويت البالغ 53 مليونًا و909 آلاف و309 أصوات. وبلغ عدد الأصوات الباطلة مليونا و29 ألفا و689 بنسبة 4 % تقريبا من إجمالي المصوتين، وهي نسبة تتفوق على نسبة الأصوات التي حصل عليها المرشح حمدين صباحي. وقانونا، لا تحسب الأصوات الباطلة ضمن النتيجة النهائية للانتخابات، لكن فقط يتم ضمها إلى نسبة المشاركة. وتظل هذه نتائج الانتخابات غير رسمية لحين بت اللجنة العليا للانتخابات في الطعون المتوقع تقديمها على النتائج، وإعلان النتائج الرسمية في موعد أقصاه الخميس المقبل، على أن تنشر هذه النتائج في الجريدة الرسمية. وشكك "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" الداعم للرئيس المعزول محمد مرسي، في نسبة المشاركة التي أعلنتها السلطات والتي بلغت 47 %، معتبرا أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية لم تتعد 10%، كما تحدثت حملة المرشح صباحي، في بيان لها أمس، عن وجود "انتهاكات وتجاوزات"، فيما قالت الحكومة المصرية على لسان رئيسها إبراهيم محلب إن "الانتخابات سارت بشكل نموذجي".