من الضروري أن تهتم الدول بتراثها خاصة إذا كان غنياً مثل السودان ، وفي هذا المجال تمت دعوتي لحضور افتتاح ورشة عمل ابداعات في صناعة الاكسسوارات بفندق السلام روتانا من قبل معهد علوم الزكاة ، وقد سبق أن اطلعت على دورات متعددة استهدفت النساء في دورات الصناعت الجلدية والخزفية وغيرها ، ومن الجيد أن يتم الاهتمام بالتراث من باب رفع المستوى الاقتصادي لبعض الأسر السودانية ، وقد جاءت هذه الورشة التدريبية في أحد أشكال التعاون بين السودان والسعودية فالمدربة التي تقدم هذا التدريب هي ابنة الملحق الثقافي بالسفارة السعودية بالسودان والتي تزور السودان لأول مرة وهي سهام منيع المطيري التي تعتبر من النساء العربيات المبادرات في مجال صناعة الاكسسوارات، والتي رحبت بدورها بهذه الفرصة حتى تجد المرأة السودانية مساحة لابراز قدراتها . وتشارك في هذه الورشة مائة متدربة كما أوضح د.محمد سليمان حمزة مدير التدريب بمعهد علوم الزكاة بهدف تمكين المرأة لأخذ مكانتها في عجلة الاقتصاد في السودان. وصناعة الاكسسوارات يعتبر الآن عالم كبير متعدد الانواع و الاشكال فمنها ما هو من الخشب ، البلاستيك ، المعادن و الاحجار وحتى القماش ، كما نجد أن الاكسسوارات برزت كمكملات لكنها أصبحت من الأساسيات في هذا العصر ما يجعلها مهنة وتجارة هامة يمكن بالفعل أن تخرج الكثير من المتدربات من دائرة الاحتياج إلى الانتاج ونفع الغير والاسهام في الاقتصاد الكلي ، وأهم مايميز مثل هذه الصناعات أنها تحافظ على التراث وتعكس الثقافة المحلية وهي مناسبة للمرأة التي تريد العمل بدون مشقة الخروج واهمال تربية الأولاد بالاعتماد على غيرها سواء مربية أو خلافه وبما أن الإكسسوارات أضحت تشكل جزءاَ لا يتجزأ من الحياة الاجتماعية والثقافية بأناقتها وغناها بالألوان المفعم بالحيوية والمليئة بالتفاصيل مع الفخامة بحيث تعبر عن أشكال وأنماط التنوع الثقافي والاقتصادي والديني والتعليمي وغير ذلك ، كما نجدها كعمل فني اجتذب انتباه الأسواق العالمية , ومع احتفاظها بالتقاليد فهي لا تخلو من روح التجديد والمعاصرة . وفي التاريخ السوداني نجد أن الاكسسوارات والحلي ظهرت قديماً جداً لدي ملكات الكنداكة، وفي مجال المجوهرات أو مايسمى حديثاً بالإكسسوارات تميزت الكنداكات بالاكسسوارات المشغولة باتقان والمطعمة باللازورد الأزرق والخواتم ذات الشكل الدرعي والعقود والأسورة والمنحوتات النحاسية الفريدة ، ويذكر التاريخ أيضاً أنه على يد إحدى الكنداكات وهو لقب مروي قديم أُطلق على عدة ملكات في مملكة نبته وتعني الزوجة الملكية ، ويذكر التاريخ أيضاً أن على يد إحداهن تم اخضاع أسوان لمملكتها حين كانت خاضعة لحكم الرومان في 24 قبل الميلاد وهي أماني ريناس ، وقد أذاقتهم هزيمة ثقيلة بعد أن أرسل ملوك الرومان جيوشاً جرارة لمدينة نبته ، وأجبرتهم فيما بعد على عقد مصالحة مع الملكة الكنداكة ولم يعودوا لمهاجمتها مطلقاً ، وهذا يدلل على أن اهتمام المرأة بابراز جمالها من خلال ما تلبسه لا يمنعها من أن يكون لها دور طليعي وهام في بناء المجتمعات وقيادتها أيضاً ، لذلك نأمل أن تغرس مثل هذه الورش في نفوس النساء إضافة للتدريب الحرفي لتحسين مستوى المعيشة ، أهمية التكامل بين الجانبين لا الاتجاه الكامل نحو متابعة الموضه والتهافت حول جديدها متناسين دورهن الهام في المجتمع .