هناك بعض البرامج التلفزيونية العالمية التي أحب متابعتها وأعتقد انها تضيف لي الكثير من الأفكار المتنوعة –احد هذه البرامج –برنامج تقدمه شابة أمريكية تهتم بالمطبخ وتقدم دائما وصفات لاكل صحي وفي ذات الوقت لا يخلو من طعم لذيذ— حضرت لها مؤخرا احدى الحلقات فاذا بها تعلن في نهاية الحلقة عن موعد زواجها بعد شهر وترجو من جميع الذين يودون مجاملتها عن طريق احضار هدايا –أن يتبرعوا بقيمة هذه الهدايا نقدا –لصالح منظمة تعنى بالأطفال المصابين بالتوحد –ووضعت رقم الحساب الخاص بتلك المنظمة –وانهت الحلقة بابتسامتها المعتادة –وتركتني أنا في حالة من الذهول –وقمة الألم المضحك المبكي!!! ترى من منا مرت على رأسه فكرة كهذه عند زواجه؟ --سؤال يقودنا بالضرورة الى أخر---متى نتخلص من عادة قميئة تدعى البوبار؟ --هل هو عادة؟ أم جين متأصل في الحنايا نتوارثه أبا عن جد---هل توقف أحدنا ليتساءل ما الذي يحدث في عالم الزواج في السودان؟ وصلت الامور الى أن يكلف فطور العريس الملايين ويتم فيه أهداء الذهب وفاخر الثياب-- -تكاليف الصالات والابتكارات التي يتفنن البعض في احداثها –أفقدتنا المنطق –وجعلتنا لا نعرف الاندهاش –--اصبح دفع المهور بالعملة الصعبة---كذا دولار –وكمان جابت ليها استرليني---وصل تصميم (الكوشة) الى حد ان رأيت العرسان يهبطون من أعلى بمنصة ---وأنا في انتظار أن تنبثق الارض عن عروسين أخريين---وكلو كوم وتكلفة الفنان كوم تاني---شخص يأتي ليغني لمدة ساعتين فقط لاغير ---يجب عليك دفع مبلغ وقدره---ولا عزاء لجياع بلادي—والادهى والأمر هو أن تكون عندك (صبحية) –فالفنانات السودانيات يضاهين (بيونسيه) في الأسعار---ثم نأتى للتصوير ---الذي أصبح ذوو شجون--- احدى الفتيات المتزوجات حديثا وتعمل معنا –أحضرت ذات يوم مجموعة من البومات الصور عندما طلبت منها زميلاتها باحضار صور زواجها—كنت أعتقد أن تلك الألبومات تحوي صور الحفل—فاذا بي أفاجأ بانها صور للعروسين فقط –(اوت دور---ان دور) صور خارجية في ضوء الشمس --وصور داخل الأستديو--- المفارقة انها سألتني ببراءة (يا دكتورة –ما تجيبي لينا البوم زواجك)—فضحكت وقلت لها (نحن يا بتي اتزوجنا زمن يقولوا ليك أمسكي التوب عشان الحنة تظهر—ولما ينور الفلاش ترمشي وهذا هو السبب الاساسي في أن نصف عروسات زمنا مغمضات عيونهن في الصور)--- هل من رجل رشيد يوقف هذا العبث ؟--في كل مناحي حياتنا؟ هل من أمرأة قوية تستطيع ان تحتمل غمزات النساء و(مصمصة ) الشفاه وتختصر مراسم الزواج وتكاليفه---هل يأتي يوم وينحسر معدل البوبار في حياتنا الذي وصل الى حد ان يقام (أربعين الولادة) في الصالات؟ -- عندما أنتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي صورة شيلة قيل انها لابن احد الرأسمالية في السودان –لفت نظري تعليق احدى النساء بقولها (ما بي حقو---واما بنعمة ربك فحدث)---يعني حتى البوبار عملوا ليهو تأصيل ---لا يا أختى –التحدث عن النعمة –لا يعني الفشر والاستفزاز لمشاعر الغير –بل التحدث يكون بالشكر لله في السر والعلن ومحاولة مساعدة المحرومين في المجتمع كما فعلت تلك الامريكية التى ندرجها نحن ضمن من نطلق عليهم (الكفرة—الفجرة)----ويا فتيات بلادي أهديكم أغنية (بت المدن يا الواعية يا الدارسة الكتاب---غلا المهور حاربيه ما تخليلو باب)— وصباحكم خير